أكد المهندس مجدى طلبة نائب رئيس اتحاد الصناعات أن تكلفة إيجاد فرص العمل فى صناعة المنسوجات أقل كثيراً مقارنة بجميع الصناعات الأخري، لافتاً إلى أن حجم العمالة فى صناعة المنسوجات يبلغ نحو 1.2 مليون عامل يضاف إليهم 1.4 مليون عامل غير مباشر، منهم 55 ألف عامل فى شركات قطاع الأعمال العام. ويوضح نائب رئيس اتحاد الصناعات أن حجم تجارة الملابس والمنسوجات فى العالم وصل إلى 708 بلايين دولار عام 2012، بلغت صادرات مصر منها حوالى 0.3% العام الماضي، وهى نسبة ضئيلة جداً لا تليق بمكانة مصر وتاريخها فى هذه الصناعة، حيث تحتل دولة مثل تركيا المركز الرابع على مستوى العالم فى تصدير المنسوجات والملابس الجاهزة بقيمة 25 مليار دولار سنوياً، بينما بلغ إجمالى صادرات المنسوجات فى مصر عام 2013 نحو 3.094 مليار دولار منها 1.413 مليار دولار ملابس جاهزة، و958 مليون دولار من الغزل والمنسوجات، و723 مليون دولار مفروشات منزلية. وحول اتفاقيات التجارة الحرة قال: إن مصر مشتركة مع معظم دول العالم من خلال اتفاقيات «الشراكة المصرية الأوروبية والكويز والتجارة الحرة مع تركيا والكوميسا وأغادير وEFTA» ولكن هذه الاتفاقيات لا تستغل بالقدر الأمثل لزيادة حجم الصادرات المصرية، فهناك العديد من الدول غير المشتركة فى هذه الاتفاقيات ولكن يبلغ حجم صادراتها أضعاف حجم الصادرات المصرية. وعن أهم المشاكل التى تواجه صناعة المنسوجات القطنية قال تعدد الجهات التى تتعامل مع القطن منذ زراعته بدءاً من وزارة الزراعة وانتهاء بوزارة التجارة والصناعة، مطالباً أن تتولى جهة واحدة التعامل مع المنسوجات، وليكن مجلسا أعلى متخصصا يتم إنشاؤه خصيصاً لهذا الغرض. وينبه نائب رئيس الاتحاد إلى ضرورة دعم معهد بحوث القطن، وتطوير الأسمدة والمخصبات التى تزيد من الإنتاجية، مشيراً إلى تراجع مساحة زراعة القطن فى مصر من مليون فدان عام 1985 إلى 280 ألف فدان الآن، مرجعاً ذلك إلى عزوف من الفلاح عن زراعة القطن والتوجه إلى محاصيل أخرى تدر ربحية أكبر. ويدعو المهندس مجدى إلى إعادة تحديث صناعة الحلج واستخدام ماكينات حديثة ذات سرعة مرتفعة، بجانب التوسع فى زراعة القطن قصير التيلة لتلبية الطلب المتزايد عليه من الصناعة العالمية، حيث تكشف إحصاءات 2014 تكشف عن أن الإنتاج العالمى ينقسم إلى 1.7% من الأقطان طويلة التيلة وفائقة الطول و98.3% الأقطان قصيرة التيلة. ويشدد على ضرورة جذب استثمارات جديدة لقاعدة الصناعة الأساسية وهى الغزل والنسيج، وذلك حتى نتمكن من النهوض بصناعة الملابس الجاهزة والمفروشات. وقال المهندس مجدى انه فى حالة وجود فريق عمل ذى خبرة لإدارة هذه الصناعة من خلال رؤية واقعية، فإن صناعة المنسوجات ستكون قادرة على استيعاب ملايين من فرص العمل للشباب وعلى إحداث زيادة مطردة فى صادرات مصر مما سيكون له أثر إيجابى فى تحسين الميزان التجارى المصرى وعجز الموازنة، لافتاً إلى أن دولة الهند أنشأت وزارة خصيصاً لهذه الصناعة تحت مسمى وزارة المنسوجات. وأضاف أن 99% من المشاكل التى تواجه هذه الصناعة بمصر داخلية وهناك طلب على منتجات المنسوجات المصرية ولكن المصانع غير قادرة على تلبيته، مشيراً إلى أهمية التركيز على السياسات قصيرة الأجل لإنعاش هذه الصناعة من خلال فتح المصانع المغلقة وحل مشاكل المصانع المتعثرة. ويطالب نائب رئيس اتحاد الصناعات بتفعيل وتحديث برامج التدريب وربط التعليم الفنى المتوسط بصناعة المنسوجات، وأيضاً بضرورة تطبيق استراتيجية الشبكة العنقودية لربط المصانع الكبيرة والمتوسطة بالمصانع الصغيرة، وهى التجربة التى أثبتت نجاحها فى دول مثل الهند وماليزيا.