وجه بابا الفاتيكان فرنسيس، نداء مؤثرا من أجل إحلال السلام خلال زيارته أمس إلى مدينة بيت لحم محل ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وحث على تعزيز الجهود لانهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وقال إنه يأمل «أن يحجم الجميع عن المبادرات والأفعال التى تتعارض مع الرغبة المعلنة بالتوصل لاتفاق حقيقي»، من أجل إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وأضاف «من أجل مصلحة الجميع ثمة حاجة إلى تعزيز الجهود والمبادرات بهدف تهيئة الأجواء لاحلال سلام مستقر يقوم على العدل والاعتراف بحقوق كل فرد وعلى أساس الأمن المتبادل». وقال إن الوقت قد حان كى يتحلى الجميع بالشجاعة اللازمة حتى يكون كريما وخلاقا لإنهاء، صراع طويل تسبب فى الكثير من الجروح التى يصعب أن تندمل. ودعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس بابا الفاتيكان إلى المساهمة فى تحقيق السلام. وقال عباس فى مؤتمر صحفى مع البابا إننا نعول فى فلسطين على جهودكم ومساعيكم الخيرة لإحقاق حقوق شعبنا ونرحب بأى مبادرة قد تتخذونها أو تصدر عن قداستكم لجعل السلام حقيقة فى الارض المقدسة. واضاف عباس وقد أحطنا قداسته علما بمآلات العملية التفاوضية والعثرات التى تعترض سبيلها وعلى رأسها الاستيطان والاعتداء على دور العبادة من كنائس ومساجد وبشكل يومي، وكذلك الاستمرار فى احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل الذين يتوقون الى الحرية ويخوض فى هذه الايام عدد كبير منهم إضرابا عن الطعام منذ أكثر من ثلاثين يوما بسبب سوء المعاملة والاعتقال دون اصدار أحكام تحت مسمى الاعتقال الاداري. واستعرض عباس ما تتعرض له مدينة القدس بسبب الاجراءات الاسرائيلية. وقال من جانبنا قدمنا رؤيتنا لعاصمتنا القدسالشرقية أن تبقى مفتوحة لأتباع الديانات السماوية الثلاثة دون تمييز. ووجه عباس فى خلال المؤتمر الصحفى رسالة سلام للاسرائيلين وقال تعالوا لنصنع السلام القائم على الحق والعدل والتكافؤ والاحترام المتبادل فما تسعون له من أجل خير ورخاء شعبكم وامنكم واستقراركم هو عينه ما نصبوا اليه. وكان بابا الفاتيكان قد وصل إلى الضفة الغربية فى مستهل أدق جزء من جولة له بالشرق الأوسط تشمل زيارة الأراضى الفلسطينية وإسرائيل على متن طائرة هليكوبتر اردنية. وتستغرق جولة البابا بالمنطقة ثلاثة أيام وبدأت أمس الأول فى الاردن. ومن جانبه، رحب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو أمس بموقف البابا فرنسيس «الحازم» ضد معاداة السامية، وذلك غداة هجوم استهدف متحف اليهود فى العاصمة البلجيكية بروكسل مما ادى الى مقتل رجل وامرأتين. ونقل بيان صادر عن مكتب نتانياهو قوله فى بدء الاجتماع الاسبوعى لحكومته نقدر الموقف الحازم ضد المعاداة للسامية الذى أعرب عنه البابا، خاصة على ضوء تزايد الكراهية لليهود التى نشهدها فى هذه الأيام.