قالت:أشعر بندم شديد لأننى منذ سنوات فرطت فى قلب رجل احبنى بجنون واصابتنى حالة من التعالى والغرور اساءت لكرامته وانسحب من حياتى ولم يحاول ان يدق بابى مرة اخرى.. كنت يومها فى ريعان شبابى امرأة جميلة يطوف الرجال حولى كالفراشات والشىء الغريب انه فى نفس اللحظة التى انسحب فيها شعرت بندم شديد وتخيلت اننا يمكن ان نعود ولا ادرى اين ذهب واى ارض تحتويه الآن..لقد تصورت ان مواكب العشاق والمحبين سوف تتزاحم على بابى وان الرجل الذى احبنى مجرد صفحة يمكن ان تتكرر ولكن للأسف الشديد اننى بعد ان انتهى كل شئ ومرت علينا الأيام لم يدق قلبى لرجل غيره رغم اننى مازلت جميلة ومازال العمر امامى..احيانا اقول لنفسى فى لحظات الندم إن هذا ذنب رجل احبنى ولم اقدر مشاعره وكان جزائى ان اجلس وحيدة استرجع ذكرياتى معه..لقد بحثت عنه كثيرا ولم اعرف له مكانا وقال لى الأصدقاء إنه هاجر الى دولة اوروبية ولم يرجع منذ افترقنا. قلت:فى احيان كثيرة لا نعرف قيمة الأشياء وهى بين ايدينا وفى شبابنا نصاب بحالة من الغرور تجعلنا لا نفكر كثيرا فى الآخرين، إننا فقط نرى انفسنا وحين تتسرب الأشياء منا وتختفى نشعر بالفراغ ثم نشعر بالوحشة ثم يحتوينا الندم..وليس لدى شىء انصحك به الآن غير الانتظار لأن الرجل الذى ادميت كرامته وتعاليت عليه لن يعود اليك خاصة ان سنوات العمر قد طيبت جراحه وربما وجد امرأة غيرك تسعده وتجدد شباب ايامه..كان من الممكن ان تبقى بينكما خيوط من المودة وانا دائما انصح الآخرين بأن يحافظوا على شىء من الود وهم يودعون بعضهم لأن من لا احتاجه الآن قد احتاجه غدا ومن اسأت اليه اليوم قد اطلب الصفح منه غدا..وليس لدى وصفة سحرية لكى تجدين رجلا يحبك مثل هذا الحبيب المسافر..إن الحب حظوظ وصدفة جميلة فى الحياة وحين يدق بابنا فهو يأتى بلا استئذان وحين يمضى دون ان يصافحنا او يترك لنا عنوانا فهذا يعنى ان علينا الانتظار حتى يجئ زائر آخر وقد لا يجئ . لمزيد من مقالات فاروق جويدة