(الآثر) هو معرض للفنان المصري جمال مليكة المصرى الجنسية والإيطالى الإقامة المقيم في ميلانوبايطاليا منذ أكثر من 35 عاماً وضم المعرض 25 عملا تصويرياً بخامات وتقنيات مبتكرة واستضافته قاعة كحيلة آرت جاليري بالمهندسين، ولد الفنان بالقاهرة التي أمضي فيها طفولته وصباه متلقيا مراحل تعليمه الأساسي بها, وقد ظهر شغفه وولعه بالفن منذ نعومة أظافره وتم اختياره في السابعة من عمره ليشارك في مركز القاهرة للموهوبين الذي كان يرأسه آنذاك العديد من أعلام الفن المصريين كحامد ندا وراغب عياد وغالب خاطر؛ و بانتهاء فاعليات هذا المنتدى تم تكريم الفنان الصغير في حفل رسمي حضره وزير الثقافة وحصل على شهادة تقدير عن جدارته. وعندما أتم مليكة التاسعة عشر من عمره انطلق في رحلته الأولي إلي ايطاليا بموجب منحة دراسية مقدمة له من قبل الحكومة الايطالية و تحت الإشراف العلمى للبعثات بوزارة التربية والتعليم بعد أن حصل علي دبلومة الجرافيك من مصر. ....................... انطلق الفنان الشاب إلي ايطاليا مفعما بالأمل ومحملا بالطموح وبدأت الرحلة من التي وجد فيها الكثير من المدنية والتحضر؛ وبالرغم من صعوبة الأيام الأولي بكل ما بها من حنين وشغف للوطن فلقد بدأ مليكة دراسته الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة ببريرا إلي أن حصل علي درجة الدكتوراه في التصوير بدرجة امتياز واستطاع من خلال أعماله الأولي أن يوسع دائرة بحثه ويصنع لنفسه اتجاهات خاصة به ميزت أعماله كرغبته في التعبير عن سفر الرؤيا والبعث و الحياة ما بعد الموت وهو ما اختاره محورا لمعارضه الأخيرة. ....................... وفي رغبة قوية منه لتعميق نظرته الفنية فلقد استكمل جمال دراساته مرة أخري بأكاديمية الفنون الجميلة ببريرا بميلانو وحصل مرة أخري علي شهادة الدكتوراه وكانت هذه المرة في فن رسم المشاهد المسرحية والتليفزيونية والمالتى ميديا, ولم يكتف مليكة بهذا, فبجانب دراساته الأكاديمية للفنون كان يعمل فى فن رسم المشاهد المسرحية والتليفزيونية بالمسرح الغنائي الصغير بميلانو والقنوات التليفزيونية (الميديا ست) وهو بث تليفزيوني إيطالي مملوك لرئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني, وكان مليكة قد أعد له ديكورات لمجموعة من البرامج التليفزيونية التي تعرض فكرته؛ وفي تلك السنوات المملوءة بالإنجازات والابتكارات والمفعمة بالنجاح في ميلانو تم تنظيم أول معرض فني كبير خاص به بأحد المحافل الفنية الكبرى: بجاليرى» نادي الهواة» وتحت إشراف اثنين من النقاد الفنيين بايطاليا وهم:- »ماريو مونتيفيردي» و»ايميديو بيترافورته» وقد قام بافتتاح المعرض كل من القنصل العام وسفير جمهورية مصر العربية بميلانو آنذاك السيد «إسماعيل مخلوف» ولعل هذا المعرض كان البداية الحقيقية لمليكة حيث منحه فرصه عرض أعماله علي نطاق واسع سواء داخل ايطاليا أو خارجها, وكان هدفه من أعماله يتلخص في الاستقلالية عن الاتجاهات الفنية الأخرى من خلال محاولته تحقيق الموازنة بين رؤيته الشخصية والتعبير الواقعي, ولعل تفرده هذا هو ما جذب إليه عالم الآثار والناقد الفني الكبير الراحل كمال الملاخ الذي هيأ له افتتاح أول معرض خاص به في القاهرة تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية, وبإدارة الفنان والناقد الراحل احمد فواد سليم, وفي غضون وقت قصير كان مليكة قد تشبع بنمط الحياة المصرية والإيطالية وتألق بمستوي فنى ثم توغل إلي نطاق الساحة العالمية بعد أن افتتح في قلب مدينة ميلانو الإيطالية جاليرى دائما لعرض أعماله الفنية؛هذا الجاليرى الذي كان محط أنظار العديد من الخبراء والهواة من كافة أنحاء العالم؛ وبمرور الوقت استطاع مليكة أن يحقق لنفسه مكانه عالية بفضل اجتهاده وكذلك بفضل قدراته الفنية العالية, تلك القدرات التي أهلته للمشاركة في الألبوم الذهبي لفناني إيطاليا الذي يضم العديد من الفنانين البارزين من كافة أنحاء ايطاليا, ولم تتوقف النجاحات عند هذا الحد؛ فلقد تم تكريم مليكة في العديد من المحافل الرسمية وكان الاجنبى الوحيد بايطاليا الذي حصل 7 مرات علي ميدالية رئيس الجمهورية الإيطالية في عهد كل من اليساندرو بيرتيني, فرانشيسكو كوسيجا, اوسكار لويجي سكالفارو وكارلو ازيليو تشامبي, كذلك حصل علي ثلاث ميداليات فضية من قداسة البابا يوحنا بولس الثاني «كارول جوتيلا»، وحصل أيضا على جائزة بيننالى القاهرة بمشروع داخل الباركود، كما حصل على جائزة النقاد الإيطاليين كنحات العام 2011 والتي تمنحها جريدة إل جورنال. ....................... ولم يتوقف قطار التكريمات عند هذا الحد, فالمحطات كثيرة ومن أبرزها: جائزة الفنون المقدمة من مجلة فنية شهيرة تصدر من دار نشر جورجو موندادوري لعامين متتاليين؛ جائزة أوربا للفنون من مدينة بورميو؛ جائزة تذكارية تحمل اسم جائزة النهضة الإيطالية من مدينة جروبي كاريولي؛ جائزة مالينفيرني المحلية وكذلك جائزة من مدينة سانثيا؛ جائزة الريشة الذهبية من مدينة رافيننا؛ جائزة ألباليته الذهبية من مدينة مارينا دي رافيننا؛ جائزة الضفدع الذهبي من مدينة سارتيرانا ليمولليننا؛ ميداليتين ذهبيتين من مدينة مارتينسيكورو؛ جائزة الصياد الفضي من بلدية ميلانو؛ كذلك كان له نصيب أيضا من الألقاب الشرفية, علي سبيل المثال» أستاذ الريشة» من مدينة ناردو,عضو معرض الفنون الدائم بميلانو, الميدالية الشرفية التقديرية امبروجينومن مدينة ميلانو ....................... قال لوتشيا ميسينا عن مليكة :- «هذا هو جمال مليكة الفنان الذي يحمل الاختلاف والأصالة, الذي ينصهر مع المادة ويتفاعل مع اللون, الذي ينقش بالرموز ويعطي الروح لرسوماته, ويشكل التعبيرات المختلفة لأعماله النحتية. فلقد منحنا جمال مليكة بأعماله نظرة مختلفة لأماكن عامرة بالتاريخ, نظرة مختلفة لمصر بلد الشمس الساطعة مقر ميلاده ونشأته, للزمن الماضي بكل جماله. فرواسب وبقايا الزمن الماضي التي مازالت عالقة به وبوجدانه هي التي شكلت التاريخ الذي عمل مليكة علي إظهاره ونقله لنا في أعماله من خلال ترجمة أحاسيسه وما بقي له من ذكريات, فلوحاته تتميز بقدرتها الفائقة علي التأثير فيمن يراها كذلك أعماله النحتية التي تتميز بالبروز الضئيل والبساطة تلك التي برع فيها أجداده وأسلافه من الفراعنة وملئوا بها المعابد, وربما تكون تلك الخطوط هي التي كانت وراء ترشيح مليكة لتمثيل مصر في العديد من المعارض الدولية كخير سفير للفن المصري القديم والمعاصر.