وقع الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" الإسبوع الماضى قانونا ، يحظر إستخدام الألفاظ النابية والعبارات البذيئة فى وسائل الإعلام الجماهيرية المرئية والمسموعة ، والأفلام والمسارح ودور العرض العلنى للأعمال الفنية فى روسيا . القانون يحظر أيضاً منح الأفلام المخالفة ترخيصاً بالعرض فى دور السينما، و يمنع توزيع وبيع نسخ عن الأعمال المرئية والمسموعة ، إذا لم تكن ممهورة بتحذير يكشف احتواءها على عبارات بذيئة. ويفرض القانون على المخالفين غرامة مالية تصل إلى 2500 روبل على الأفراد العاديين ، وإلى 5000 روبل على المسئولين ، و 50 ألف روبل على المؤسسات والشخصيات الاعتبارية ، ولم يتوقف الأمرعند هذا الحد ، بل نص على مضاعفة الغرامة المالية فى حال تكرار المخالفة ! هذا مافعله رئيس أكبر دولة عرفنا أنها "شيوعية" فى العالم ، وهذا هوالرئيس الذى ينتمى إلى العالم الحر، الذى يرى البعض أن كل شئ مُتاح فيه بعيداً عن منظومة القيم الأخلاقية ، بينما نتغنى نحن ليل نهار بأننا نحمل أثقل منظومة قيم أخلاقية جاء بها التاريخ . هذا ماقام به رئيس الدولة الشيوعية ، بينما أصبحت ممارسة البذاءة لدينا ، وكأنها أصبحت إسلوب حياة ، ودستور لتعاملاتنا اليومية ، ومعها باتت وسائل إعلامنا لا تكرر هذه البذاءات ، بل وتُجود فى الوقت نفسه فى إبرازها.
من هنا تحولت موجة أفلامنا الجديدة إلى معرض لأقبح العبارات ، والأفكارعلى مر عصورنا ، والغريب أن بعضنا يدافع عنها من باب الدفاع عن حرية التعبير والرأى ، وأنها تُعد إنعكاساً لواقع لإصلاحه ! فى الدولة الشيوعية ينظرون إلى "الألفاظ النابية والعبارات البذيئة" على أنها أمر مرفوض ، وتستحق المُخالفة وأن الدولة لابد أن يكون لها دور ، وأدوات لمواجهة خدش حياء المُتلقى ، إن كان لايريد هو سماع مثل هذه الألفاظ ، بدلاً من مفاجأته بها ، هو وأولاده وأسرته ، مثلما يحدث معنا , ونحن حتى نشاهد برامجاً فى التليفزيونات ، أوفى إعلانات أفلام ، لانذهب لمشاهدتها فى دور السينما فتأتى هى إلينا عبر هذه الإعلانات ، دون تدخل من دولة ، أورقابة ، ليضيع معها جهود أسرة قامت به سنيناً مع أولادها فى بناء أخلاقهم لتضيع فى ثوان معدودة . ليس من المعقول أن تطبق دولة بوتين الإسلام فى بلاده ، بمنع البذاءات عن مواطنيها ، بينما نتركها نحن لتنخُر فى عظام دولتنا ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى