شهدت القاهرة أمس نشاطا دبلوماسيا وجهودا مكثفة لوقف نزيف الدم الفلسطينى والعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، حيث أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وجون كيرى وزير الخارجية الأمريكية، وبورج براندا وزير خارجية النرويج محادثات مع كبار المسئولين، حول سبل التوصل لاتفاق هدنة. فقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الأمين العام للأمم المتحدة، وبحث معه الوضع المتدهور فى غزة وسبل التوصل إلى «هدنة إنسانية» فى القطاع، كما استقبل الرئيس جون كيرى. وقال سامح شكرى وزير الخارجية إن زيارة كيرى لمصر والمنطقة، تأتى فى توقيت دقيق وغاية فى الحساسية، فى ظل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار فى غزة، على أساس المبادرة المصرية والاتصالات المكثفة التى تجرى مع مختلف الأطراف المعنية. ورحب شكرى خلال مؤتمر صحفى، بمقر رئاسة الجمهورية عقب مباحثات الرئيس مع كيرى، بالجهود التى يبذلها الوزير الأمريكى والولاياتالمتحدة لدعم المبادرة المصرية، لافتا إلى أن هناك توافقا فى الرؤى على ضرورة دفع إسرائيل وحماس لقبول وقف إطلاق النار، ودعوتهما لتغليب العقل والاستجابة للمبادرة المصرية، باعتبارها شاملة تتضمن من العناصر ما يستجيب لاحتياجات كل الأطراف، ولاقت دعما دوليا. وحث وزير الخارجية الطرفين على الاستجابة لرفع معاناة الشعب الفلسطينى فى غزة، والسماح لجهود الإغاثة، معربا عن تقدير مصر للمساعدات التى أعلنتها الولاياتالمتحدة بقيمة 47 مليون دولار كمساعدات إنسانية لقطاع غزة. وقال شكرى إن المباحثات تناولت أيضا القضايا الثنائية والإقليمية، ورحب بما صدر عن الولاياتالمتحدة من تنديد وإدانة لمقتل 22 من قوات حرس الحدود، والعمل لمحاربة الإرهاب الذى يهدد الأمن والسلم فى العالم . من جانبه، أعرب كيرى عن شكره لجهود مصر، إلى جانب الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، والأطراف المعنية الأخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة. وقال: نواصل العمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، موضحا أن المباحثات لم تتناول فقط أزمة غزة وإنما أيضا سبل مكافحة الإرهاب، والوضع فى ليبيا والمنطقة. وقدم كيرى تعازى الولاياتالمتحدة لمصر فى شهداء الهجوم الإرهابى بالوادى الجديد، كما أعرب عن شكره للشعب المصرى على العمل الشاق من أجل التحول إلى الديمقراطية، والخيارات الاقتصادية الصعبة التى اختارها وقبل بها، وجهود إنهاء الصراع فى غزة. وأضاف: أن الولاياتالمتحدة تقوم بكل ما فى وسعها لدعم جهود التهدئة، وانه كان على اتصال خلال الأيام الماضية بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو وآخرين، وعلى الرغم من أن هناك المزيد لكى نقوم به، فإن هناك إطارا لإنهاء العنف وهو المبادرة المصرية. وأضاف كيرى أن أمام حماس خيارا تقوم به وسيكون له أثر كبير على شعب غزة وأن مصر قدمت إطارا يتيح لحماس الدخول فى نقاش هى والأطراف الفلسطينية الأخرى، مع الجانب الإسرائيلى. كان وزير الخارجية قد عقد جلسة محادثات مهمة مع نظيره الأمريكي، وجدد شكرى عقب اللقاء، تأكيد أن موقف مصر ثابت بشأن مبادرة وقف إطلاق النار، وقال «نؤكد عدم وجود أى تعديلات على المبادرة». كان كيرى قد وصل إلى القاهرة مساء أمس الأول، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى وبحث معه جهود التهدئة فى غزة. ميدانيا، دخل العدوان الإسرائيلى على غزة أسبوعه الثالث، وتواصلت الغارات وأعمال القصف منذ فجر أمس، ليبلغ عدد الشهداء 604 منهم 100 طفل و3700 جريح معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، التى أكد المتحدث باسمها أشرف القدرة، أن عدد شهداء أمس بلغ 46 .
