أيام قليلة ويبدأ الأزهر الشريف تنفيذ خطة شاملة لمواجهة الفكر التكفيرى وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب ونشر المنهج الإسلامى الوسطى المستنير. وذلك بالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارات الأوقاف، والشباب، والتعليم، والثقافة، والتنمية المحلية، والإعلام. وتستقبل مساجد سيناء الجمعة القادمة 100 عالم وداعية من الأزهر والأوقاف، وذلك تنفيذا لقرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تشكيل فرق للدعوة على مستوى المراكز والقرى بجانب القوافل الدعوية المركزية التى ينظمها الأزهر بالتعاون مع وزارة الأوقاف، والتى يستمر نشاطها حتى نهاية شهر رمضان القادم. علماء الأزهر يؤكدون أن المشروع الدعوى الجديد، هو مشروع قومى لمصر والدول الإسلامية خلال المرحلة المقبلة التى تتطلب تكاتف الجهود لعلاج ظاهرة التكفير والإرهاب خاصة بين الشباب، والتصدى لحالة الشقاق المجتمعي، ومواجهة التطرف والاستغلال الخاطئ للدين. ودار الإفتاء استعدت للتعاون مع الأزهر الشريف بطباعة كتيبات تتضمن ردا على الفتاوى التى رصدها مرصد دار الإفتاء للرد على الفتاوى التكفيرية. وأوضح العلماء أن نشاط تلك القوافل لن يكون وقفا على المساجد بل انه يمتد ليشمل الجامعات والنوادى والمراكز الشبابية والمصانع ومعسكرات الأمن المركزي، ولضمان خطة شاملة لترسيخ المنهج الوسطى للإسلام الحنيف دون غلو أو تفريط، سيتم أيضا إعداد كتيبات للرد على الأفكار المغلوطة وطبع الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء أو لجان الفتوى بالأزهر الشريف وإتاحتها للدعاة. يقول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إن الخطة الدعوية الجديدة لنشر المنهج الوسطى ومواجهة التكفير تم التخطيط لها بالتنسيق مع 5 وزارات هى الشباب والتعليم والإعلام والأوقاف والثقافة، وبالتنسيق أيضا مع المجلس المحلى بالمحافظات ، وذلك من خلال اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، وسيتم تكثيف الوعاظ والدعاة بأعداد كبيرة، بداية من شهر رمضان القادم نظرا لقابلية الناس لحضور الندوات والخطب، ولن يقتصر نشاطها على المساجد، ولكن أيضا مراكز الشباب بالتنسيق مع وزارة الشباب، والأندية وقاعات المحافظة والمصانع والشركات والتجمعات العمالية، ويتم التركيز فى تلك الندوات والمحاضرات على القضايا الملحة مثل الإلحاد والتكفير والاختلاف حول الأمور السياسية والولاء للحاكم، وغيره من القضايا المثارة على الساحة، ويبدأ عمل تلك القوافل اعتبارا من الأسبوع القادم وذلك بإيفاد نحو 100 داعية بالتعاون مع وزارة الأوقاف إلى سيناء، ويستمر عمل القافلة نحو 10 أيام. وحول النشاط الدعوى بالمحافظات الأخري، أوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن القوافل ستجوب القوافل جميع المحافظات، ولكننا سنبدأ بسيناء لخطورة الجماعات التكفيرية هناك، والفرق بينها وبين القوافل التى كنت تجوب المحافظات قبل ذلك، أنها ستكون يوميا وليست أسبوعيا، وفى جميع المحافظات وليست محافظة واحدة، وستتناول جميع القوافل نفس القضية فى نفس اليوم، وأهم تلك القضايا التى ستطرحها القوافل فى شهر رمضان المبارك، وأكد الدكتور شومان أن الهدف من تلك الخطة الدعوية الشاملة تصحيح المفاهيم المغلوطة للشباب التى غرزت فى أذهانهم، وجمع كلمة ا لشعب، ومحاربة الأفكار الوافدة مثل غزاة الشيعة، وإطلاق معالجات حوارية حول قضايا الشباب، وإصدار كتيبات ردا على الفتاوى التكفيرية وتوزيعها على المصانع وأماكن التجمعات وغيرها. وأضاف: إنه بعد رمضان سنعود مرة أخرى بشكل القوافل السابق، ولكن بعدد أكبر وفى