إصابة الأطفال بتشوهات أو عيوب خلقية بالقلب, أصبح بالإمكان تشخيصها وعلاجها بفضل التقدم العلمى الذى جعل ذلك ممكنا حتى والطفل لا يزال جنيناً... فما هى هذه العيوب الخلقية.. وما هى أسبابها وهل هناك طرق للوقاية منها. يجيب د.محمد على حجازى أستاذ طب الأطفال واستشارى قلب الأطفال وزميل معهد باستير ليون بفرنسا يقول موضحا: قد يعتقد البعض أن جميع أمراض القلب عند الأطفال هى نتيجة الحمى الروماتزمية وتأثيرها على القلب كضيق أو ارتجاج فى صمام أو أكثر، ولكن هناك مجموعة أخرى من الأمراض تكون نتيجة لوجود عيوب خلقية فى تكوين القلب ويولد بها الطفل، وكثيراً ما تؤثر على الكفاءة الوظيفية لقلب الطفل، فهى عبارة عن مجموعة من الأمراض ذات الأعراض المتباينة على حسب درجة الخلل التكوينى للقلب، وتختلف الأعراض من حالة إلى أخرى، فقد لا يكون هناك أى أعراض على الطفل لسنين طويلة وحتى يكتشف هذا العيب الخلقى بالمصادفة، أو تظهر عند قيامه بمجهود زائد فى مرحلة الدراسة أو البلوغ، على هيئة ضيق فى التنفس ونهجان، أو على هيئة التهابات رئوية متكررة وكحة من آن لآخر ولفترات طويلة، كما أن هذه الأمراض قد تسبب للطفل بطء فى نموه الجسمانى فيبدو أصغر من حجمه الطبيعى. ولهذه العيوب الخلقية عدة أنواع فمنها عيب مصاحب للزرقة أو غير مصاحب للزرقة، وقد تظهر أعراضه بعد ولادة الطفل مباشرة فيبدو على الطفل زرقة واضحة فى الوجه والأطراف أو بتغير لونه فقط عند البكاء ويعود للونه الطبيعى بعد أن يهدأ. ويعد اختلاف وضع الشرايين الرئيسية للقلب ورباعى فالوت من أشهر أنواع العيوب الخلقية بالقلب المصاحبة للزرقة، أما غير المصاحب للزرقة فأشهر أنواعها هو ثقب بين الأذنين أو ثقب فى البطينين، ويعتبر الأخير أكثرها شيوعًا، إذ تبلغ نسبته حوالى 20 % من مجموع العيوب الخلقية فى القلب، وهو يصيب الذكور والإناث بنسبة متساوية.. أما الثقب بين الأذنين فيشكل حوالى 10 % من مجموع العيوب الخلقية فى القلب وعادة لا يسبب هذا العيب فى مرحلة الطفولة أى أعراض ويتم اكتشافه فى أثناء فحص الطفل لسبب أو لآخر. وطبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة بهذه العيوب الخلقية تختلف وفقا لنوع الأجناس والطبيعة الجغرافية وكذلك مدى التقدم العلمى والاجتماعى، وهى تتراوح بين5,% إلى 3% وتزيد فى المجتمعات المنغلقة، أى التى تتزاوج داخليا فقط وتمنع الاختلاط بين الأجناس. ويشير د.محمد إلى إنه حتى الآن لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة بهذه العيوب الخلقية فقد تأتى إما لعامل وراثى أو تغير جينى، ولكن ما تشير إليه النظريات ونسب الحدوث، فهناك بعض العوامل التى قد تتعرض لها المرأة الحامل تؤدى إلى حدوثها، كالتلوث البيئى التى تتعرض له المرأة فى أثناء الحمل وخاصة فى الثلاثة شهور الأولى وهى مرحلة تكوين القلب، وأيضا تعرضها للسموم بكل أنواعها والتى تشمل بعض الأدوية والتدخين والشيشة، الإصابة بالحصبة الألمانية، الغدة النكافية وفيروس هربس، كذلك أمراض القلب لدى الأم، والمتلازمة المرضية مثل متلازمة داون (المنغولى)، وأيضا زواج الأقارب. وعن كيفية الوقاية من عيوب القلب الخلقية يؤكد استشارى قلب الأطفال إنه حتى الآن لا يوجد دواء يمنع حدوثها، ولكن هناك عوامل قد تساعد فى الوقاية منها، أهمها تقليل زواج الأقارب وخاصة الدرجة الأولى منها، والابتعاد عن السموم والتدخين فى أثناء فترة الحمل، العلاج المبكر لجميع الأمراض الميكروبية والفيروسية فى أثناء وقبل الحمل، كذلك فحص ما قبل الزواج للطرفين لاستبعاد أى شبهه وراثية، مع الاهتمام بأى تاريخ مرضى مؤثر، مع ضرورة فحص ما قبل زرع الجنين فى الرحم وهذا الفحص الكروموسومى والجينى يتم لفحص الجنين قبل تكوينه خلال يومين أو ثلاثة لاستبعاد أى أمراض وراثية أو جينية قبل زرعه فى رحم الأم، ومن الأفضل إجراء هذا الفحص إذا حملت الأم من قبل فى طفل مريض بالقلب أو لديه عيب خلقى به، أو طفل به متلازمة وراثية، أو إذا كان لدى الأم أو الأب تاريخ مرضى لمرض ما، أو مصابون بمرض مزمن كالسكر والسرطان أو الدرن.