كما تعودت صفحات سياحة وسفر أن تهتم بصناعة السياحة علي مستوي العالم للعلم والاستفادة فإننا اليوم نستعرض أحدث تقرير لمنظمة السياحة العالمية لكن قبله نقول:ن صناعة السياحة العالمية تبدو مثل بطل رياضي يحطم الأرقام القياسية التي حققها هو نفسه في السابق, وعاما بعد عام تعلن هذه الصناعة عن اعداد جديدة من السياح لم تكن تتوقعها من قبل. إ وخلال العام الحالي, من المتوقع أن يصل عدد السياح الي رقم جديد سيظل علامة فارقة في تاريخ هذه الصناعة ألا وهو رقم المليار سائح. وحسب تقرير منظمة السياحة العالمية, فإن صناعة السياحة ستواصل النمو خلال عام2012 وإن كان بنسبة أقل من عام2011 فإنها ستبلغ الرقم السحري وهو المليار سائح في وقت ما من العام. لكن قبل الحديث عن السياحة في عام2012 فإن منظمة السياحة, من خلال تقريرها الذي يعرف بالبارومتر الذي يقيس حال صناعة السياحة, ذكرت أن عدد السياح زاد بنسبة4.4% عام1102 ليصل الي980مليون سائح بعد أن كان الرقم939 مليونا عام.2010 وأشار التقرير الي أن عام2011تميز بسمات محددة, أهمها تراجع النمو الاقتصادي العالمي والأحداث السياسية الهائلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والزلازل الطبيعية كما في اليابان. وعلي مستوي مناطق العالم, كانت أوروبا الأفضل انجازا بنسبة نمو6% مع ملاحظة أن هذه القارة العجوز لاتزيد فيها نسب النمو بشكل عام علي5%. أما منطقة أمريكا الجنوبية, وهي جزء من منطقة الامريكتين فقد حققت طفرة استثنائية إذ زادت نسبة النمو علي10%. وبعكس الأعوام السابقة, فإن السياحة في الدول المتقدمة حققت معدلات نمو أعلي من الدول الواعدة, او التي علي طريق النمو, ويرجع ذلك, إلي النتائج الجيدة التي حققتها القارة الأوروبية بشكل عام والي النكسات التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتعليقا علي ذلك, صرح طالب الرفاعي سكرتير عام منظمة السياحة العالمية بأن السياحة حققت مستويات استثنائية عام2011 برغم الظروف الصعبة التي واجهتها. واستطرد: بالنسبة لصناعة مسئولة مباشرة عن5% من الناتج المحلي الاجمالي وعن6% من الصادرات العالمية وعن توظيف واحد من كل21 شخصا في الدول المتقدمة والنامية علي السواء, فإن هذه النتائج مشجعة وتأتي في وقت يحتاج فيه العالم بشدة الي زيادة النمو الاقتصادي وايجاد فرص عمل جديدة. لكن ماذا يقول تقرير البارومتر بشكل محدد؟ يشير التقرير الي أنه بالرغم من عدم التعيين الاقتصادي, فإن عدد السياح الذين زاروا أوروبا عام2011 بلغ503ملايين سائح أي أكثر من نصف عدد السياح في العالم خلال ذلك العام(980مليون سائح اجمالي عدد السياح عام2011). وأوضح التقرير أن أوروبا استأثرت ب82 مليون سائح من بين ال14 مليون سائح الذين زادوا عالميا عام2011 بالمقارنة بالعام الذي سبق. كانت أوروبا الوسطي والشرقية وأوروبا المطلة علي المتوسط هي الأفضل في نسب النمو اذ بلغت8%. وقد استفادت دول أوروبا المطلة علي البحر المتوسط من تراجع معدلات السياحة في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا بسبب الثورات المعروفة بالربيع العربي أيضا استفادت هذه الدول من تدفق السياح عليها من الدول الاسكندنافية والمانيا والاتحاد الروسي. أما بالنسبة لآسيا والمحيط الهادي, فقد بلغ معدل النمو السياحي6% أي ما يعادل11 مليون سائح زادوا في عام2011عن عام2011 ليصل اجمالي السياح الذين زاروا هذه المنطقة الي216مليونا. وكانت نسبة النمو في جنوب شرق آسيا9% بينما بلغت في شمال شرق آسيا4% لكنها تراجعت الي3% في منطقة الاوقيانوس( استراليا ونيوزيلندا), وذلك بسبب تراجع عدد السياح اليابانيين بشكل خاص. وأشار التقرير الي أنه بالنسبة للأمريكتين فقد بلغت نسبة النمو4% أي ما يعادل6 ملايين سائح زادوا عام2011 ليبلغ اجمالي عدد السياح الذين زاروا هذه المنطقة651 مليونا. وكانت منطقة امريكا الجنوبية هي الأعلي نموا اذ وصل المعدل إلي10% للعام الثاني علي التوالي أما أمريكا الوسطي والكاريبي فقد بلغ النمو فيها4% وهو نفس المعدل عام.2010 وزاد النمو السياحي في أمريكا الشمالية3% ليبلغ عدد السياح الذين زاروا هذه المنطقة100 مليون سائح عام.2011 وحافظت القارة الإفريقية علي نسبة النمو التي تحققها ليصل عدد السياح الذين زاروها الي50 مليون نسمة.. وكانت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء هي الأعلي نموا إذ بلغ المعدل7% وهو ما عوض الخسارة التي تكبدتها منطقة شمال إفريقيا اذ بلغ التراجع في النمو(-12%). وعن الشرق الأوسط, أشار تقرير البارومتر الصادر عن منظمة السياحة العالمية الي أن المنطقة حققت نموا سالبا هو(-8%) مما جعلها تفقد5 ملايين سائح عام2011 ليصل اجمالي عدد السياح الذين زاروها إلي55 مليون نسمة, وقد واصلت عدة دول مثل السعودية وسلطنة عمان والامارات العربية تحقيق النمو. واشار بيان صدر عن المنظمة الي أن هناك دولا حققت معدلات نمو عالية, منها الولاياتالمتحدة(12%) وإسبانيا(9%) وهونج كونج الصينية(25%) وبريطانيا(7%) أما الدول الاكثر انفاقا علي السياحة فكانت الصين بنسبة نمو(38%) وروسيا(21%) والبرازيل32%) والهند(32%) وبالنسبة للدول الناضجة, فان معدلات الانفاق كانت أقل وعلي سبيل المثال بلغ الانفاق الألماني علي السياحة(4%) والأمريكي(5%). وبعد أن سلط التقرير الضوء علي نتائج عام2011, انتقل الي توقعات الخبراء الذين يعدون تقرير البارومتر لما سيحدث عام.2012 وتوقع الخبراء أن يتواصل النمو ولكن بوتيرة أقل, حيث سيزيد عدد السياح بنسبة تتراوح بين3 و4% ليصل إلي رقم تاريخي لم يتحقق من قبل وهو مليار سائح بنهاية العام الحالي. كما توقع الخبراء أن تسترد الدول الناشئة أو الواعدة اقتصاديا المقدمة من الدول الناضجة اقتصاديا, وسيكون معدل النمو أعلي في منطقة آسيا والمحيط الهادي وإفريقيا(4%) يلي ذلك الأمريكتان وأوروبا( من2 إلي4%) أما الشرق الأوسط, فإن الخبراء توقعوا أن تتراوح نسبة النمو من صفر في المائة إلي5% وقالوا إن المنطقة ستبدأ في استعادة جزء من الخسارة التي تكبدتها عام.2011 نفس هذه التوقعات, أكدها مؤشرها الثقة الذي تصدره منظمة السياحة العالمية, حيث اشارت لجنة تتألف من400 خبير من أنحاء العالم الي أن قطاع السياحة سوف يحقق نتائج إيجابية عام2012 لكنها أعربوا عن اعتقادهم بأن هذا النمو سيكون أقل من العام الماضي. وقد حثت منظمة السياحة العالمية حكومات العالم علي النظر في تحسين قدراتها علي تسهيل عمليات سفر السياح من خلال استخدام التكنولوجيا في منح السياح التأشيرات بسرعة, وكذلك تسهيل عمليات كتابة البيانات وأيضا توقيت إصدار التأشيرات. وأكدت المنظمة أن من شأن هذا التحسن أن يزيد من اقبال السياح علي السفر, الأمر الذي سيؤدي الي زيادة النمو الاقتصادي. [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار
