آخر تحديث.. أسعار العملات مقابل الجنيه اليوم الأحد 5-5-2024    «الإسكان»: تخصيص الأراضي بالمدن الجديدة تنمية شاملة وفرصة للاستثمار    مصدر: مدير الاستخبارات الأمريكية توجه إلى قطر لبحث مفاوضات الهدنة في غزة    أحد الناجين من الهولوكوست: أنا والكثير من اليهود ندعم قضية الشعب الفلسطيني    صور| ملحمة جماهيرية لدعم محمد صلاح.. ولد ليكون أسطورة ليفربول    3 ظواهر تضرب البلاد خلال ساعات.. «الأرصاد» تحذر من نزول البحر    عمرو أديب: «مفيش جزء خامس من مسلسل المداح والسبب الزمالك» (فيديو)    أمين الفتوى: الله شرف مصر أن تكون سكنا وضريحا للسيدة زينب    نافس عمالقة ووصل بالأغنية السعودية للقمة.. تعرف على رحلة «فنان العرب» محمد عبده    قصواء الخلالي: مصر لا تحصل على منح مقابل استقبال اللاجئين    نقابة البيطريين تحذر من تناول رأس وأحشاء الأسماك المملحة لهذا السبب    لدعم صحة القلب والتخلص من الحر.. 5 عصائر منعشة بمكونات متوفرة في مطبخك    إصابة 3 أشخاص في تصادم 4 سيارات أعلى محور 30 يونيو    وزير السياحة يشارك كمتحدث رئيسي بالمؤتمر السنوي ال21 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    وكالات الاستخبارات الأوروبية: روسيا تخطط لأعمال تخريبية في أنحاء القارة    الفيضان الأكثر دمارا بالبرازيل .. شاهد    وزيرة الهجرة: نستهدف تحقيق 5 مليارات دولار قيمة أوامر الدفع بمبادرة المصريين في الخارج    منافسة بين آمال وأنغام وشيرين على أغنية نجاة.. ونبيل الحلفاوي يتدخل (فيديو)    حزب الله: استهدفنا مستوطنة مرغليوت الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية    نجل الطبلاوي: والدي مدرسة فريدة فى تلاوة القرآن الكريم    الهلال يحقق بطولة الوسطى للمصارعة بفئتيها الرومانية والحرة    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية ميت غمر |صور    فحص 482 حالة خلال قافلة طبية مجانية في الوادي الجديد    أعراضه تصل للوفاة.. الصحة تحذر المواطنين من الأسماك المملحة خاصة الفسيخ| شاهد    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    «ظلم سموحة».. أحمد الشناوي يقيّم حكم مباراة الزمالك اليوم (خاص)    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    عودة المهجرين لشمال غزة .. مصدر رفيع المستوى يكشف تفاصيل جديدة عن المفاوضات    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغارمات..خلف القضبان

لم تكن هذه هى الزيارة الأولى لسجن القناطر، فقد سبقتها زيارات ولقاءات فى هذا المكان الموحش ما بين قتلة وتجار مخدرات وأموال عامة وقائمة اتهامات أخرى لاتنتهي..البعض تعاطفنا معهن وعايشنا مأساتهن،
والبعض الآخر لم نتعاطف معه.. ولكن هذه المرة كانت الأصعب على الاطلاق. لقد ترك الحوار الذى أجريناه مع بعض السجينات جرحا غائرا فى القلب يصعب مداواته.. فهؤلاء سجينات يتوارين خلف الأسوار العالية يعشن فى ظلام دامس وسط القتلة ومحترفى الإجرام، وهن فى الحقيقة من البريئات والمجنى عليهن..ولكن جار عليهن الزمان وعصف بحياتهن البائسة وفرق بينهن وبين صغارهن.

الفقر والحاجة كانا العنوان الرئيسى لمأساتهن.. عندما ترى دموعهن تنهمر ينفطر قلبك ويضيق صدرك ألما وحسرة عليهن وتتمنى لو كنت تملك كنوز الدنيا لتفديهن بها، لأنها الوسيلة الوحيدة لإنهاء تلك المعاناة «إنهن الغارمات» اللائى لا تجد سوى عبارة واحدة ترددها وتنحشر فى حلقك عقب لقائهن هى : «ياما فى الحبس مظاليم».
جمعيات كثيرة تغنت بمأساتهن عبر وسائل الاعلام ولكن -حسب روايتهن فإن القليل فقط هو من يساعدهن بشكل فعلى على الرغم من أن مديونية كثير من هؤلاء الغارمات لا تتعدى ال5000 جنيه.. فأين تذهب أموال التبرعات التى تنهمر على هذه الجمعيات؟

«تحقيقات الاهرام» فتحت هذا الملف والتقت بعض الغارمات فى سجن القناطر، وكان هذا الحوار معهن فى محاولة لإيصال صوتهن ومعاناتهن لمن يهمه الأمر.
