لرمضان الكثير من الأدعيه التي تقال تيمنا بالقبول ببركة هذا الشهر، منها"اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين و لا مفقودين"و ظاهر الدعاء المذكور لا نفقد أحد و لا أحد يفقدنا، جميل المعنى جدا و يتوافق كثيرا مع مقوله للبسطاء(كل سنه و أنتم زايدين مش ناقصين). نقول الدعاء موقنيين بإرادة الله .. نرددة و لا نشعربه.. متى يكون الشعور بهذا الدعاء قوي؟ حين نعيشه ،و وقتها ترديده سوف يختلف، يكون اليقين أعمق و التمني نتيجة خوض تجربه الفقد أقوى.هل جربت أحساس الفقد من قبل لعزيز لديك و خاصة الأب و في رمضان؟ أنا خضت هذه التجربة دعنى عزيزي القارئ اصفها لك. فبين عشية و ضحاها يختفي من حياتك من كان سبباً في حياتك ووجودك.و يترك خلفه مئات الذكريات تملأ عقلك و قلبك، و هذا هو (إحساس الفقد) ووجع البعاد، فالبشر لا يدركون قيمة ما يملكون إلا حين يفقدونه،، و أنت لن تدرك قيمة أبيك ألا حين تفقده-لاقدر الله- عندها تسترجع ذكرياتك معه و تسأل نفسك سؤال واحد، هل مات راضياً عني؟ هل أختارة الله في رمضان تكريما له؟ لغز لا أحد يعرف حله. هناك فراغات يتركها الراحلون لا يمكن أن تملأها بشخص آخر.. فالأشخاص كالألوان إذا رحل عن حياتك اللون الأحمر قد يهون عليك الأخضر بعض الألم لكنه مهما كان مخلص لن يصبح أحمر في يوم من الأيام. فقدان الأب وبكل المقاييس ليس بسيطا، و خاصة إن كان في شهر كريم يتميز بالبركة و القبول و العتق من النيران و الفرحه واللمه و نهايتة عيد على العالم أجمع . أن تفقد ( أباك ) معناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه ويجعلك في مهب ريح قد لا ترحم، أن تفقد ( أباك ) معناه أن تفقد المظلة التي تحميك لتكون وحيداً في مواجهة العالم.، أن تفقد ( أباك ) معناه أن تحس بمعنى الوحدة ، فقد فقدت من يمد يده ليساعدك ، ولو مدت لك ألف يد فإنها لا تغنى عن يد والدك المليئة بدفء وحنان الأبوة ، أن تفقد ( أباك ) معناه الألم الدائم. إحساس لم يعرفه إلا من جربه و عاشه ، إحساس لم يعرفه إلا من ذاق طعم مرارة الفقد، رحمك الله ياوالدي،و أطال الله عمر آبائكم و رحم الله من مات منهم، و أكثروا من دعاء "لا فاقدين و لا مفقودين" من أعماق قلوبكم فأنا لم أفهم أهميتة و لم أشعر بعمق معناه إلا بعد أن أحسست بوجع الفقد و مرارته. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد