قضية البحث العلمي في مصر ستظل في مقدمة القضايا المهمة في منظومة التعليم لما لها من أهمية كبري علي المستوي التعليمي والبحثي والانتاجي.. وترك هذه القضية لسنوات طويلة مضت دون وضع الحلول والمخصصات المالية لها جعلها تتراجع الي الخلف ولا تقوم بمهمتها الضرورية التي تمس كافة قطاعات الدولة والمجتمع. وأصبح الآن الأمل في شباب الباحثين لتأدية دورهم المنتظر منهم خلال المرحلتين الحالية والمستقبلية خاصة بعد أن أعدت الدولة استراتيجية جديدة للبحث العلمي والتكنولوجيا وإعادة هيكلة هذا القطاع الحيوي والمهم.. واصبح مطلوبا من هذا الشباب إعطاء الوقت والجهد في اثراء العملية البحثية لأن نتائج هذا القطاع تظهر اثاره بعد سنوات حيث تحتاج ايضا الي جهود لتحويل البث إلي منتج حقيقي يحرك الاسواق المتعطشة إلي منتجات مصرية تنافس بها اقليميا ودوليا. وخلال الزيارة التي قام بها الوفد المصري الاسبوع الماضي لايطاليا في اختتام العام المصري الايطالي تأكد الأمل المنتظر من مصر لشباب الباحثين الذين يحتاجون فقط الي الرعاية والتحفيز والمحافظة عليهم واعطائهم الحرية الكاملة في العمل دون محاربة بعد عودتهم من منحة الماجستير والدكتوراة في الجامعات الدولية خاصة ونحن نري الدور والجهد الكبير الذي يبذلونه داخل المعامل والورش في هذه الجامعات ومدي الاهتمام والرعاية التي يقوم بها علماء هذه الجامعات لابنائنا خلال مرحلة الدراسة هناك وهي عكس ما يجدونه بعد عودتهم إلي جامعاتنا في مصر حيث يعمل عدد كبير منهم حتي الساعات الاولي من الصباح وقد شاهدت ذلك ايضا في جامعات اليابان والمانيا وبالإضافة إلي ايطاليا. والحقيقة التي نؤكد عليها هي الشكوي المستمرة من هؤلاء الباحثين الشباب الذين دفعتهم الدولة الي الخارج للحصول علي هذه الدرجة العلمية أو في مهام أخري مثل مبادرة الشهور الثلاثة أو الستة للمعيدين أو المدرسين المساعدين لجمع المادة العلمية والتعرف علي احدث العلوم في تخصصاتهم من محاربة اساتذتهم لهم باشكال مختلفة بدلا من احتضانهم وهو الذي يؤثر بشكل كبير علي حجم الانجاز للبحث العلمي في مصر سواء في الجامعات أو المراكز البحثية. وقد لمسنا خلال الزيارة لروما مدي الاهتمام الكبير من الوزراء المسئولين ورؤساء الجامعات هناك بالتعاون مع مصر والاشادة المستمرة من بابنائنا الدارسين في الخارج حيث أجريت المباحثات المصرية في فيلا مدام وهو أعرق الاماكن المهمة في روما وله تاريخ عريق يستقبل كبار رجال الدول والمسئولين واشاد وزير الخارجية الايطالي بدور مصر المهم والمحوري والرئيسي في المنطقة العربية وافريقيا والعالم والمشاركة خلال المرحلة المقبلة في كافة المشروعات التي تم الانفاق عليها بين الجانبين في الطاقة والمياه والغذاء وغيرها. وخلال لقاء الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي الدولة للبحث العلمي مع الدكتورة ماريا ستيلا جيسلمين وزيرة التعليم والجامعات والبحوث الايطالية مركز علي6 نقاط رئيسية وعلمية للتعاون في المرحلة المقبلة تتعلق بالتعليم الفني والتكنولوجي التي تحتاج إليه مصر بشدة في المرحلة المقبلة وايضا ايطاليا والاستفادة من الخبرة الايطالية في هذا الجانب وتكوين مجموعات عمل بين الجامعات المصرية والايطالية ومراكز البحوث لتنفيذ كافة المشروعات التي تم الاتفاق عليها في مجال الطاقة والغذاء والتعليم والبحث العلمي والمياه وانشاء مراكز وكراسي للتميز في بعض المجالات وتحديد اشخاص نقطة اتصال بين الدولتين وانشاء درجات علمية مشتركة في مجالات التعليم والبحث العلمي والاسراع في تنفيذ وانشاء الجامعة المصرية الايطالية التي بدأت اجراءاتها بعد قرار الانشاء. وقد اتفق الدكتور هاني هلال مع وزيرة التعليم الايطالية علي تنفيذ عدد من المشروعات التي اسفر عنها العام المصري الايطالي2009 في العلوم والتكنولوجيا ومجالات الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية والوقود الحيوي والنانوتكنولوجي والزراعة والتكنولوجيا الحيوية. كما اتفق الجانبان المصري والايطالي خلال الاجتماع الذي عقد بالعاصمة الايطالية روما في أختتام العام علي التعاون خلال المرحلة المقبلة في مجال الفضاء والاستشعار عن بعد وتدريب عدد من الشبان المصريين الباحثين في مجالات الهندسة والكيمياء والكهرباء لمدة عام في مركز الطاقة والعلوم الحديثة في روما ليكونوا نواة واساسا لبداية عمل مشروعات نموذجية في مصر في مجالات الطاقة الشمسية والوقود الحيوي والكهرباء والتي بدأت بالفعل خلال هذا العام تنفيذها بالتعاون بين الشركات الصناعية في مصر وايطاليا وأثرت البحث العلمي مع الصناعة بما ينعكس علي المجتمع وخدمة الاقتصاد المصري. وأوضح الدكتور هلال أن مصر تسعي بشكل علمي إلي زيادة نوعية الابحاث العلمية التطبيقية من خلال الجامعات والمراكز البحثية في مجالات الطاقة والزراعة وفقا لخطة الدولة والتي اعتمدها المجلس الأعلي للعلوم والتكنولوجيا برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وتسير وفقا لذلك في اتجاه عقد الاتفاقيات مع الدول المتقدمة خاصة خلال العام المصري للعلوم والتكنولوجيا بما يعود بالنفع علي الصناعة المصرية ويخدم خطة الدولة. واشارت الوزيرة الايطالية إلي أن العام المصري الايطالي اسفر عن العديد من المشروعات بين الجانبين وكذلك في التعاون مع الجامعات المصرية وانشاء الجامعة المصرية الايطالية التي تم توقيعها يوليو2009 بشرم الشيخ بالإضافة إلي الدرجات العلمية المشتركة في اللغات والعلوم الانسانية بين الجامعات الايطالية المصرية.. واكدت نجاح العام في تنفيذ العديد من الاتفاقات العلمية بين الجانبين وضرورة العمل بين الدولتين في مجال التعليم الفني لحاجة البلدين الي تخريج العمالة المدربة الفنية القادرة علي التطوير واستيعاب العلوم الحديثة. وخلال المباحثات أشار السيد فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي إلي دور مصر المهم والمحوري والرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وعالميا والدور القيادي والريادي خاصة تفهمها لجميع القضايا المحلية الاقليمية والعالمية, حيث اتاح إقامة العام المصري والايطالي للعلوم والتكنولوجيا التقارب الكبير والعمل من خلال خطة استيراتيجية بين الجانبين ووضع العديد من المشروعات المهمة في اطارها التنفيذي خاصة البحث العلمي والمشروعات البحثية. وقال إن مصر وايطاليا يعتبران قوة عظمي ثقافية, وكذلك في مجال العلوم والتربية والثقافة مطالبا بالاستمرارية في فتح الجسر بين البلدين في جميع المجالات وتكوين مجموعة من العلماء المصريين والايطاليين في مجال البحث العلمي للعمل بشكل مستمر. وحول العمل التكنولوجي والابحاث العلمية خلال العام والمرحلة المقبلة أوضح الدكتور طارق حسين رئيس اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ان ماتم انجازه خلال المرحلة السابقة يفوق التوقعات وان المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من المشروعات المشتركة التي اسفر عنها العام خاصة في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والجديدة والطاقة الشمسية والوقود الحيوي والنانوتكنولوجي والزراعة والتكنولوجيا الحيوية والتعاون في الفضاء والاستشعار عن بعد والاتفاق بين الجانبين علي تدريب عدد من الشباب المصري الباحثين في مجالات الهندسة والكيمياء لمدة عام في مركز الطاقة والعلوم الحديثة في روما ليكونوا نواة وبداية عمل مشروعات نموذجية في مصر