تحذير شديد اللهجة موجه من كتيبة أنثوية الى معشر ذكورى أصابه الوباء فى مقتل حتى تليفت رجولتهم وتجلطت نخوتهم، احترسوا من حنقة حواء حين يفيض بها الكيل وتتضخم غدد الصبر لديها بعدما أصبح الكثير من أبناء آدم لا يجيدون الا ممارسة فنون التحرش قولا وفعلا. و أصبح الزوج متحرشا مع سبق الاصرار جوه البيت وبره البيت ! أنت زوج.. هذا يعنى أنك محظوظ بحكم الظروف الاقتصادية القهرية والضغوط العصرية فى الاستمتاع بكافة حقوقك الانسانية والغرائزية ايضا بطريقة شرعية ، ورغم كل ما سبق تستسلم بكل فجاجة لاختلاس ما ليس لك ممن لسن من حقك... اذن فأنت مريض بداء التخمة الحيوانية فما بالك عزيزى القارئ بالزوج الذى يتحرش بزوجته؟ انها مآساة بكل المقاييس الطبيعية... فحين يكون التحرش فى معناه اللغوى «هو مضايقة الآخر دون رضا منه سواء بالقول او بالفعل او حتى بالنظر» فكم يكون تعداد الأزواج المتحرشين فى بلاد الشرق ، كم شخص تربى على موروثات مهترئة توجب استسلام الزوجة لرغبات الزوج خشية من غضب الله ولعنة الملائكة، رغما عن تعمد ديننا الحنيف أن يوصى بالنساء خيرا واستخدام رسولنا الكريم كلمة «رفقا بالقوارير» فى خطبة الوداع، وقول الله تعالى فى سورة البقرة «وقدموا لأنفسكم»، فمن أين جئتم بعبثكم فى التعامل مع الزوجات وكأنهن جوارى عليهن السمع والطاعة والامتثال لكم تحت أى ظرف، ألا تفيقوا من مثل هذه الخزعبلات أم انكم تعانون من تلوث ذهنى وجينات وراثية عشوائية لا شرقية ولا غربية !
ثم ماذا عن كل تلك العضلات الذكورية التى تنتفخ فى ألسنتكم حين ترددون «من حقى أتجوز أربعة» وكله بشرع الله.. والله بريء من أفعالكم، هو جنابك قادر على واحدة؟ عندك وقت تحاورها وتتناقش معاها؟ عندك وقت تداعبه ؟ فى ظل كل هذه الضغوط الحياتية، لماذا يغلبك الوهم فترتدى عباءة فرعون ، وما يثير الدهشة أن يجيء تبرير ك على هذا النحو «الست بعد الجواز بتتبدل وتتنفخ وتنشغل بالبيت والاولاد .. وحينها يصبح الزواج من أخرى أقصر الطرق للحلال والله جميل يحب الجمال»! والى هؤلاء اقول: استحلفك بالله ان تنظر فى أقرب مرآة لترى نفسك بوضوح وقد انتفخ «كرشك» وتطاير بعض من شعر رأسك بينما أبيض الآخر، فاذا كنت تنشد الجمال فهى الأخرى تنشده كانسانة لها حواس ترغب فى اشباعها ولكن ما باليد حيلة كل واحدة بترضى بنصيبها «يعنى رضينا بالهم والهم بيتنطط علينا»، ناهيك عن ان سيادتك السبب الرئيسى فيما آلت اليه أحوالها الشكلية حتى تمنحك لقب «رب أسرة» وتسمعك أعظم كلمة على الاطلاق «بابا» وأن الأمر بيدك.. وفر لها خادمة لشئون المنزل ومربية للأطفال واشتر لها ثيابا من بيوت الأزياء العالمية وقنينات من العطور الفرنسية، حينها أعدك أن تصبح مارلين مونرو «يعنى على قد لحافك مد رجليك».
فيا معشر الرجال استقيموا يرحمكم الله ولا يغرنكم مخصصاتكم الجسمانية فالمرأة المصرية بالفطرة قوية ولا تحسبوا صمتها ضعفا فما هو الا هدوء يسبق عاصفة تسونامية هادرة .. لقد سئمنا من جعبة الموروثات الثقافية تلك التى عفى عليها الزمن وتحللت بفعل العوامل الثورية، وحين تنتهى المؤسسة الرئاسية من اقرار وتفعيل قانون التحرش فى الاماكن العامة – يا مسهل – سنبدأ معركتنا فى تجريم التحرش فى بيت الزوجية.. وسيحدث !