قالت مصادر سورية ل الأهرام ان اشتباكات عنيفة وقعت يوم أمس في العاصمة السورية دمشق بين قوات الأمن والجيش السوري الحر الذي يضم المنشقين عن جيش النظام في منطقة الغوطة التي يقع فيها مطار دمشق الدولي مما أدي إلي اغلاق المطار. وقالت المصادر من داخل دمشق انه سمعت أصوات انفجارات واطلاق رصاص من منطقة الغوطة الشرقية ظهر أمس. وشيع الآلاف من أهالي مدينة اللاذقية جثامين أربعة أطفال فيما نقلت والدتهم إلي المستشفي جراء إحراق منزلهم علي أيدي قوات النظام السوري. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها تنسيقية اللاذقية في صفحتها علي موقع فيسبوك, حشودا من المواطنين يهتفون لإسقاط النظام السوري الحاكم وإعدام الرئيس السوري, فيما علت أصوات التكبير من بعض المنازل, مع خروج المشيعين, وسط غضب شعبي لما اعتبروها جريمة أخري تضاف إلي جرائم النظام. وأعلن نشطاء وسكان في بلدة قريبة من بلدة رنكوس السورية إن القوات الحكومية قتلت33 شخصا علي الأقل في رنكوس الواقعة قرب الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية في هجوم استهدف ملاحقة جنود منشقين عن الجيش. علي الصعيد السياسي, اكدت مصادر عربية رفيعة المستوي أن عرض المبادرة العربية الجديدة الخاصة بسوريا علي مجلس الأمن غدا الثلاثاء لايشكل تحريضا علي دفع الاممالمتحدة علي تبني الخيار العسكري بما يمهد لتدخل دولي في الاراضي السورية علي غرار النموذج الليبي, نافية بشدة أن يكون قرار وقف عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية أمس الأول خطوة بهذا الاتجاه. وقالت في تصريحات لمندوب الاهرام أن هذاالقرار ليس نهائيا ولكنه مؤقت ويشكل خطوة استباقية لضمان سلامة وأمن المراقبين بعد التهديدات التي أحاطت بهم إثر اصدار فتوي من رجل دين سوري مقيم بالسعودية أهدر فيها دماءهم وتمثل في الوقت نفسه احتجاجا علي تصاعد أعمال العنف من جانبي الحكومة والجماعات المسلحة مما أدي إلي زيادة أعداد القتلي في الأيام الاخيرة. ومن المقرر أن يشارك العربي والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في جلسة خاصة لمجلس الأمن تعقد غدا لبحث التطورات في سوريا, حيث يطلع العربي وبن جاسم أعضاء المجلس علي المبادرة العربية الجديدة التي تم اقرارها في الوزاري العربي الطارئ في22 يناير الجاري. وصرح العربي قبل مغادرته مطار القاهرة الدولي أمس بأنه سيتم عقد عدة لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي للحصول علي دعم المجلس وموافقته علي المبادرة العربية التي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال شهرين تشارك فيها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص علي إجرائها بإشراف عربي ودولي. وفي السياق نفسه, تسارعت جهود المعارضة السورية في نيويورك لدعم مشروع القرار العربي الغربي المقدم الي مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا, وتم عقد لقاءات حثيثة مع مندوبي الدول الأعضاء في المجلس عبر جولات مكوكية لدعم المشروع, وأكد مسئول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض الدكتور رضوان زيادة الموجود حاليا في نيويورك ان مشروع القرار سيحصل علي دفعة قوية مع وصول نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم إلي نيويورك. وأشار إلي أنه في ضوء ذلك هناك احتمال كبير أن يصدر القرار خلال الأسبوع المقبل وفقا لما ذكره عدد من الدبلوماسيين الغربيين. وفي القاهرة, نظمت الجالية السورية أمس وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الروسية في الدقي للاحتجاج علي السياسة الروسية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد, بعد اعلان موسكو أنها ستقف ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بتنحي الأسد. وتأتي الوقفة الاحتجاجية استجابة لدعوة المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الدكتور برهان غليون للاعتصام أمام سفارات وقنصليات روسيا عبر العالم احتجاجا علي دعم الأسد. وفي هذه الأثناء دعا الأمين العام لحركة الكرامة السورية المعارضة في القاهرة معتز شقلب الي المشاركة يوم الخميس المقبل في احياء ذكري مجزرة حماة التي وقعت علي يد الرئيس السابق حافظ الأسد يوم2 فبراير عام1982 في اعتصام أمام بوابة الجامعة الأمريكية في ميدان التحرير,تنظمه الحركة بالتعاون مع تنسيقية المهاجر السوري ويتخلل الاعتصام عدد من الفعاليات والقاء الكلمات واناشيد الثورة السورية.وقال شقلب ان مجزرة حماه هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري وأودت بحياةأكثر من40 ألف شخص من أهالي مدينة حماة, وقد بدأت المجزرة في2 فبراير عام1982 م واستمرت27 يوما. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية والدبابات ثم اجتياحها عسكريا, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة. وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس الطاغية حافظ الأسد.