بدأ الجيش الإسرائيلى صباح أمس عملية عسكرية على قطاع غزة، أطلق عليها تسمية «الجرف الصامد»، شنت طائراته الحربية خلالها أكثر من 70 غارة على 50 هدفا فى مناطق عدة فى وسط وشمالى القطاع »، مما أسفر عن سقوط 16 قتيلا ومائة جريح فلسطينى، بينهم سبعة أطفال وثلاث سيدات. وقال وزير الدفاع الاسرائيلى موشيه يعالون فى بيان لمكتبه نحن نستعد لشن حملة ضد حماس لن تنتهى فى بضعة أيام. وأضاف "فى الساعات الاخيرة، ضربنا بقوة وألحقنا أضرارا بعشرات من ممتلكات حماس وسيواصل الجيش جهوده الهجومية بطريقة من شأنها أن تدفع حركة حماس ثمنا باهظا للغاية". وأكد المتحدث باسم الجيش الجنرال موتى الموز، أن هذه العملية سوف تتوسع تدريجيا خلال الأيام القادمة، وقال "سنحشد المزيد من قوات المشاة والدبابات والمدفعيات وكل ما يلزم لاستعادة الهدوء فى الجنوب. وقال الموز إن الجيش يدير هذه العملية على مراحل، مشيرا إلى أن المرحلة الاولى جرت الليلة قبل الماضية مع غارات جوية على منازل الناشطين والبنى التحتية. وأعلن مسئول اسرائيلى كبير أمس أن الجيش الاسرائيلى يستعد لجميع الخيارات العسكرية المحتملة فى قطاع غزة بما فى ذلك شن عملية برية. وقال المسئول الذى اشترط عدم الكشف عن اسمه "الجيش يستعد لجميع السيناريوهات، بما فى ذلك الاجتياح أو شن عملية برية". وكان مسئول آخر قد أكد فى وقت سابق ان الجيش تلقى تعليمات بالتحضير لبدائل عسكرية مختلفة ليكون مستعدا إذا اقتضى الامر. وفى غضون ذلك، واصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين فى مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث حاول مستوطنون فجر أمس اختطاف رمضان ريا (17 عاما) من بلدة بيت ساحور الواقعة بالقرب من بيت لحم، غير أن اهالى المنطقة تدخلوا لانقاذه. وعلى الجانب الأخر، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية أمس أن منظومة الدفاع الصاروخية "القبة الحديدية" اعترضت اربعة صواريخ فلسطينية اطلقت تجاه أسدود جنوبى اسرائيل صباح أمس انطلاقا من غزة. وفي الوقت نفسه، لجأ الاسرائيليون الذين يقيمون بالقرب من غزة إلى المخابئ أمس. وحث الجيش الإسرائيليين المقيمين فى دائرة نصف قطرها 40 كيلومترا من قطاع غزة على البقاء قرب مناطق تتوفر لها الحماية وأمر باغلاق المخيمات الصيفية كإجراء وقائى من نيران الصواريخ. ومن جانبها، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى صباح أمس بدء عملية «البنيان المرصوص» ردا على العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة، محذرة من أن العملية ستتوسع بتوسع العدوان الإسرائيلي. وقالت «سرايا القدس» فى بيان صحفى ان وحداتها الصاروخية تمكنت من قصف مدن أسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وأوفكيم فى جنوب إسرائيل بستين صاروخا. من جانبها، أكدت الرئاسة الفلسطينية حق الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه، وندد نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة، بتوسيع العدوان الإسرائيلى ومواصلة سياسة القمع، بينما أكد الدكتور رياض المالكى وزير الشئون الخارجية الفلسطينية، أن اجتماع المجلس التنفيذى لمنظمة التعاون الإسلامى المزمع عقده على مستوى وزراء الخارجية غدا، سيطلب من مجلس الأمن عقد اجتماع طارئ حول هذه الاعتداءات. وفي االسياق ذاته، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث التطورات الخطيرة فى غزة ووقف العدوان الإسرائيلى.