جهاز ابنتي
وردة دياب (38 سنة) تمضى عقوبة الحبس لمدة 3 سنوات، حيث بدأت قضيتها عندما قررت تجهيز ابنتها الكبرى وشراء أجهزة كهربائية بالتقسيط بعد أن طلقها زوجها ولم تجد من يقف بجانبهم سوى والدها المريض، حيث اشترت أجهزة باجمالى 16 ألف جنيه بعد إضافة الفوائد عليها، وكانت تسدد بانتظام حتى قامت ثورة 25 يناير، وتبدلت الأحوال، وتعثرت وردة فى السداد، كما أن مرض والدها زاد من أعبائها، وتراكمت الديون عليها لتجار الأجهزة والمفروشات والسجاد وكل دائن لديه ايصالات موقعة منها لا تعرف قيمتها الاجمالية، ولم يعد لديها مصدر دخل، فكل ما كانت تستند إليه فى الحياة هو بيع بعض أدواتها المنزلية فى بيتها الصغير حتى وجدت نفسها محبوسة وابنتها الصغرى تعيش مع جدها بمفردهما يحاربان الفقر، ولا تعرف متى ستعود لأحضان أسرتها فالإيصالات كثيرة وبالتالى ستتعدد القضايا.
محامٍ متطوع
هويدا محمد عوض «حالة» تدمى قلبك بمجرد رؤيتها وخاصة عندما تعرف عمرها الحقيقى الذى لا يتعدى 45 عاما، وحبيسة منذ 13 سنة، فعندما تقترب منك تشعر بأن عمرها يتعدى 60 عاما فقد حفر «الأسر» علامات بارزة من الشقاء على وجهها، ومرض السكر أفقدها أسنانها لتتحول الى عجوز بائسة.
بدأت مأساة هويدا عندما طلب منها شقيقها الوحيد أن تضمنه فى شراء أجهزة كهربائية لتجهيز بناته فلم تتردد لحظة فى الوقوف بجانبه وقامت بضمانه، وما هى إلا شهور قليلة حتى مات شقيقها ليترك لها تركة مثقلة بالديون الرهيبة وعندما ذهبت الى أرملته تطلب منها استكمال سداد الأقساط بانتظام نهرتها ورفضت طلبها بل وزيادة فى التبجح قالت لها : لقد ساعدت شقيقك فما دخلى أنا؟!
انهارت هويدا فهى أرملة منذ سنوات ولا يوجد لها أى دخل بعد أن ترك لها زوجها طفلة وحيدة عمرها 8 سنوات تلاطم أمواج الحياة العاتية بمفردها، وما هى سوى أيام قليلة حتى وجدت نفسها تمضى عقوبة الحبس لمدة 13 سنة تاركة طفلتها مع الجيران، ورغم الظلم الذى تعرضت له فإنها ظلت راضية بما كتبه الله.. ومرت الأيام ثقيلة عليها حتى أمضت عقوبتها كاملة وأصبحت ابنتها فى الفرقة الأولى بإحدى كليات القمة.. ورغم إنهاء العقوبة فإنها تفزع من القادم فكل ما تريده هو محام متطوع يقدم لها استشكالا بمدينة السويس لوجود مدة حبس قديمة منذ 2004 سقطت بالتقادم، ولأن الاجراءات لا تنتهى دون أن يلهث وراءها أحد فهى تريد محاميا ينهى لها الاجراءات حتى لا تفاجأ بشيء آخر يمنعها من ضم ابنتها الوحيدة إلى أحضانها بعد كل تلك السنوات.
الستر والمكتوب
حنان عبد الظاهر (43 سنة) لديها 5 من الأبناء أصغرهم عمره 3 سنوات، حكم عليها فى 3 قضايا فى 3 إيصالات قيمة شراء أجهزة لابنتها الكبرى بعد أن تقدم لها ابن الحلال، لان زوجها على باب الله لا يملك سوى «نصبة شاى على الناصية» فبعد أن سترت ابنتها وأوصلتها إلى بيتها، بدأت تسدد ديونها حتى تعثرت بسبب الظروف الصعبة التى يعيشون فيها فقام صاحب البضاعة برفع عدة قضايا عليها بمبالغ كبيرة لا تعرف قيمتها، فقد كانت توقع على إيصالات أمانة دون أن تنظر للمكتوب، وعندما سألناها عن السبب قالت «الحوجة وحشة» وانهارت حنان وهى تردد هذه العبارة فهى محبوسة الآن وفى انتظار قضايا أخرى فهى لم ترتكب ذنبا سوى أنها أرادت ستر ابنتها ولم تكن تعرف أن الثمن غال ببعدها عن حضن صغارها فى الظلام الذى تعيش فيه وسط عتاة الإجرام.
