حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من مخاطر التصعيد العسكرى الحالى فى قطاع غزة، وما يسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء، مؤكدا تضامن مصر دولة وشعبا مع الشعب الفلسطينى الشقيق، وحرصها على المساهمة فى توفير احتياجاته الإنسانية. وقال السفير إيهاب بدوى المتحدث باسم الرئاسة، إن الرئيس استقبل صباح أمس تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام فى الشرق الأوسط، واستعرض معه الموقف الحالى فى الأراضى المحتلة فى ضوء التصعيد الذى تشهده حاليا. وأشار الرئيس خلال اللقاء، إلى الجهود المصرية الجارية على الصعيدين السياسى والإنساني، حيث تم فتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى من الفلسطينيين فى المستشفيات المصرية، وتقديم 500 طن من المواد الغذائية والأدوية كهدية من الشعب المصرى للفلسطينيين فى غزة. وقال بدوي، إن بلير أوضح أن التصعيد فى غزة لن يكون فى مصلحة أى طرف، ولن يسفر إلا عن سقوط المزيد من الضحايا، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة لجهود التهدئة. وفى هذه الأثناء، تلقى وزير الخارجية سامح شكرى عدة اتصالات هاتفية، بحث خلالها تطورات الأوضاع فى غزة، حيث بحث مع وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس سبل وقف التصعيد الإسرائيلى والحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، وطالب شكرى فرنسا والاتحاد الأوروبى بالتحرك الفورى لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وتلقى شكرى اتصالا مماثلا من نظيره الهولندى فرانس تيمرمانز، واتصالين من تونى بلير قبل وصوله القاهرة، ووزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، ووزير الخارجية الأردنية ناصر جودة وبحث معهما الوضع المتدهور فى غزة. فى غضون ذلك، تحدت إسرائيل الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتوصل إلى تهدئة، وواصلت عدوانها الوحشى على الفلسطينيين فى غزة، وشنت غارات جديدة فجر أمس، مما أدى لارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 126 شهيدا و924 مصابا، فى الوقت الذى تسارعت فيه الجهود المصرية والعربية لوقف العدوان الإسرائيلي، حيث سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا بالقاهرة غدا، لبحث سبل وقفه، ومساعدة سكان غزة. ميدانيا وسع الجيش الإسرائيلى نطاق عدوانه ليشمل المتنزهات والأندية الرياضية والجمعيات الخيرية والبنوك فى مختلف مناطق غزة. وقال رئيس الأركان الإسرائيلى «بينى جانتز» إن الجيش الإسرائيلى سيوسع عملياته حسب تطورات الموقف، وبكل القوات الضرورية، ومن جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان، إننا لانزال فى المرحلة الأولى وهى الغارات الجوية، متوقعا أن تقرر حكومته اليوم أو غدا المرحلة التالية للعمليات العسكرية. وفى غزة، قال سامى أبوزهرى المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن كتائب القسام الجناح العسكرى نجح فى تفجير جيب عسكرى للاحتلال شرق غزة، محذرا من أن غزة لن تكون إلا مقبرة لجنود الاحتلال اذا قررت إسرائيل شن هجوم برى على القطاع، كما أطلقت كتائب القسام فجر صواريخ جديدة على مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل. وقد اندلعت مظاهرات فى العديد من مناطق العالم تندد بالاعتداءات الإسرائيلية.