انا الحكومة .. عبارة قالها الفنان احمد السقا فى فيلم ( الجزيرة ) دلالة على غياب السلطة الشرعية و امتلاكه مفردات القوة و ان لا صوت يعلو على صوته. تذكرت هذه العبارة عندما خرج علينا المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء فى الحكومة المؤقته مؤخرا بقراراته احادية الجانب و المثيرة للجدل فى ظل غياب السلطة التشريعية او البرلمانية ,او حتى لم يتم طرحها للاستفتاء الشعبى !! و ذلك بصفته رئيسا للحكومة و رئيسا للسلطة التنفيذية . و كان اول هذه القرارات .. وقف عرض فيلم " حلاوة روح " و الذى اثار فى حينه جدلا واسعا و خلق فتنة فى الشارع المصرى ما بين مؤيد و معارض .. فهو قرار "غير مسبوق بما يحمله من تجاوزات قانونية لوزارة الثقافة والرقابة على المصنفات الفنية". ويعد اعتداء على حرية الرأي والتعبير".لأن الحفاظ على قيم وثوابت المجتمع ليس دور الحكومة وحدها ولكن هو أمر يقوم به المجتمع بمؤسساته المختلفة ، كما ان هذا القرار روج للفيلم بشكل كبير وصنع دعاية مجانية له، لم يكن ليحصل عليها لو لم يصدر هذا القرار. و ثاني هذه القرارات.. تحديد سعر بيع الغاز الطبيعى المستخدم فى المنازل، بدءًا من اول مايو المقبل.مما سيلحق الضرر بالطبقات المتوسطة والفقيرة من محدودى الدخل، والتى تشكل النسبة الغالبة من الشعب المصرى، بل سيهبط بالطبقة المتوسطة التى ضاعت ملامحها إلى مرتبة الطبقة الفقيرة طالما استمر العبء الأثقل فى إعادة الهيكلة يتحمله محدودى الدخل والفقراء , وكان من الاولى أن ينصب تقليص الدعم وإعادة هيكلته على رجال الأعمال وذوى الدخول المرتفعة والشركات متعددة الجنسيات كثيفة الاستهلاك للطاقة والتى تستفيد من دعم الوقود حاليا . والسؤال المطروح الان هو : لمصلحة من اتخاذ مثل هذه القرارات النارية التى من شأنها اثارة حفيظة المواطنين و اشعال الغضب فى الشارع المصرى فى هذا التوقيت الصعب خاصة و اننا على اعتاب مرحلة فارقة فى تاريخ مصر وعلى بعد خطوات قليلة من الانتخابات الرئاسية ثم تليها انتخابات برلمانية شرعية. فهل نتريث قليلا لنلتقط الانفاس حتى تكتمل صورة الدولة فتستقيم الامور,و يتحقق الاستقرار !! لمزيد من مقالات عادل زغلول