أفتت دار الافتاء بأن قراءة القرآن الكريم مصحوبة بالآلات الموسيقية محرمة شرعا، حيث يتغنى بعض الأفراد بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بتلك الآلات.. ان قراءة القرآن بكلماته وآياته وسوره بل وحروفه لا تحتاج إلى أى مؤثرات صوتية، سواء كانت موسيقية أو غيرها، فكلماته العذبة الرقيقة التى لا يضاهيها كلمات فيها من الموسيقى الخفية التى تطرب لها القلوب وتقشعر منها الجلود وتصل بالنفس البشرية إلى عنان السماء حين يستمع إليها أو يقرأها الإنسان بصدق واخلاص وصفاء، ونذكر هنا قول الحق سبحانه فى سورة الزمر «الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله..»، ولقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب الاستماع إلى القرآن من غيره، فعن عبدالله بن مسعود أنه قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليّ» فقلت: أقرأ عليك يا رسول الله وعليك أنزل؟ فقال رسول الله: «إنى اشتهى أن أسمعه من غيري» فقرأت النساء حتى إذا بلغت »فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا» قال لى رسول الله: «كف، أو أمسك» فرأيت عينيه تذرفان، ويكفى ما قاله الوليد بن المغيرة والد سيف الله المسلول خالد بن الوليد حين أتى قومه بعد أن استمع إلى القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد انطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلو وما يعلى عليه. اما العجب العجاب ان تطرب الجن لسماع القرآن الكريم، ففى سورة الجن آية يقول الحق سبحانه فيها «قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا..» وأتذكر خلال ادائى فريضة الحج للعام السابق أننا مررنا فى أثناء عودتنا من عرفات على أحد المساجد التى كتب عليها (مسجد الجن)، وقد أخبرنا أولى العلم بأن هذا المكان هو الموضع الذى استمعت فيه الجن إلى القرآن الكريم من رسول الله عليه أفضل السلام ونزلت فيهم تلك الآيات بسورة الجن، أفبعد كل هذا تأتى مجموعة محدودة وتطاوعها أنفسها لتضع خلفية موسيقية لكلام المولى عز وجل، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. د.حسام الدين أحمد سلطان بورسعيد