مسحراتى منقراتى.. شايل طبلته على كتافه.. كل يوم يلف ويدور.. على رجليه ينادى ويهاتى! بصوت عالى تسمعه كأنه أغانى.. على الطبلة ينقر ليلاتى.. ينادى قوم يا محمد.. يا محسن وأنت يا أحمد.. وأنتى كمان ياشادية ومعاكى فادية ونادية.. يا صحبة غالية.. يا عم مؤمن.. يا أجدع تجار فى سوق الخضار.. ومعاهم الحلو الغالى تجار القماش.. قوم يا عم أنت وهو وهى اصحى يا نايم وحد الدايم.. على الواحد الرزّاق قوم قبل ما يضرب مدفع الإمساك.. رمضان كريم. كلمات ورا كلمات.. نسمعها من هنا وهناك مرة واحدة كل عام.. يقولها عم سيد مسحراتى حى بالمنصورة فى السبعينات.. وقتها كانت أدواته الجلابية والطاقية.. والعصا والطبلة هما الأساس.. عم سيد شغلته فى الأصل مكوجى الحى.. ييجى رمضان عن المكوة يستغنى شوية بعد القيام.. على الطبلة ينقر.. رغبة ومحبة بتذكير عباد الله من الأهل والجيران بالموعد المعتاد لسحور الصايمين.. لعله فى آخر الشهر الكريم يفضى عليه الصايم من رزق الرزاق.. وهبة الرحمن الرحيم من صنعة تسند المعايش جنب المكوة مرة كل عام. ده كان مسحراتى زمان فى جيل السبعينات والثمانينات.. بس المفاجأة الكبرى فى مسحراتى التسعينات والألفينات.. كله اتغير مابقاش زى زمان.. اللبس بقى زى مزركش بالألوان الزاهية.. شورت وبادى.. والطبلة ألوان، والميكروفون مساعد رئيسى للطبلة.. والجديد هذا العام حكاية الشمعدان اللى على الراس.. شمعدان مزين بالفوانيس والكفوف.. كله ينور مع نقر الطبلة.. ده شكل مسحراتى النهارده فى حى بإمبابة.. عم محمد سمكة مسحراتى الجيل الجديد فى ثوبه الرشيق.. زينة بديعة كلها بهجة وسعادة.. حلاوة وشقاوة.. وأنوار تنورعلى كل ما يرتديه! عم سمكة ينقر على الطبلة تقوم فوانيسه تنور على الشمعدان اللى على الراس.. يقوم ينادى يا صحبجية على الطبلة أخبط وأنادى.. اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم.. يا ناس يا عسل فوقوا سمكة وصل.. قوموا شوية قبل الفجرية.. قومى يا هانم يا منورة السلالم صحى أهل البيت لسحور الصايمين. عم سمكة فى الأصل كان من عمال النجارة اللى جارت عليه الأيام.. تغير الحال وتبدل ووقف على الناصية يبيع سندوتشات.. بس الرزق قليل والعيال كتير.. ورمضان كريم.. يلبس ويتزين بلبسه الغريب.. وخلفه يلف ويدور أطفال الحى معه مبسوطين.. وهكذا يجذب الصائمين.. وبعدها على الرحمن يتوكل ويقول: يارب يا معين ارزقنا من فيض رمضان الكريم.