بطبيعة تطور الحياة بصورة عامة وعلى الأخص التطور التكنولوجى تغير الكثير من المعايير الفنية فى عالم الغناء وخاصة على غناء المقام العراقى فأصبح موسيقيا يقدم بصورة فنية جديدة فيها توازن حوارى ما بين الموسيقى والغناء حيث كان يغنى بنوعين أحدهما عربى فصيح وأخر شعبى عامى. هكذا كانت الاحتفالية التى قدم فيها منذ أيام سفير المقام العراقى الفنان حسين الأعظمى جرعة صغيرة من المقام العراقى وضمت مقدمة موسيقية فى سلم مقام الحجاز ومقام الحويزاوى وقصيدة لما أناخو, بالإضافة إلى مقام الجمال وقصيدة سمراء مع أغنية يا من لعبت, كل ذلك بمصاحبة فرقة الجالغى البغدادى فى مناسبة توزيع جوائز المجمع العربى للموسيقى ومسابقة المجمع الدولية فى التأليف الموسيقى العربى والتى حصل فيها الأعظمى على جائزة العمل الموسيقى .. وبدا واضحا توزيع المواد الأولية الأصولية والتاريخية والتقليدية على مجرى غناء المقام العراقى بصورة متناسقة وجميلة على دقات الطبلة وأنغام القانون والربابة, كما كان واضحا أيضا النطق بكلمات الشعر المغنى, أيضا مخارج الحروف والأحكام اللفظية والتى بدت واضحة للجميع مع التنوع فى التعابير المقامية من خلال نوعية الإعداد الموسيقى والغنائى للمقامات المغناة ولاقت ترحيبا شديدا وانسجاما واضحا من جانب الحضور. "المقام العراقى تراث جغرافيا العراق المعروف من شماله إلى جنوبه" هكذا قال كفاح فاخورى أمين المجمع العربى للموسيقى مؤكدا أن الحاجة الماسة إلى وجود موسيقى عربية أصيلة تعبر تعبيرا صادقا عن ضمير الأمة العربية ووجدانها كان الهدف الأساسى الذى دعا جامعة الدول العربية إلى إقامة مجمع موسيقى عربى؛ حيث أن الموسيقى هى أقرب الجسور للتواصل بين الحضارات, وأضاف أن المجمع يأخذ على عاتقه تطوير التعليم الموسيقى وتصميمه ونشر الثقافة الموسيقية وجمع التراث الموسيقى العربى والحفاظ عليه والعناية بالإنتاج الموسيقى الآلى والغنائى والعربى والنهوض به. علاء محجوب