وسط مخاوف من أعمال العنف والفوضى، تتجه أنظار العالم اليوم الأحد إلى انتخابات الرئاسة فى أوكرانيا، حيث يتوجه نحو 35 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد يعطى شرعية للثورة التى أطاحت بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. وشارك قادة السلطة الانتقالية بأوكرانيا في صلاة من أجل السلام عشية الانتخابات، ونشرت كييف 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع، لتأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع إجراء الانتخابات فى الشرق، حيث من المحتمل أن يواجه حوالى مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم. ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات فى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلى، ويبدأ إعلان نتائج استطلاعات الخروج بداية من الثامنة مساء بتوقيت كييف مع إغلاق مراكز الاقتراع، بينما سيتم إعلان النتائج النهائية غدا الإثنين بعد إصدار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي النتائج النهائية. وفي كلمة مقتضبة عبر التليفزيون، دعا الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف الأوكرانيين، إلى التوجه إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية»، و»عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من إمبراطورية ما بعد الإمبراطورية السوفييتية»، بحسب تعبيره. ويعد الملياردير المؤيد للغرب بيتدو بوروشينكو الأوفر حظا للفوز فى الانتخابات الرئاسية على يوليا تيموشينكو زعيمة العارضة، والتى تدهورت شعبيتها بسبب فضائح الفساد التى لاحقتها خلال رئاستها للحكومة بعد الثورة البرتقالية. وبالرغم من ذلك فإن استطلاعات الرأي ترجح إجراء جولة إعادة في يونيو المقبل. ومن جانبه، أعرب بوروشينكو عن تأييده لاستمرار عملية «مكافحة الإرهاب» التى تشنها الحكومة فى شرق البلاد ضد انفصاليين مسلحين موالين لروسيا. وأبدى بوروشينكو استعداده للتعاون الوثيق مع رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك لإعادة الاستقرار في الجمهورية السوفييتية السابقة، وأعرب عن تأييده لاستمرار عملية مكافحة الإرهاب بسبب «ضرورة استعادة النظام والقانون في البلاد»، ووعد بوروشينكو في حالة فوزه بمواصلة سياسة الحكومة الحالية تجاه أوروبا. وفي سياق متصل، أبدت تيموتشينكو تأييدها لسرعة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وأوضحت أنها تعتزم فى حالة فوزها في انتخابات الرئاسة طرح انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلنطي «الناتو» على استفتاء شعبي، قائلة: «لابد وأن توضح أوكرانيا أين تقف». ومن جانبه، أكد ياتسينيوك، على نزاهة وشفافية الانتخابات الرئاسية، وأوضح خلال اجتماعه مع وزيري خارجية بالاتحاد الأوروبي أنه على الرغم من خطط الانفصاليين لإفساد الانتخابات في المناطق الشرقية التى يسيطرون عليها، إلا أنه أعرب عن ثقته في أن الأغلبية سوف تعارض الإرهابيين. وتعتبر كييف هذه الانتخابات الأهم منذ استقلالها عام 1991حيث إنها تريد عودة الاستقرار للبلاد، كما أنها محاولة لوضع حد لصراعها مع روسيا. ويأمل قادة كييف الموالين للغرب فى أن تعيد الانتخابات الاستقرار للجمهورية السوفييتية السابقة بعد ثورة أطاحت بالرئيس السابق الموالي لروسيا. وتعهدت السلطات الأوكرانية بالتصدي لعمليات الانفصاليين، لكن من المتوقع أن تشهد الانتخابات أعمال عنف دامية بين مؤيدي روسيا ومعارضيها. وفى واشنطن، رفضت الولاياتالمتحدة الاقتناع بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة في سان بطرسبرج قال فيها إنه يريد تحسين العلاقات مع الغرب، وأشار إلى أنه سيقبل نتيجة انتخابات الرئاسة الأوكرانية. وأكد جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أنه يتعين على الكرملين إثبات قبوله نتيجة الانتخابات التي تجري في أوكرانيا من خلال العمل مع الحكومة الجديدة ومع أي شخص ينتخب رئيسا لأوكرانيا. على صعيد آخر، سلطت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الضوء على الجهود المضنية التي يبذلها الرئيس الروسي من أجل تطوير جيش بلاده، والذي يعتقد أن روسيا كقوة عالمية يجب أن تكون قادرة على استعراض قواها العسكرية. وذكرت أن عملية نشر بوتين مؤخرا 40 ألفا من قواته المجهزة جيدا على الحدود مع أوكرانيا في خطوة هي الثالثة من نوعها تشير إلى أنه لا نية للانسحاب الفوري من هناك.