حالة من الغليان أصابت أصحاب سيارات الأجرة والميكروباص بعد زيادة أسعار الوقود الأمر الذى أدى إلى ارتفاع تعريفة الركوب على مستوى المحافظات وسط رفض الركاب عن دفع أى مبالغ مالية للسائقين مما تسبب فى حدوث مشادات كلامية بين السائقين والمواطنين وامتناع بعضهم عن الركوب. تحقيقات « الأهرام » انتقلت إلى مواقف السرفيس فى جولة سريعة لترصد نبض الشارع بعد مرور يوم واحد على زيادة أسعار البنزين والسولار والغاز على مستوى القاهرة. فى البداية يرى محمد بدر سائق ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر إن قرار زيادة سعر السولار فى هذا التوقيت كارثة ، فى ظل ارتفاع أسعار الكهرباء والغلاء الذى أصاب معظم ضرورات الحياة من مياه وإيجار ومدارس. وبصوت غاضب أضاف : لن نستطيع تسديد أقساط السيارة ، أو توفير أى مبالغ مالية أو تقديم خدمة جيدة للمواطنين ، مرددا : « مش هنقدر نعيش الحياة أصبحت صعبة على البسطاء «. أما محمد عبد اللطيف - موظف بالمعاش فيقول :إن توقيت رفع الدعم غير مناسب لأنه فى حالة رفع الأسعار لا بد أن تقابله معدلات نمو تساعد الفقراء على صعوبات الحياة لذلك على الدولة أن تتحرك سريعا فى معدلات النمو والتنمية وإقامة المشاريع الاستثمارية لتواجه زيادة تعريفة الركوب. وفى موقف الحصرى تصاعدت المشادات الكلامية بين عدد من المواطنين بعد أن حدد سائق الميكروباص تعريفة جديدة على الركاب مقابل نقلهم من الموقف إلى ميدان رمسيس حيث طلب من الركاب 4 جنيهات للراكب بزيادة جنيه على الأجرة قبل ارتفاع أسعار الوقود ، حيث كان الراكب يدفع 3 جنيهات فقط. وتباينت ردود أفعال الركاب على زيادة التعريفة فمنهم من أيد القرار لمواجهة العجز فى ميزانية الدولة ، وضرورة التكاتف مع الحكومة فى قراراتها للعبور من الأزمة الاقتصادية التى تواجه البلاد. أما الطرف الآخر فقد استنكر زيادة تعريفة الركوب تماما ويقول رضا جعفر راكب من موقف الحصرى بأكتوبر -: إن المواطن لن يستطيع تدبير المبالغ المالية لمواجهة جشع السائقين ، حيث انعدمت الرقابة على المواقف ، وبالتالى أصبح سائق الميكروباص هو صاحب الكلمة الأولى فى تحديد الأجرة مما يشعل الأزمة بين الراكب والسائق وفى النهاية يقول صاحب الميكروباص « اللى مش عاجبه ينزل « وبالتالى يضطر الراكب لأن يحشر نفسه داخل وسيلة المواصلات ويكتم غضبه حتى يصل إلى عمله. وفى ميدان الجيزة الصورة متشابهة حيث اصطف عدد من المواطنين حول بعض السائقين الذين امتنعوا عن توصيلهم إلا بعد زيادة الأجرة نصف جنيه ، وتتصاعد الأزمة عندما حدد السائقون المسافة التى يسيرون عليها مما أدى إلى حدوث مشادات عنيفة بين المواطنين والركاب. وتقول مى مدحت طالبة إن السائقين استغلوا زيادة أسعار السولار ورفعوا تعريفة الأجرة على المواطن حيث يقومون بتقسيم طريق الهرم إلى عدة مناطق حسب أهوائهم بعد أن يحصلوا على أجرتهم كاملة مما يكشف عن مافيا الميكروباص وسطوتهم على الركاب وتضيف : السائقون ينقلون الركاب من ميدان الجيزة حتى الطالبية بجنيهين لحوالى 4 محطات ، ثم ينقلهم ميكروباص آخر لحوالى 5 محطات أيضا بجنيهين ، حتى يصل إلى ميدان الرماية يكون قد دفع أكثر من 6 جنيهات ، رغم أن الطبيعة أن يسلك الميكروباص الطريق من الجيزة حتى ميدان الرماية بجنيهين فقط. أما سهير عبد الله موظفة فترى أن قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود تتسبب فى عودة الزحام والتكدس والمشاكل أمام محطات البنزين التى تحولت إلى ساحات قتال بين أصحاب السيارات من جهة والعاملين فى المحطات من جهة أخري، حيث امتدت طوابير السيارات لعشرات الأمتار مما تسبب فى أزمة مرورية. وفى موقف عبد المنعم رياض الأزمة بين الراكب والسائق متواصلة حيث عبر عدد من المواطنين عن صدمتهم من هذا القرار الذى أشعل النار فى جيوبهم ، وحرمهم من الاستمتاع بأجواء رمضان ، حيث تزايدت الأجرة ما بين نصف جنيه وجنيه واحد مما أدى إلى حدوث مشادات بين المواطن وقائد المركبة تنتهى باستسلام الراكب للأجرة اللعينة كما وصفها هانى عبد الله مدرس ابتدائى مشيرا إلى أن هذه الزيادة ستنعكس على كل مستلزمات الحياة من مأكل ومشرب وأشياء أخري. بينما أعرب عدد كبير من السائقين عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار الذى أشعل أزمة جديدة فى الشارع الذى لم يعد يحتمل أى أزمات وجاءت كلماتهم غاضبة ومختصرة ، قرار غير مناسب فى توقيت صعب ، « الحياة بقت صعبة ومفيش دخل حاجة تخنق»، و»ما يحدث خراب بيوت « وقرار ارتفاع سعر السولار وحش على الكل.. قرار رفع أسعار البنزين، سيتسبب فى مشاكل كثيرة مع الراكب لأنه هيشتكى من زيادة الأجرة، بجد اللى بيحصل ده حرام». وجاء تعليق سائق قائلا : الناس الغلابة هى اللى هتفرق معاهم والموضوع مش هيفرق مع اللى معاه فلوس. ويقول عبد الحفيظ محمد تاجر مواشى هذا القرار سبب لى صدمة كبيرة فتجارتى تعتمد على نقل المواشى بسيارة نقل ، وبالتالى سترتفع الأجرة عن الماضى بعد زيادة سعر الوقود ، مما سيؤدى إلى ارتفاع ثمن اللحوم ، وهذه الزيادة ستؤدى إلى زيادة تعريفة النقل للمواطنين، مع زيادة أسعار المواد الاستهلاكية والخضراوات والفاكهة و كل ما يعتمد على السيارات