حذر المؤتمر الدولى للجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابولزم، من تحول مرض السكر إلى وباء عالمى نتيجة الزيادة المتوقعة في أعداد المصابين بالمرض إلى 552 مليون مريض في العالم بحلول عام 2030، بينما تأتى مصر فى المركز التاسع عالميا حاليا ، بإصابة 7,5 مليون مصرى، فى ظل توقعات بزيادتهم إلى 12,4 مليون مواطن بحلول عام 2030. هذه القضية الخطيرة ناقشها المؤتمر الذى أقيم تحت رعاية جامعة الدول العربية، بحضور 3 آلاف طبيب فى تخصص السكر والغدد من الجامعات والمعاهد التعليمية المختلفة. كشفت مناقشات المؤتمر عن وجود علاقة بين مرض السكر والإصابة بالسرطان.، كما كشفت عن أجيال حديثة لعلاج السكرى، أبرزها كبسولة تحت الجلد، وأنسولين ممتد المفعول، مع الاستعانة بالخلايا الجذعية، محذرا من تفشى المرض بين الشباب والأطفال نتيجة السمنة، والتدخين، والأنماط الغذائية الخاطئة. تحدثت د. إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب قصر العينى ورئيس الجمعية والمؤتمر، عن ظهور علاجات حديثة منها كبسولة علاجية يتم زراعتها تحت الجلد، تعمل كمضخة لإفراز مادة «الاكسيناتيد»، لتحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين وتقلل إفراز الكبد للجلوكوز، وتؤثر على مراكز الشهية بالمخ والمعدة، وتعطى شعورا بالامتلاء وتقليل الطعام، ولا تسبب هبوطا فى مستوى سكر الدم، مع وجود مجموعات دوائية جديدة تعمل عن طريق زيادة إفراز الجلوكوز عن طريق الكليتين، وبالتالى خفض مستوى السكر، فيما تجرى أبحاث لإنتاج أنسولين طويل المفعول يعمل لثلاثة أيام وحتى أسبوع. وتحدث د. مغازى محجوب أستاذ السكر والغدد بطب عين شمس، عن دراسة أجرتها وحدة زراعة البنكرياس بطب عين شمس، حول دور الخلايا الجذعية بفئران التجارب، بعد معالجتها معمليا لتفرز الأنسولين ومادة «الجلوكاجون»، وظهر بعد الحقن العضلى تأثيرها الايجابي فى ضبط معدلات السكر بالدم. وفى دراسة أخرى للحقن الوريدى للخلايا الجذعية فى مرضى غرغرينة القدم السكرية والتهاب الأعصاب نتيجة السكر، ظهر تحسن بالتهاب الأعصاب بنسبة 80%، ونجاح فى التئام الجروح فى مرضى غرغرينة القدم المتوسطة، مشيرا إلى أن الخلايا الجذعية تفيد حالات السكر من النوع الأول عند اكتشافه بالأسبوع الأول، إذ تعمل على وقف هدم خلايا البنكرياس، وتحافظ على خلايا البنكرياس المتبقية. من جهته، يقول د. على عباسى أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية، إن مضخة الأنسولين تفيد فى مرضى السكر من النوع الأول، خاصة الحالات غير المستقرة على العلاج بالأنسولين، ويصعب فيها ضبط سكر الدم، إذ تساعد فى تنظيم مستوى السكر فى اللحظات الحرجة، التى يحتاج المريض فيها لأكثر من 3 جرعات من الأنسولين يوميا، وتعمل المضخة بحقن الأنسولين المائى بانتظام من خلال محقن تحت الجلد، مشيرا إلى أهمية تدريب المريض على استخدامها بحسب الطعام، إلا أنه ما زال يعيبها أسعارها المرتفعة. واستعرض د. عبد الخالق حامد أستاذ أمراض السكر والجهاز الهضمى والكبد بالأكاديمية الطبية، العلاقة بين مرضى التهاب الكبد الدهنى والسكر، إذ تبين ان30 الى 60% من مرضى السكر يعانون الكبد الدهنى، كما وجد حديثا أن مرض السكر المرتفع غير المسيطر عليه، يؤدى إلى تدهور حالة الكبد الدهنى وحدوث تليف الكبد، وزيادة نسب سرطان الكبد فى مرضى الكبد الدهنى، كما يؤدى مرض الكبد الدهنى إلى زيادة دهنيات الدم المسببة لأمراض القلب، وتصلب الشرايين.وتكون دهنيات الدم أكثر قدرة على إحداث تصلب الشرايين فى حالة الإصابة بالكبد الدهنى، وتوصى الدراسات الحديثة بتتبع ظهور مرض السكر مبكرا فى مرضى الكبد الدهنى بمتابعة ارتفاع إنزيمات الكبد، والبحث عن مرحلة ما قبل السكر، والعلاج بالعقاقير التى تمنع الإصابة بالسكر. وتوصى الدراسات باستخدام عقاقير مخفضات الكوليسترول، التى ثبت سلامتها على الكبد، وتأثيرها الايجابي فى منع حدوث أمراض الشرايين، كما ظهرت علاجات أمنة لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية فى مرضى الكبد . وأخيرا، ترى د.عبير زكريا أستاذ الأمراض الباطنة والسكر والغدد بطب قصر العينى، ضرورة مراقبة سكر الحالات المتأخرة بمرضى الكبد، بالتحليل المتكرر بالمنزل على مدار اليوم، إذ يكون مريض الكبد عرضة لحدوث نوبات انخفاض السكر، التى تكون أكثر خطورة، ويحدث خلط بينها وغيبوبة الكبد، وذلك مع أهمية الاعتماد على تحاليل نسبة الجلوكوز «الفراكتوزامين» المتحد مع الألبومين، بدلا من «الهيموجلوبين» السكرى، إذ يتعذر متابعة السكر نتيجة حدوث النزف المتكرر بسبب قرحة المعدة، ودوالي المرئي.