متعة مباريات كأس العالم المقامة فى البرازيل حاليا ليست فى أداء اللاعبين والخطط والأهداف فقط وإنما فى الإخراج والتصوير والنقل المبهر لكل أرجاء الملعب مع عرض لكل الأهداف واللعبات المؤثرة بتقنيات عالية يجعل المشاهد يتابع المباريات وكأنه فى الملعب وفى هذا التحقيق نتعرف على الأسباب وراء هذا النقل المتميز وكيف يصل هذا الفن الذى أصبح عنصرا مهما ومكملا لمتعة الرياضة لتغطية المباريات المرصية التى يقوم بها التليفزيون، خاصة أن هناك فضائيات كثيرة تنقل عنه المباريات لكل الدول العربية. يقول المخرج يسرى مرزوق الذى عمل فى التليفزيون لمدة 40 عاما من 68 وحتى 2008 كمخرج للبرامج والمباريات والبطولات الكبرى أن النقل المتميز لكأس العالم ماهو إلا تكنولوجيا حديثة جدا لم تصل إلينا بعد ويضيف أن المخرج ليس له إلا دور ضعيف فى العملية الإخراجية لأن التكنولوجيا تفوقت على تميز الإنسان فى كل المجالات وأضرب لك مثلا بالطبيب الذى أصبح يعتمد إعتمادا كليا فى علاج المريض على الأشعة والتحاليل والمناظير وغيرها من الأجهزة الحديثة حتى طلاب المدارس أصبحوا يعتمدوا على الألات الحاسبة وألات ترجمة اللغات المختلفة وهذا ينطبق على إخراج المباريات التى تعتمد بشكل أساسى على التقنيات الحديثة ولاتحتاج الى مجهود وإبتكار المخرج كما كان يحدث فى الماضى وأتذكر عندما كنت أكلف بإخراج مباراة كنت أتابع كل كبيرة وصغيرة عن خطط اللعب وأحفظ كل لاعب وطريقة لعبه حتى أستطيع مجاراته من خلال كاميرا واحدة أما الآن فالإحصاءات عن أى مباراة يستطيع المخرج إظهارها على الشاشة بعد ثوان من حدوثها ويقول فى كأس العالم عدد الكاميرات لايقل عن 16 كاميرا فى كل مباراة وتخيل أن هناك كاميرا متمركزة فى جزء من الملعب مخصصة لذلك وربما لاتنقل إلا مشهد واحد أثناء مبارة كاملة ويقول أثناء عملى بالتليفزيون كانت العلاقة الشخصية هى التى تستطيع من خلالها الحصول على كاميرا زيادة لنقل مباراة مهمة وربما تكون هذه الإشكالية مستمرة حتى الأن وتقول المخرجة إيناس عثمان وهى المخرجة الوحيدة من السيدات فى مصر فى مجال كرة القدم والرياضة أن مشكلة الإخراج بالدرجة الأولى هى عملية إمكانيات وأصبحنا كمخرجين كالمعاقيين لانستطيع تقديم المباريات بالشكل اللائق وكثير من المحللين فى الفضائيات ينتقدون الإخراج وهم لايعرفون إننا نعمل بأقل الإمكانيات فنحن أصبحنا ضحية بلا سبب وتضيف نمتلك طاقة بشرية من مخرجين ومصوريين وفنيين على مستوى عال ولكن قلة تزويدنا بالتقنيات الحديثة تحبطنا وتجعلنا مقيدى الإبداع والإبتكار وتضيف لابد من الإهتمام بعنصر الإخراج الذى يصل لجميع الدول العربية من خلال التليفزيون المصرى والرياضة تجارة وموارد وإقتصاد يمكن أن تدر دخلا للتليفزيون أكثر من أى مجال أخر ومن حسن الحظ أن رئيس الإتحاد عصام الأمير ورئيس التليفزيون مجدى لاشين من أسرة الإخراج ويعرفون قيمة الإخراج ومشاكله وأطالبهم بالإهتمام بهذا العنصر الفنى المهم الذى أصبح العنصر المؤثر فى أى حدث رياضى أو غير رياضى ويقول المخرج إبراهيم مبارك نمتلك أفضل المخرجين والمصورين وإن كانت هناك مجموعة من الشباب الواعد لاننكر أنهم فى حاجة الى دورات تدريبية فى الخارج ويضيف نجحنا فى نقل بطولات من داخل مصر بتميز شديد من بطولة الأمم الأفريقية عام 2006 وكان المخرج وقتها البرتغالى غخوان بمساعدة مخرجيين مصريين ولكن فى ذلك الوقت توافرت للمخرج الأجنبى كل الإمكانيات التى لو توافرت للمخرج المصرى فسوف يبدع أيما إبداع ويضيف أن التكنولوجيا الحديثة تتقدم بشكل كبير فى كل يوم هناك الجديد ونحن لم نستطيع حتى الأن مواكبة هذا التقدم الذى سبقتنا فيه كل الدول العربية والعالمية ويقول أى مباراة تريد أن تنقلها بشكل متميز تتطلب على الأقل 10 كاميرات ونحن فى مصر ننقل مباريات الدورى والكأس بحوالى 4 كاميرات فقط لذلك يحدث بعض اللقطات التى لاتكون واضحة تماما مثلما نشاهدها فى كأس العالم من خلال عدسات جديدة مخصصة لإعادة اللقطات المهمة والكرين وهو حامل الكاميرا وراء المرمى وأيضا كاميرا "ستيدى كام "الذى يضعها المصور بحزام على البطن ويحركها وسط الجماهير كيفما يشاء ليقدم بها لمسات جمالية وأيضا كاميرا شاريوا التى توضع على قضيب حديدى وتحتاج الى مصور متمكن ليأخذ منها حركة اللاعب فى أى لحظة وكلها عوامل تنقصنا ويجب تحقيقها لأن الرياضة المصرية تتطور وتحتاج الى إخراج متطور حتى تكتمل المنظومة ويتمتع الجمهور المصرى بنقل البطولات والمباريات كما يتمتع حاليا بنقل كأس العالم.