انتابتنى حالة من الالتباس وأنا أفكر فى كتابة هذا المقال .. من أين أبدأ ؟ .. من الواقعة ذاتها أم من تداعياتها .. والعياذ بالله .. فضيحة جلل .. وجرائم مركبة .. مدرب للكاراتيه متهم بممارسة الزنا والرزيلة مع أكثر من ثلاثين سيدة فى حجرته الحمراء بأحد أندية المحلة .. بل سجل إياها صوتا وصورة لتصبح جريمة ثانية ! معركة حامية الوطيس .. متعددة الأبعاد .. اشتعلت على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى .. أخلاقيا ، واجتماعيا ، وسياسيا .. وهذا الأخير كان أشد الأبعاد سخونة .. خصوصا بعد أحاديث عن كون هؤلاء السيدات زوجات أو قريبات لذوى جاه وسلطان. أخلاقيا .. تصاعدت دعوات بالستر والتكتم ، وتعالت ثانية بوجوب رأب الصدع وتجسير الفجوة التى تتزايد بين أفراد المجتمع وقيمهم الدينية ، وارتأت ثالثة أنها إحدى النتائج الكارثية لحالة الفحش والإسفاف التى تسيطر على حياتنا الثقافية والفنية خصوصا السينمائية منها وآخرها أفلام تحض الصغار قبل الكبار على الشهوانية والعلاقات المحرمة! اجتماعيا .. ثارت التخوفات من شيوع الجرائم ، وانتشار الموبقات والرذائل ؛ فهناك استخفاف بالدماء وإراقتها ، بل والشماتة فيها !! ، وهناك استحلال للأعراض والخوض فيها والنيل منها ، وهناك انتهاب أموال الغلابة والسطو عليها وما أكثر الحيتان! سياسيا.. ثبت أننا جميعا (نتنفس سياسة) .. وتخالطت الأبعاد كلها فى خضم بحر السياسة وأمواجه الهادرة .. وتبارى الفريقان - أو الشعبان – فى النيل من خصمه وإقامة الحجة عليه. ألم فى النفس وغصة فى الحلق لم يخففها سوى انبعاث أصوات تذكرنا بالله داعية للصفح وعدم الشماتة ، ومحذرة من نكون طرفا فى إشاعة الفواحش فى المجتمع تحت أى مبرر (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة النور : 19] فالله توعد الذين يحبون "مجرد حب، وليس فعلا" أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا" بالوعيد الشديد!.. والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من تتبع عورة الناس تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه في الدنيا والآخرة) صدق رسول الله . وأنقل قول القائل: لا يجوز لأحد أن يتمنى أن يعصي عدوه الله ليفرح بذلك ويشمت فيه،ولو أن عدوه عصى الله فينبغي أن يحزن لنفس المعصية؛ فإن المؤمن لا يفرح بأن يعصَى ربه، ولا يحب ضلال أحد، ومنهج الأنبياء في ذلك واضح معلوم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. وفيم فرحك أن يعذب الله مؤمنا في نار جهنم! أذكر نفسى وإياكم ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) .. وانتبهوا لأبنائكم وأهلكم ف (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك وأقول لنكبتنا الإعلامية: كفاكم فتنة !! [email protected] لمزيد من مقالات محمد حمدى غانم