مع استمرار العدوان الاسرائيلى على غزة واتساع نطاق الهجوم البرى ،يتزايد التضامن فى الشارع اللبنانى مع الفلسطينيين. وفى لبنان الذى يضم 12 مخيما فلسطينيا منتشرا على مساحة لبنان شمالا وجنوبا وبها حوالى 400ألف لاجئ فلسطيني فإن الوضع فى الشارع الفلسطينىبلبنان يكاد يخرج عن السيطرة تضامنا مع أبناء غزة الذين يتعرضون لقصف وحشى من جانب إسرائيل برا وبحرا وجوا،وفى المقابل فإن القوى السياسية اللبنانية السنية والشيعية والمسيحية والدرزية تدين العدوان الإسرائيلى على غزة وسط صمت دولى وأمريكى غير مبرر. وبعيدا عن بيانات الشجب والإدانة السياسية والشعبية فى لبنان للعدوان على غزة فإن قوات حفظ السلام "اليونيفيل"بجنوب لبنان أعلنت حالة التأهب القصوى على الحدود اللبنانية مع فلسطينالمحتلة،حتى لاتحدث انتهاكات للقرار1701 الذى قضى بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فى حرب يوليو 2006،ومع ذلك لم يسلم الأمر من إطلاق صاروخين على شمال إسرائيل من الأراضى اللبنانية ليبادر حزب الله بنفى مسئوليته عن إطلاقهما ،لتكتشف قوى الأمن اللبنانية أن مطلق الصاروخين شخص لاينتمى لحزب الله واتخذ قراره بنفسه ودون توجيه من أحد. ولاتزال جبهة الجنوب اللبنانى ملتهبة وقابلة للاشتعال فى أية لحظة، ولاسيما وان المخيمات الفلسطينيةبلبنان تضم بين جنباتها كل أنواع الأسلحة والمقاتلين الذين قد يقلبون الطاولة فى أى لحظة تضامنا مع إخوانهم فى غزة إذا مااستمر العدوان الإسرائيلى وفشلت قوى الأمن والجيش اللبنانى فى السيطرة على المخيمات. أما حزب الله فيستبعد المراقبون أن يتورط فى حرب جديدة مع إسرائيل بسبب غزة مثلما فعل فى 2006،حيث إن حزب الله يشارك فى الحرب داخل سوريا إلى جانب قوات الأسد، كما أن قواته، كما يقول معارضوه، تشارك أيضا فى محاربة داعش فى العراق، وهو الأمر الذى يجعل من جبهة الجنوب اللبنانى مع إسرائيل غير قابلة للانفجار إلا إذا كان بسبب المقاتلين الفلسطينيين، وهو الأمر الذى يتخذ الجيش اللبنانى بسببه كل الاحتياطات فى جبهة الجنوب بمساعدة قوات حفظ السلام الدولية بين لبنان وإسرائيل. ومنذ بداية العدوان على غزة أدان الرئيس اللبنانى المنتهية ولايته العماد ميشال سليمان العدوان الإسرائيلى على غزة مطالبا المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب التى تستهدف المدنيين بالأساس،كما أدان رئيس الحكومة تمام سلام الهجوم على غزة برا وبحرا وجوا مؤكدا أن إسرائيل تشن حربا شاملة على المدنيين فى غزة،كما أدان نبيه برى رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية الحرب على غزة واصفا إياها بغير المتكافئة والتى تستهدف الفلسطينيين العزل،كما أدان حزب الله فى بيان له الهجمة البربرية على قطاع غزة ،مطالبا المجتمع الدولى بوقف الحرب،كما أبرق رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتى الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى مطالباً بتحرك عربى ودولى شامل لوقف العدوان الاسرائيلي. ومن جانبها قالت آن ديسموالمديرة العامة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة فى لبنان «أونروا» إن الوضع الأمنى للسكان واللاجئين فى خطر، مضيفة أن الأونروا تعمل مع المجتمع الدولى لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم،داعية إلى التزام جميع الأطراف وقف إطلاق النار من اجل تحسين الوضع الإنسانى للاجئين فى غزة وعلى المستوى الشعبى نظمت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بالتعاون مع جمعية الغوث الإنسانى للتنمية وقفة احتجاجية أمام سفارة بعثة الاتحاد الأوروبى لدى لبنان، شارك فيها عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين لافتات وشعارات تطالب الاتحاد الأوروبى بالتدخل العاجل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماية الأطفال الفلسطينيين من آلة القتل الإسرائيلية. وعلى الجانب الفلسطينى فى لبنان أقامت حركة الجهاد الإسلامى فى مخيم البداوى شمال لبنان اعتصاما شارك فيه قادة الفصائل واللجان الشعبية فى المخيم ورفعت رايات وأعلام فلسطينية، كما نظمت الجماعة الإسلامية وحركة حماس فى طرابلس شمال لبنان، وقفة تضامنية أمام مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر مع أهالى غزة. وأكد الحزب السورى القومى الاجتماعى وهو حزب لبنانى أنّ تواصل العدوان هو استكمال لمخطط تصفية المسألة الفلسطينية، وذلك من خلال حصار المقاومة وضرب عناصر قوتها،حيث ترافق هذا العدوان، مع صمت دولى وعربى مطبق، مما يدل على أنّه يحظى بغطاء دولى كامل وتواطؤ إقليمى وعربى مكشوف. ونفذت المنظمات الشبابية اعتصاما أمام مقر الجامعة العربية فى بيروت، وقال مسئول منظمة الشبيبة التقدمى على أيوب إن معركة فلسطين هى معركة الأمة كلها وكل الأحرار التواقين إلى فجر جديد. ونظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فى البقاع مسيرة سيارة دعماً للشعب الفلسطيني، ورفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية” وشعارات داعمة للمقاومة والوحدة الوطنية.