في مجالات الطاقة الشمسية والوقود الحيوي والتي بدأنا بالفعل تنفيذها بالتعاون من الشركات الصناعية في مصر وايطاليا. واكد السفير المصري في روما السيد اشرف راشد حرص الدولتين علي توثيق الصداقة والحفاظ علي الاستمرارية والتشاور وان التعاون في مجال البحث العلمي سوف يشهد في المرحلة المقبلة قفزة هائلة في المجالات العلمية بهدف تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاعات حيوية مثل الصحة والطاقة الجديدة والمتجددة بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية, بالإضافة إلي التنمية الزراعية, وكذلك التعليم الذي يمثل إحدي الركائز الاساسية لعملية التنمية الشامله السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجاري تنفيذها في مصر وأولويات التعاون المشترك, وان إنشاء الجامعة يعد نموذجا يحتذي به في منطقة جنوب المتوسط والاهتمام بتعليم اللغة الايطالية. وآشار الدكتور أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس الي التعاون المشترك مع الجامعات الايطالية وتطوير مفردات اللغة بكلية الألسن والزيارات المشتركة بين اعضاء هيئات التدريس والطلاب والمنح الدراسية والمهمات العلمية تؤكد أن هناك1791 طالبا في قسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن عن العام الدراسي الحالي وسيتم العمل خلال المرحلة المقبلة علي تشجيع التبادل بين الباحثين في المجالات المتفق عليها. وأكد الدكتور ماجد الشربيني مساعد الوزير للبحث العلمي أن الاتفاقيات المشتركة بين الجانبين في مجال البحث العلمي والتكنولوجي خلال المرحلة المقبلة والاهتمام بعدد من المشروعات خاصة في مجال الطاقة هي إحدي الركائز والأولويات في مصر خلال المرحلة المقبلة والاهتمام الكبير الذي توليه المراكز البحثية في مصر, بالإضافة إلي الغذاء والمياه. وأوضح الدكتور اشرف شعلان رئيس المعهد القومي للبحوث أن الابحاث العلمية ذات الاهتمام المشترك من خلال8 نقاط رئيسية في مجالات الزراعة والدواء والكيمياء الحيوية والهندسة وضرورة الاهتمام وتركيز الابحاث العلمية حولها لإحداث طفرة في هذه المجالات خاصة وأنها ثرية علميا وذات تشعبات متعددة تحتاج الي جهود بحثية وعلمية. وتطرق الدكتور عبدالرحمن صلاح الدين المدير التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بوزارة الكهرباء والطاقة إلي الجهود الجارية والاستمرارية من خلال توقيع الشركة القابضة لكهرباء مصر وهيئة الطاقة علي مذكرة تفاهم مع إحدي الشركات الايطالية العملاقة للتعاون في مجالات المعرفة التكنولوجية والاطلاع علي التطور في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح, بالإضافة إلي أنشطة البحث في تكنولوجيا المركزات الشمسية والتكامل في هذا المجال الحيوي. وقال الدكتور طه مطر مدير المكتب الثقافي المصري ومدير البعثة التعليمية بروما ان العام المصري الايطالي غطي فعاليات الانشطة والتعاون في مجالات الطب والهندسة والعلوم الطبيعية والزراعة والترميم والفلك والفضاء والطاقة من خلال مشروعات مشتركة وتدريب شباب الباحثين علماء المستقبل في مصر في عدد من المجالات. الحقيقة ان الاعوام التي تم عقدها مع ألمانياواليابان وايطاليا وعام2010 مع فرنسا تؤتي بثمار في البحث العلمي والعمل المشترك في الابحاث العلمية تعود بالفائدة علي علماء مصر من شباب الباحثين خاصة مع مبادرات المستقبل للسفر الي الخارج ما بين3 شهور و6 شهور يمكن من خلالها بالإضافة الي البعثات السنوية أن تخلق قاعدة جديدة للبحث العلمي والباحثين تفيدنا في المستقبل بعد أن أهملنا هذا المجال مددا طويلة فهل يجد هؤلاء الباحثون الشباب المعاونة الصادقة عقب عودتهم الي مصر؟! [email protected]