ضامنة لأختي
نجية المرسى عبد الرازق (28 سنة) تمضى عقوبة الحبس لمدة 7 سنوات، مأساتها بدأت عندما قررت أن تساعد شقيقتها وتضمنها فى شراء أجهزة كهربائية من تجار الجملة وبيعها معا حتى تنفق شقيقتها على ابنها المريض، ولأن نجية ذاقت مرارة وحرقة الفراق بعد أن مات طفلها الصغير فلم تتردد لحظة فى مساعدة أختها حتى لا تفقد الأخيرة صغيرها، وخرجت نجية تخدم فى البيوت حتى تسدد الأقساط مع شقيقتها فقد كان الجهاز الذى يقدر ب 1000 جنيه يتم احتسابه عليهما ب 2000 جنيه فتراكمت الديون عليهما، و«شغل المنازل» لم يف بالدين الذى وصل إلى 15 ألف جنيه فهى وحيدة فى هذه الدنيا هى وأختها ولم تقو على السداد حتى صدر الحكم عليها بهذه السنوات الطويلة حيث تحتسب سنة السجن كاملة «12شهرا»،على الرغم ان هناك بعض القضايا الجنائية تحسب لهم سنة السجن فيها «9 أشهر» وتمضى نجية العقوبة صاغرة لأن «ما باليد حيلة».
علاج ابنتي
بدرية أحمد الحويثى (35 سنة) بائعة طماطم لديها أربع بنات أصغرهن عمرها 10 سنوات مأساتها كانت كبيرة ومؤلمة فعندما يتعرض فلذة كبدها لحادث بشع وتضطر للاستدانة لأجل العلاج فهذه المأساة أكبر، حيث تعرضت ابنتها لحادث سيارة صدمتها عندما كانت تلهو مع الصغار وفر قائدها هاربا وعندما علمت الأم وهرولت لمكان الحادث وحملت ابنتها التى اصيبت بفصل فخذها عن جسدها وأسرعت بها الى اقرب مستشفى حكومى كى يغيثوها، ولكم أن تتخيلوا باقى السيناريو الذى حفظناه عن ظهر قلب من سلسلة لا متناهية من الاهمال الطبى واللا إنسانية واللامبالاة فقد قامت بشراء «شدة حديد» على نفقتها ب 500 جنيه وفى كل مرة للمتابعة تدفع مثل هذا المبلغ، فتراكمت عليها الديون لأن ما تكسبه من بيع الطماطم لا يتعدى 10 جنيهات يوميا فى أحسن حالاتها، ووجدت الحل عندما عرض عليها احد التجار شراء أجهزة منه بالجملة، وبيعها بالقطاعي، وافقت على الفور كى تنقذ ابنتها وكان يحسب لها قيمة الجهاز مضاعفة «الطاق طاقين»، ولكن كل ذلك لم يسد احتياجاتها وتراكمت عليها الديون حتى وصلت 5500 جنيه، وبموجب الايصالات التى وقعت عليها فوجئت بهذا التاجر يشكوها ب 40 قضية وكلما انهت واحدة اشتكاها بأخري.
وفى نوبة انهيار شديدة تساءلت بدرية : متى ستنتهى تلك المأساة ؟ فهى حبيسة لا حول لها ولا قوة وبناتها الاربع بالخارج بمفردهن حتى أن شيخ الجامع قام بمساعدة ابنتيها الكبريين بتجهيزهما للزواج حتى يسترهما ويحافط عليهما من ذئاب البشر الذين بدأوا يحومون حولهما، أما ابنتاها الصغيرتان فقد تشردتا فى الشارع بعد ان تركتا المدرسة فجدتهما المريضة لا تقوى على رعايتهما وأهلهما قاطعوهما، ولا تعرف بدرية : متى ستضم بناتها مرة أخرى ؟ خاصة أنه بعد أن تحدد يوم خروجها فوجئت ب 16 قضية أخرى مرفوعة ضدها وصدرت 4 أحكام نهائية بثلاث سنوات حبس.