أكثر من محافظة فى نفس اليوم، ولن يكتفى بصلاة الجمعة وعقد بعض الندوات، وإنما تكون ندوات حوارية أشبه بالندوات الوعظية يتحدث بها المتخصصون فى أمور العقيدة والفقه والحديث، للإجابة على تساؤلات الشباب وجمهور تلك الندوات، وذلك بالإضافة إلى إصدار كتيبات لمناقشة القضايا المثارة فى أذهان الشباب خاصة التكفيرية والإلحادية. قوافل فى التجمعات العمالية ملامح الخطة الدعوية الأزهرية الجديدة يوضحها الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام شئون مناطق الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية، قائلا: إنه تم الاتفاق بين الأزهر والأوقاف باجتماع قيادات الدعوة بالأزهر الشريف والأوقاف، لوضع تصور لخطة الدعوة فى الفترة القادمة وتنشيط العمل الدعوى بالمشاركة بين الأوقاف والأزهر ،وانتهوا إلى أن يتم تحديد ثلاثة مساجد فى عاصمة كل محافظة من محافظات مصر باستثناء القاهرة، عشرة مساجد ، الجيزة خمسة مساجد، القليوبية، خمسة مساجد، على أن يقوم بالأداء فى كل مسجد واعظ متميز من الأزهر الشريف ، وإمام وخطيب من الأوقاف ويكون فى شهر رمضان قاريء للقرآن، وكذلك من يقوم بالتواشيح الدينية لإحياء شهر رمضان العظيم، وعلى أن يكون المسئول عن هذه الندوات والقوافل التفتيش العام بالأزهر الشريف، وبوزارة الأوقاف، ضمانا لجدية هذه القوافل وتنظيمها، وتفعيلها حتى لا تؤدى صوريا أو بشكل نمطي، وكذلك مراكز الشباب تقتصر على القيادات نظرا لوجود بعض الأفكار الغريبة، والتعامل مع الشباب يحتاج إلى حكمة، ويحتاج إلى مواجهة الفكر بالفكر، ومناقشة الأدلة، والوقوف على الرأى السديد. وكذلك باقى التجمعات التى تحتوى على فئة معينة من الشعب مثل العمال فى بعض المصانع الكبري، وكذلك مراكز وجود جنود قوات الأمن المركزي، والسجون العمومية من الرجال والنساء، والقوات المسلحة بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وتغطية باقى مساجد الجمهورية ، لمواجهة الحالة التى تمر بها البلاد من همجية وعشوائية فى الفتاوى الدينية، والأمور الدعوية، وإزالة اللبس والالتباس فى بعض النصوص الدينية التى تستخدمها الجماعات الدينية وأنصارها، والهدف من ذلك تصحيح المفاهيم لدى عامة الشعب ومخاطبة كل مستوى ثقافى بما يتناسب مع ثقافته وقدرته الاستيعابية . التعاون مع دار الإفتاء من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تضع كافة إمكانياتها العلمية والشرعية لخدمة مشروع الأزهر الشريف للتحاور مع الشباب ومواجهة التشدد والتطرف، الذى هو بمثابة مشروع قومى لمصر وللمنطقة كلها، وقد أنشأت دار الإفتاء مرصدًا لرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة والرد عليها، وكذلك معرفة القضايا التى تهم الشباب لمناقشتها، فالدار على استعداد تام للتعاون بشكل كامل مع الأزهر الشريف من أجل خدمة تلك القضية وكافة القضايا التى تهم الأمة. وأضاف: إنه علينا جميعًا النزول إلى واقع الناس وفتح حوار مباشر معهم لتحقيق حالة من التواصل بهدف إعادة تأهيل الذين وقعوا فى براثن الإرهاب والتطرف، فالمرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود لعلاج التحديات الفكرية على الساحة، والتى من أهمها ظاهرة التكفير والإرهاب خاصة بين الشباب، والتصدى لحالة الشقاق المجتمعي. وشدد مستشار المفتى على أن المعالجات الأمنية لن تكون علاجًا ناجحًا لهذه الظواهر، فلابد أن يواجه الفكر بفكر مثله، وهذا يتطلب ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة المعنية الدينية والرسمية والمجتمع المدنى والإعلام لتحقيق ذلك، لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى العالم.