تحتفل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ 1995 في يوم الثالث والعشرين من أبريل سنوياً باليوم العالمي للكتاب والحفاظ على حقوق المؤلف، فضلاً عن إعلان جائزة اليونسكو لأفضل كتاب أدبي مفعم بقيم التسامح والسلام والتفاهم للأطفال والشباب، و التي يتم منحها كل عامين. يأتي الاختيار الرمزي لهذا اليوم باعتباره متزامناً بصورة تقريبية مع ذكرى رحيل الأسباني ميجيل دي ثيربانتس (1547– 1616)، والوليمان الإنجليزيان شكسبير ( 1564 – 1616)، ووردزوورث (1770 -1850)، والبيروفي إنكا جارسيلاسو دي لا فيجا (1535 – 1616)، ومن المعاصرين الفرنسي موريس درويون (1918 – 2009)، والآيسلندي هالدور ك. لاكسنس (1902 – 1998(، والروسي فلاديمير نابوكوف (1899- 1977)، والأسباني جوزيب بلا (1897 – 1981)، والكولومبي مانويل ميخيا فاييخو (1923 – 1998). ويعود أصل الاحتفال باليوم إلى مدينة كتالونيا الإسبانية، التي كان يتبادل أهلها الورد في ذلك اليوم الذي يصادف عيد القديس جرجيوس، وبرحيل ثيربانتس تحول التقليد إلى إهداء الكتب، ومنح وردة لكل من يشتري كتاباًً. يشهد اليوم أيضاً احتفال اليونسكو وثلاث منظمات هي الاتحاد الدولي للناشرين والفيدرالية الدولية لبائعي الكتب والفيدرالية الدولية للجمعيات والمؤسسات المكتبية بتعيين العاصمة العالمية للكتاب لمدة 365 يوما ابتداءً من 23 أبريل. والذي حظيت به لعام 2014 مدينة بورت هاركورت الساحلية في نيجريا، دعماً لبرنامجها لتثقيف الشباب والأطفال. أما في العالم العربي، يمر الاحتفال على استحياء، عدا حرص روّاد ناس الديكامرون في دار الثّقافة ابن خلدون التونسية على اللقاء يوم الأربعاء المقبل، بالكاتب يوسف رزوقة، وذلك بمناسبة صدور روايته مسمار تشيخوف. في الوقت نفسه، يواصل العالم وخاصة بريطانيا الاحتفال بذكرى مرور 450 عاماً على ميلاد شكسبير، حيث تواصل فرقة مسرح شكسبير جلوب تقديم عروضها المسرحية، التي تجوب فرقتها المكونة من ثمانية أفراد نحو 205 دول ومقاطعة برا وبحرا وجواً في رحلة تنتهي في أبريل 2016، الذي يتزامن ومرور 400 على رحيل شكسبير. كما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن البريطانيين وفرقة شكسبير الملكية سيحيون الذكري في عطلة نهاية هذا الأسبوع برحلة طولها 146 ميلاً (نحو 235 كيلومترا تقريباً)، وهي المسافة التي شهدت انتقالات شكسبير من منزله إلي مسارح ساوث بانك، وغيرها من الأماكن التي ارتبطت بحياته وأعماله، ومنها الكنيسة التي تضم جثمانه، حيث تدور فاعليات عدة من معارض ومؤتمرات وورش عمل. من جهة أخرى، تشارك مدن أخرى بأنشطة لا تنقطع كما في مسارح برودواي نيويورك، وفي كوريا، تواصل الفرقة الوطنية الكورية تقديم أعمال شكسبير حتي عام 2016 في احتفالات لا تنقطع اعترافاً بفضل شكسبير الذي تركت أعماله أثرها على عشاق القراءة في العالم أجمع.