تاكسى العذاب
نادية حسن عبد الهادى (35 سنة) تعمل طباخة فى أحد المطاعم اقنعها زوجها بأن يشتريا «تاكسي» بالقسط ليعمل عليه ووافقت وقامت بدفع مقدم 10000 جنيه وقسط 625 جنيها وانتظمت بالسداد لمدة عامين وكان خلالهما يعمل زوجها ليلا نهارا حتى يستطيع السداد والانفاق على المنزل،الا ان الرياح دائما تأتى بما لا تشتهى السفن فتعرض زوجها لحادث بالتاكسى وقاما بتصليحه بالاقتراض من الاقارب والمعارف وباعت شقتها ومصوتها القليلة والتى كانت تدخرها للزمن بالفعل، وبدأ التاكسى يعمل مرة أخرى ولكن ليس بنفس الكفاءة، وطلقها زوجها وتراكمت الديون عليها ولم تستطع سداد الاقساط والانفاق على التاكسى الذى أصبح يعود كل يوم بمشكلة ومصروفاته زادت عليها، ولكن كانت تحاول أن تسدد من وقت لآخر بعض الاقساط وفى أثناء الثورة وحالة الانفلات الامنى التى كانت تشهدها البلاد تعرض التاكسى للسرقة، وحررت محضرا بسرقته وتوقفت تماما عن دفع الاقساط ورفع البنك قضايا ضدها وحكم عليها ب 4 سنوات قضت منها سنتين بعيدة عن اولادها الذين يقيمون عند شقيقتها والتى يطاردها الفقر هى الاخري.

الثلاث فى السجن
نادية الدسوقى «54 سنة» كانت أكثر الحالات مأساة فكانت تعمل فى مصنع للطوب ولديها ابنتان كانتا فى سن الزواج الاولى كانت مخطوبة فكانت تريد ان تجهزها للزواج فاشترت جهازها بالكامل بالتقسيط، وبعد زواج الابنة الكبرى مباشرة جاء لابنتها الصغرى عريس وكان متعجلا ومثلما فعلت مع الاولى فى جهازها فعلت مع الصغرى واشترت كل جهازها بالتقسيط وكان المبلغ المدينة به مع احتساب الفائدة يقدر ب 75 ألف جنيه وبالطبع كتبت ايصالات على نفسها هى وابنتيها، وكانت منتظمة فى السداد حتى سددت 70 ألف من المبلغ وبعد الثورة اغلق المصنع الذى كانت تعمل به وسرحت وغيرها فلم تستطع سداد باقى الدين، فحرر التاجر ضدها محضرا وحبست وبعدها بثلاثة ايام حبست ابنتها الكبرى هى الاخرى بموجب الايصالات التى كانت باسمها وكانت ابنتها حاملا ومن شدة الحزن الذى سيطر عليها فقدت جنينها فى السجن وخاصة بعد ان تخلى عنها زوجها ورفض مساعدتها، قضت نادية وابنتها 17 شهرا من اصل 3 سنوات وهى مدة العقوبة لهما وسكتت قليلا ثم قالت ابنتى الثانية حبست هى الاخرى بمركز زفتى منذ 3 اشهر بموجب الايصالات التى كانت باسمها وكأننى كنت اجهزهما ليسجنا.
حماية الأب وإنقاذ الابن
ابتسام حسنى قرنى (34 سنة) كان منزلها يحتاج الى بعض الاجهزة الكهربائية ولأنه ليس لديها المال الذى تشترى به احتياجاتها لجأت الى الشراء بالقسط بقيمة 15 ألف جنيه قامت بدفع 2000 جنيه مقدما ووقعت على ايصالات امانة انتظمت بالدفع قسطين فزوجها يعمل موظفا وبعدها فوجئا بمرض ابنهما والذى كان يحتاج الى اجراء عملية صمام بالقلب، واقترض زوجها من عمله لاجراء العملية ومع زيادة اعباء الحياة وايجار الشقة التى يقطنون بها توقفوا عن دفع الاقساط لمدة 3 أشهر، ولم تفلح توسلاتهم للتاجر بالصبر عليهم حتى تتحسن الاحوال فرفع قضية بالشيكات وحكم على ابتسام بالسجن 15 سنة بموجب الايصالات فكل ايصال يتراوح حكمه بين 3 و4 سنوات حبسا، والغريب ان ابتسام كانت ضامنة لزوجها وعرضت نفسها للسجن حتى لا يسجن زوجها لانه هو مصدر الرزق الوحيد للاسرة وإن سجن سيفصل من عمله وسيشرد ابناؤها.
