عاش ما يقرب من نصف قرن فوق منصة العدالة مدافعا عن حريات وحقوق الشعب المصري منذ تعيينه بمجلس الدولة عام 1969 . وبعد أن كان نائبا لرئيسها منذ عام 1992، انتخب عدلي منصور رئيسا للمحكمة الدستورية العليا في مايو 2013. وكان من المفترض أن يحلف اليمين رئيسا للمحكمة في الأول من يوليو، إلا أن الأحداث التي جرت في الثلاثين من يونيو حالت دون ذلك. هذا ويعتبر منصور هو ثاني رئيس لمصر يتولى المنصب بشكل موْقت بعد صوفى أبو طالب، رئيس مجلس الشعب والذي شغل منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة بعد اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات. تميز منصور بالهدوء الشديد والالتزام والصمت, وفي عهدة تم فض اعتصامي أنصار مرسي الشهيرين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالإضافة الي اعتقال أعضاء وقيادات التيار الإسلامي، على رأسهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في إطار أعمال العنف التي تفجرت في أعقاب عزل مرسي. ويحظى المستشار عدلي منصور بشعبية كبيرة وسط المصريين مما جعلهم يطالبون بمنحة قلادة النيل تقديرا لجهوده. فلم تكن الفترة التي قضاها المستشار عدلي منصور رئيسًا للجمهورية بالقليلة، فهي فترة فارقة من عمر الوطن تحمل خلالها المسئولية بكل جدارة واقتدار، واستطاع أن يرثي في الفترة القليلة قواعد الدولة المدنية، وأعمال دولة القانون، وجاء خطابه التاريخي الأخير، ليوْثر في جموع المصريين بخطابه الذي يحمل البساطة في الطرح والعمق في المضمون والمحبة في تعابير وقسمات الوجه المتأثر بكل كلمه كان يقولها. . تمنى الرئيس عدلي منصور، للمشير عبد الفتاح السيسي أن يعينه الله على حكم مصر ويوفقه على مهمته القادمة, وقال خلال كلمة الوداع التي وجهها للشعب عبر التليفزيون الرسمي: "سوف يأتي اليوم الذي يكشف فيه الحقيقة ليعرف الجميع حجم ما خطط ودبر لهدم مصر". وبكي المستشار الجليل وأبكانا وهو ينعي شهداء الوطن. البعض يتكهن بأن عدلي منصور سيترك القصر الرئاسي، ويعود إلى منصة القضاء مرة أخرى، بعد أن أدى دوره في خدمة الوطن. وان كان الكثيرون يطالبونه بالبقاء في دائرة الضوء كرئيس لمجلس الشعب المقبل. المخلص.الحالات لا يسعنا إلا ان نشكر المستشار والرئيس عدلي منصور..هذا الرجل المحترم..المخلص ..الأمين الذي قدم نموذجًا للرئيس المثالي الذي تحمل مسئولية كبيرة في وقت عصيب من عمر مصر، فكان نعم من حمل الأمانة.