كتب - د. سعيد اللاوندي : بعث لي الفيلسوف المصري عاطف العراقي بمجموعة من إنتاجه من بينها كتاب تذكاري عن الراحل زكي نجيب محمود الذي ولد في شهر فبراير, فاستحضر في ذاكرتي مجموعة من المواقف منها. أن طالبة لبنانية تدعي ليلي حمادة كانت تعد رسالة دكتوراة عن زكي نجيب محمود في جامعة السوربون, فأرسلت إليه برسالة تطلب منه أن يجيبها عن اسئلتها فأشار عليها بأن ترجع الي كتابيه قصة نفس وقصة عقل. وعن سؤال آخر يتعلق بما تركه من معارف جريئة أجابها يرحمه الله بقوله: عليك يا فتاتي أن تعودي إلي كتابي: تجديد العقل العربي, وثقافة جديدة أو الكارثة. وما لفت نظري هو أنه كتب ردا لها يقول: أعذريني فالخط الذي أكتب به هو خط أعمي. وأشهد ان الخط جميل ومنسق وهو ما يعكس أن فيلسوفنا كان منظما. الشيء الثاني أنني تذكرت ما سبق ورواه في كتابه قصة عقل عندما فوجئ بالكلية تخبره بأنه بلغ السن القانونية للتقاعد وليس من حقه ان يحاضر فجلس في البيت وظل يقرأ فيما اعتبر انه نقص في ثقافته وتكوينه الفكري وهو التراث, وقطع نحو سبع سنوات في هذه المهمة.. ما اندهش له أن التاريخ العربي سينسي كل شيء لزكي نجيب محمود ويتذكر فقط كتاباته في التراث, ما اريد أن اقوله ان زكي نجيب محمود حياته حافلة بالمواقف التي يجب أن تتعلم منها الاجيال المختلفة, فقد كان مخلصا لحياة الفكر, ولا أدري أين قرأت أنه رفض المناصب وعندما عرضوا عليه أن يكون وزيرا للثقافة رفض وهرع الي مكتبته لينعم بها وكأن هذا المنصب وبال عليه!. زكي نجيب محمود في حاجة الي ان نبحث في اختياره لمذهب الوضعية المنطقية, ولنا أن نعيد قراءة كتابه موقف من الميتافيزيقا, لأنه كان يتألم عندما يجد المسئولين والطلبة علي السواء يبحثون فيما لا طائل من وراثه.. وعندما كان يلاحظ أن الدول الأخري تقدمت بالتكنولوجيا, أما نحن فنؤمن بأن التقدم تصنعه الكلامولوجيا!! أما حكاية رقصة البجعة واخباره وهو علي فراش الموت بالعراق وقد احتل الكويت.. فالحديث عنها طويل ومتشعب.. ألم أقل لكم إن زكي نجيب محمود يحتاج الي دراسات ودراسات.. ؟