في السادس عشر من أكتوبر شهر النصر عام1973 وقف الرئيس المنتصر أنور السادات أمام مجلس الشعب ليقول للمصريين: عاهدت الله وعاهدتكم علي ألا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة ولا أتقدم عنها لا أغامر ولا أتلكأ وكانت الحسابات مضنية والمسئولية فادحة لكنني أدركت كما قلت لكم وللأمة مرارا وتكرارا أن ذلك قدري وأنني حملته علي كتفي عاهدت الله وعاهدتكم وحاولت مخلصا أن أفي بالوعود ملتمسا عون الله وطالبا ثقتكم وثقة الأمة. وفي الكنيست الاسرائيلي وبتاريخ20 نوفمبر1977 قال السادات موجها كلماته لمواطني الدولة العبرية: بشروا أبناءكم أن ما مضي هو آخر الحروب ونهاية الآلام, وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة, للحياه الجديدة, حياة الحب والخير والحرية والسلام. ويا أيتها الأم الثكلي, ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الإبن الذي فقد الأخ والأب يا كل ضحايا الحروب, املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش, املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام, اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال وإرادة الشعوب من إرادة الله ثم تلا أبرز مطالبه علي زعماء الدولة العبرية وهي: أولا: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية, التي احتلت في عام.1967 ثانيا: تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني, وحقه في تقرير المصير, بما في ذلك حقه في إقامة دولته. ثالثا: حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة, والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها, تحقق الأمن المناسب للحدود الدولية, بالإضافة إلي الضمانات الدولية المناسبة. رابعا: تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف ومبادئ ميثاق الاممالمتحدة, وبصفة خاصة عدم الالتجاء إلي القوة, وحل الخلافات بينها بالوسائل السلمية. ومنذ أن تحررت الأرض وتطهر العرض في الخامس والعشرين من أبريل عام1985 وحلم المصريين كما هو.. سيناء لن تضيع, ولن يفلح أعداء الخارج ولا من كنا نعتقد أنهم أشقاء الجوار ولا عملاء الداخل في فرض إدارة الضيع علي إرادة الضياع, شعب مصر وأبطاله من القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء موعدهم مع النصر والأمن والاستقرار والتنمية الحقيقية أصبح قريبا, علي بعد خطوات بفضل تضحيات الأرواح والأنفس والدم والعرق, سيناء أيقونة الوادي وتاج الدلتا وإكليل الغار علي جبين الأمة الثائرة علي موعد مع الفرح يعد الحزن, والتنمية بعد التجاهل والأمن بعد الإرهاب والعمران بعد الفراغ, من الجهات الأربع ستلتقي الأحلام علي أرض الرسالات ومهبط الوحي, وتتحقق الطموحات بسواعد وطنية لخلق مجتمعات عمرانية آمنة مستقرة حيثما تدب الخطوات وأينما تكون الاتجاهات. والآن فإن سيناء بعد ثورتي25 يناير و30 يونيو علي موعد مع حلمها وأمل المصريين فيها, اقتصادها الوهمي سيتحول إلي اقتصاد وطني حقيقي وواعد, بعد هدم أنفاق العار وسراديب البؤس وإفشال مخطط اللئام لتمليك الأرض للغرباء وتضييع حقوق أحفاد الشهداء علي الرمال منذ صفر التاريخ علي أرض البطولات, الأفكار التفكيرية ستجد من يقف يواجهها ويقاومها بالحكمة والموعظة الحسنة أو بالرصاص لمن حمل السلاح, دم الشهداء الذي روي أرضها علي مدي آلاف السنين سيسقي زرعها ويروي جنينها, أما الإرهابيون الغرباء فسوف يقبرون في وديانها مع فكرهم المتجلط.. من الذاكرة وعلي أرض الواقع نفتح ملف سيناء في عيد تحريرها نتابع أعوام البطولة وسنوات الإهمال وشهور الغدر. سيناء الحلم والأمل لن تضيع ولن يسكنها الغرباء.