مازالت التعديات قائمة بالرغم من تقدم مجموعة من مثقفى مصر ببلاغ للنائب العام خلال شهر إبريل الماضى ضد التعديات التى وقعت على التراث المعمارى فى مدينة القاهرة وتحديدا» القاهرة الفاطمية «محذرين من قيام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بحذف مصر من قائمة التراث الإنسانى . فالمسئولون فى هذه البلد يعتبرون أن القاهرة الفاطمية هى فقط شارع المعز لدين الله ، الذى ينتهى عندهم فى الصاغة بحى الجمالية ، فى حين أنه تاريخيا ينتهى عند «المغربلين» غرب باب زويلة بحى الدرب الأحمر الذى يضم أكثر من 70 أثرا إسلاميا مملوكيا وعثمانيا ، إلا أن يد التخريب والتعدى على حرم تلك الآثار التاريخية امتدت لتدفن تاريخنا تحت عمارات غاية فى القبح والعشوائية، ومازال حى الدرب الأحمر يعانى الإهمال فالشوارع دون رصف والقمامة تحتل مداخل الأماكن الأثرية بالرغم من أن هذا الشارع يعتبر متحفا مفتوحا لو تم الاهتمام به وتوعية سكانه بأهميته التاريخية . فعلى سبيل المثال مسجد «أبو حريبة» الذى يقع بشارع الدرب الأحمر، بناه الأمير قجماس الأسحاقى أحد أمراء المماليك الجراكسة، لذلك حمل اسمه، كما اشتهر باسم جامع أبو حريبة نسبة للشيخ أبو حريبة الذى أقام به ودفن فى المدفن الملحق به، ويعد هذا المسجد واحداً من أهم المساجد التى أنشئت فى عصر المماليك الجراكسة عامة وعصر السلطان قايتباى خاصة. وذلك لما يتسم به من سمات معمارية وزخرفية فهو واحد من المساجد المعلقة، حيث بنى أسفل واجهات المسجد مجموعة من الدكاكين التى كانت تؤجر ويستغل ريعها فى الإنفاق على عمارة المسجد وإصلاحه، وهذا المسجد تتصدر صورته العملة الورقية فئة الخمسين جنيها، اختفى الآن بفعل التعدى ففى خلفية المسجد عمارتان تتكون كل منهم 6 طوابق تحجبه عن الرؤية مخالفة بذلك اشتراطات البناء فى المناطق الأثرية فى غفلة من أجهزة الحي. مسجد الطنبغا الماردانى الذى تم بناؤه عام 1340 م ويعد تحفة معمارية بكل المقاييس، حيث تمتزج فيه العمارة الإسلامية والرومانية فأعمدة الصحن تم جلبها من معبد رومانى قديم ومنبره ومحرابه آية فى الروعة والجمال، وامتدت إليه يد القبح لتبنى جواره وخلفه مباشرة عمارتين تحجبان رؤيته دون مراعاة لاشتراطات البناء 0 سبيل محمد على باشا الذى يحتل زاوية حارة الروم بالغورية الذى تم إنشاؤه عام 1816 تصدقا على روح الأمير طوسون باشا ابن محمد علي، تحتله الآن مجموعة من باعة الخضر والفاكهة فى تحد سافر لأعمال الترميم التى تمت له فى الفترة مابين 1998 وحتى عام 2002 وأيضا فى غياب من شرطة المرافق ومباحث الآثار والأجهزة التنفيذية بالمحافظة.