ما حدث فى العراق على مدى اليومين الماضيين، من سقوط مدينة الموصل ثانى كبريات المدن العراقية، فى أيدى مسلحى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام داعش يعد كارثة كبرى ولا يهدد وحدة وسيادة العراق فقط، وإنما أمن واستقرار المنطقة بالكامل، فتنظيم داعش الذى يرتبط بصلات بتنظيم القاعدة، ينشط فى سوريا أيضا بقوة، وفى لبنان وربما الأردن، كما أنه يرتبط بصورة ما بالتكفيريين فى شمال سيناء وفى تونس والجزائر، واليمن، ينتمى مقاتلوه إلى كل الجنسيات العربية، بل إن بينهم عددا غير قليل من المقاتلين الأجانب، كما أنه تنظيم يرتبط فكريا بتنظيم «جبهة النصرة» وتنظيم «أنصار بيت المقدس». وفداحة ما حدث من سيطرة مقاتلى داعش.. على محافظة نينوى الواقعة على بعد 350 كم شمال بغداد، بالقرب من حدود إقليم كردستان والحدود السورية، هو احتمال أن يبادر هذا التنظيم المتشدد، الذى مارس أعمالا وحشية فى سوريا، بأن يعلن دولة «إسلامية» فى المنطقة الممتدة من ريف حلب شمال سوريا، مرورا بالرقة ودير الزور وصولا إلى الأنبار والموصل، كما يقول المراقبون، حيث يقول المحللون إن هذه المساحة الجغرافية أصبحت خاضعة لسيطرة داعش العسكرية، ويحذرون من توسع هذا التنظيم ومد سيطرته على مناطق أخرى تمهيدا لإعلان دولته، طالما أن القوى المعتدلة داخل الطائفة السنية مخنوقة داخل كل من العراقوسوريا. ما يرتكبه تنظيم داعش فى العراق من المزيد من تفتيت الدولة وتمزيق أوصالها.. لم يكن من الممكن أن يحدث .. لولا أن الحكومة العراقية ضعيفة وغير قادرة على الفعل.. ويحملها المراقبون مسئولية ما حدث فى الموصل.. وفشل أو عدم رغبة رئيس الحكومة نورى المالكى فى حماية وحدة وسيادة الدولة، فى مقابل استمراره فى سدة الحكم. والسؤال الآن.. من الذين يقف وراء داعش. ومن الذى يمولها بالمال والسلاح والمقاتلين.. ما هى القوى الإقليمية التى تدعمها وتقف وراءها؟، ومن هنا، فإننا نناشد القوى الإقليمية والدولية الفاعلة، أن تنقذ العراق من خطر التفتت وتساعده على حماية وحدة أراضيه. لمزيد من مقالات رأى الاهرام