كثفت مصر اتصالاتها الدبلوماسية أمس، لضمان وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وحماية المدنيين الأبرياء، فى حين وسعت إسرائيل نطاق غاراتها الجوية ردا على رفض حركتى حماس والجهاد مبادرة التهدئة المصرية. وأكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن مبادرة مصر لوقف إطلاق النار فى غزة لا تتضمن أى شروط لتنفيذ بنودها، وأنها قوبلت بترحيب إقليمى ودولى واسع، لأن هدفها هو رفع العبء عن كاهل الشعب الفلسطيني، وأوضح أن الإجماع على المبادرة يرجع إلى قيمتها وعدم وجود اشتراطات لتنفيذها. وتلقى شكرى اتصالات هاتفية لدعم الموقف المصري، من نظيره الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وأكد فيها دعم الإمارات الكامل لمصر فى مبادرتها لحقن دماء المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، كما تلقى رسالة من نظيره اليابانى فوميو كيشيدا، أعرب فيها عن حرص طوكيو على إنجاح المبادرة المصرية، ويبدأ كيشيدا جولة بالشرق الأوسط بعد غد. وأصدر فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانية الجديد، بيانا رحب فيه بالمبادرة المصرية وقبول إسرائيل والسلطة الفلسطينية لها، كما رحبت فرنسا وكندا واليابان والولايات المتحدة بالمبادرة. وأعلن تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط، فى مؤتمر صحفى مشترك بالقاهرة مع سامح شكرى دعم اللجنة للمبادرة المصرية، مؤكدا وقوف المجتمع الدولى بكامله من ورائها، وقال إن هذه المبادرة تهدف إلى الحد من معاناة الشعب الفلسطيني، ودعا الفلسطينيين إلى التوحد تحت سلطة واحدة، مطالبا بوقف العنف وإعادة بناء غزة. وفى هذه الأثناء، أبلغت حركة حماس مصر رسميا برفضها المبادرة المصرية، وقال سامى أبوزهرى المتحدث باسم الحركة، إن المحادثات داخلها خلصت إلى هذا الموقف، كما رفضتها حركة الجهاد الإسلامى. وعلى الصعيد الميداني، استأنفت إسرائيل قصفها الوحشى لمختلف مناطق غزة، ووجهت إنذارا إلى نحو مائة ألف فلسطينى لإخلاء منازلهم دون إبطاء تمهيدا لقصفها. وفى المقابل، أطلقت حركتا حماس والجهاد عشرات الصواريخ ضد المدن الإسرائيلية، برغم المساعى الدولية والإقليمية لإقناع القيادات الفلسطينية بالقطاع بقبول مبادرة مصر، حماية لأرواح المدنيين الأبرياء. وأعلنت مصادر طبية فى غزة، ارتفاع محصلة شهداء القطاع إلى 209 منذ بداية العمليات قبل تسعة أيام، كما وصلت حصيلة الجرحى إلى 1550 حتى ظهر أمس. وأعلنت إسرائيل مقتل مدنى جراء القصف الصاروخى الفلسطيني، وتعهد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتوسيع نطاق العمليات ضد القطاع ردا على رفض حماس والجهاد وقف إطلاق النار، وألقى الطيران الحربى الإسرائيلى آلاف المنشورات على غزة، تطالب سكان حيى الزيتون والشجاعية بإخلاء منازلهم، ترقبا لغارات جوية ضد المنطقتين.