يبدو أن الحلول التي وضعتها الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية لمشكلة مياه الشرب بمحافظة البحر الأحمر ليست سوى مسكنات وقتية فقط, فقد كشفت الأيام الأخيرة من صيف هذا العام عن خلل واضح في منظومة مياه الشرب, فقد فوجئ معظم السكان والغردقة على وجه الخصوص بنقص حاد في مياه الشرب وتعالت صرخاتهم . وجاءت مبررات المسؤلية فى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي غير مقنعة فتارة يؤكدون أن كمية المياه التي تضخ عبر خط الكريمات باتت قليلة وأن التيار الكهربائي هو السبب ، وتارة يقولون إن هناك أعطالا في خزانات التكديس، وأيا كان السبب فالمواطن هو الضحية. واللافت في هذه المشكلة هو غياب الحل الإستراتيجي طويل المدى لهذه المشكلة سواء عن طريق مياه النيل أو عن طريق محطات تحلية مياه البحر . يقول اللواء محمود عثمان الجندي السكرتير العام الأسبق لمحافظة البحر الأحمر والمدير العام الحالي لجمعية الاستثمار السياحي إن السبب الرئيسي لمشكلة نقص مياه الشرب خاصة بالغردقة هو أن الحلول التى وضعتها الحكومة خلال السنوات الماضية حلول غير كافية ولم تراع عدة عوامل، أولها عملية النمو العمراني والزيادة الملحوظة في عدد سكان هذه المحافظة، علاوة على حركة المد السياحي الوافدة للمنطقة من مختلف دول العالم إضافة حركة الوافدين إلى هذه المحافظة من مختلف محافظات مصر فقد، قامت الحكومة بإنشاء خط مياه الكريمات الغردقة والذي تكلف الملايين لكن لم يصمم هذا المشروع بالشكل المطلوب من حيث قدرته على توفير أكبر كمية من مياه الشرب للمنطقة، كما أن خط مياه قنا سفاجا لم تجر له عمليات التطوير الكافية منذ إنشائه منذ عشرات السنين. ويطالب المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بوضع حلول بعيدة المدى لقطاع مياه الشرب للمحافظة من خلال تطوير الخطوط الناقلة لمياه نهر النيل والتوسع السريع في قطاع تحلية مياه البحر . ويؤكد محمد عبده حمدان أحد أبناء مدينة القصير أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي شرعت منذ عدة سنوات فى إنشاء محطة تحلية بمدينة سفاجا ولم يتم تشغيلها بعد، بينما من المفترض أن هذه المحطة لا يستغرق العمل بها أكثر من عدة أشهر لأن مكوناتها عبارة عن مبنى ومأخذ مياه ومعدات يتم تركيبها بوقت وجيز ونفس الشئ بالنسبة لتطوير محطة اليسر بالغردقة، فالعمل بها بطئ ويطالب بسرعة تنفيذ مشروعات جديدة لمياه الشرب لإنقاذ التنمية بالمحافظة وسرعة تنفيذ خطة تطوير خط مياه قنا سفاجا وإجراء تطوير شامل لخط مياه الكريمات الغردقة، مع وضع خطة عاجلة تتضمن انشاء أكبر عدد من محطات تحلية مياه البحر العملاقة على أن تكون هذه المحطات ذات تقنيات عالية في عملية التنقية والتحلية ،كما يطالب بوضع ضوابط لمياه النيل التي تضخ لبعض القرى السياحية لأن بعضها تستخدم ما يتاح لها من مياه النيل لأغراض غير الشرب لأن معظم السائحين يشربون مياها معدنية .