البوتاجاز حبسها
عبير عبد المنعم (36 سنة) توفى زوجها وترك لها 4 اطفال وكانت تعمل خادمة فى البيوت ولان عمل البيوت غير منتظم بالنسبة لها وبسبب غلاء الاسعار وايجار الغرفة التى تعيش فيها هى واولادها اضطرت لشراء بوتاجاز ثمنه 3500 جنيه بالفائدة وباعته ب 800 جنيه كى تطعم أطفالها ولم تستطع سداد القسط الشهرى والذى يبلغ 120 جنيها وحبست بعدما حرر ضدها محضر وحكم عليها بسنة سجن قضت 9 شهور وباقى لها 3 أشهر، وما تطلبه عبير مساعدتها لأنها - كما تقول - على الرغم من انها تنتظر موعد خروجها بفارغ الصبر الا أن المجهول الذى ينتظرها يفزعها وخاصة انها تعلم جيدا أن الاحوال كما هي، بل ساءت بعد حبسها فهل ستجد عبير من يساعدها؟
اعترف أنى أخطأت
فاطمة عبد اللطيف (41 سنة) كانت تعمل ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية بدات مشكلتها عندما قسطت اجهزة كهربائية بلغت قيمتها 19 الف جنيه بعد احتساب الفوائد وكانت تدفع بانتظام واقترحت عليها احدى صديقاتها ان يشتريا توك توك بالقسط والربح يقتسمانه ولأن فاطمة موظفة فكان التوك توك باسمها ومضت على ايصالات امانة الى جانب ايصالات الامانة التى تخص الاجهزة الكهربائية وظلت تسدد جميع الاقساط التى عليها فتعثرت فى السداد للتاجر الاول فرفع قضية بالشيكات الاولى وكان عددها 24 ايصالا وحاول اخوها مساعدتها واستطاع ان يجمع من اهل الخير المبلغ وتم سداد ما عليها للتاجر الاول، ولان شقيقها لم يعلم عدد الايصالات التى كانت على شقيقته اثناء دفع المبلغ والتصالح مع التاجر فاعطى له الاخير 17 ايصالا فقط وحجب باقى الايصالات لديه وبعد خروجها من السجن وعندما حاولت أن تاخذ باقى الايصالات من التاجر كان يماطل حتى فوجئت بعد شهرين بحبسها مرة اخرى بباقى الايصالات التى لديه وهى لا تعلم لماذا كان يتعامل معها هكذا ولم تفلح محاولات اسرتها بجمع أية مبالغ أخرى وتوقف الكل عن زيارتها وطلقها زوجها وما زاد الطين بلة توقفت شريكتها فى التوك توك عن دفع أقساطه بانتظام فقام صاحب التوك توك برفع قضية على فاطمة وحكم عليها فى هذه القضية وحدها ب 6 سنوات ونصف سنة غير المدة فى القضية الاولي، واعترفت فاطمة بأنها ارتكبت خطأ كبيرا فى حق نفسها، وفى حق أولادها وخاصة بعد أن منعهم أبوهم عنها، وحتى عملها فصلت منه.
اما عزة رشوان (40 سنة) فقد بدأت مأساتها منذ 19 عاما عندما اشترت ميكروباصا من البنك الوطنى للتنمية وكان ثمنه 190 ألف جنيه وقامت بدفع 20 ألفا مقدما وقسط شهرى 3500 جنيه وكانت تسدد بانتظام حتى تعرض زوجها لحادث وفقد الذاكرة بشكل مؤقت وعلى الرغم من أن التأمين أرسل للبنك شيكا فكان الأخير يستقطع جزءا ويعطينى الباقى ولا تعرف لماذا كان البنك يستقطع جزءا من مستحقاتها لدى التأمين لتصليح السيارة، وبالاقتراض استطاعت تصليح السيارة مع الجزء التأمينى وبسبب كثرة الديون وارتفاع القسط تعثرت فى السداد لأن زوجها لم يتعاف بشكل كامل، وحبس زوجها 6 سنوات لأن الميكروباص كان باسمه وبعد انقضاء المدة خرج وتدهورت صحته فى السجن فلم يعد يستطع العمل وكانت عزة اثناء حبس زوجها تستعين بسائقين للعمل على الميكروباص الا أنهم كانوا يسرقونها لدرجة انهم كانوا يبيعون أجزاء من الميكروباص ولم تعلم حتى اصبح خردة وبعد خروج زوجها قدمت شيكات ضدها لأنها ضامن وحبست عزة فى اول شيك 3 سنوات، وتناشد عزة اهل الخير بمساعدتها لخروجها الى اولادها حيث ان الحسرة والالم يملآن قلبها فقد توفيت ابنتها الكبرى وهى فى السجن ولم ترها، وابنها ترك المدرسة ويعمل وهو من ينفق على اخواته ووالده لتدهور صحته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.