أظهرت النتائج الأولية لعملية الفرز فى العديد من الولايات فى الانتخابات الرئاسية الجزائرية تفوقا كبيرا للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. وحصد بوتفليقة الأغلبية الساحقة فى سطيف وأم البواقى وقسنطينة وغرداية وعنابة وسكيكدة، وتفوق على منافسه بنسبة ب75% فى مستغانم، و ب 94% فى البيض، و90% فى الشلف، و70% فى تيزى أوزو، و 85% بالوادى، و73% فى تيبازة، و65 % فى ميلة. وشهدت غالبية الولايات، احتفالات بالألعاب النارية قبيل إعلان النتائج رسميا من قبل أنصار الرئيس ابتهاجا بالفوز الأكيد. وفى وسط العاصمة الجزائرية، تجمع العشرات من أنصار بوتفليقة فى ساحة البريد المركزى بمجرد اعلان بعض وسائل الاعلام لنتائج جزئية تفيد بتقدم مرشحهم. وبدأت السيارات المزينة بالاعلام الوطنية وصور بوتفليقة اطلاق المنبهات، وهى تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة. وقالت مصادر جزائرية، إن محاضر فرز الأصوات، تشير إلى حصول بوتفليقة على الأغلبية الساحقة من الأصوات بنسبة 81٪ ، فى حين لم يتجاوز بن فليس 11٪ من الأصوات. ومن جانبه، أعلن مساعد بارز لبوتفليقة الليلة قبل الماضية أنه حقق الفوز فى الانتخابات، بما يضمن له فترة رئاسية رابعة بعد15عاما فى الحكم. وأضاف عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصى لبوتفليقة، دون أن يذكر تفاصيل: “مرشحنا هو الفائز... دون أدنى شك بوتفليقة حقق فوزا ساحقا.” وأعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أمس، أن نسبة المشاركة فى هذه الانتخابات 51.70 ٪، وبحسب بيان الداخلية نجد ان عدد المسجلين من الناخبين21مليونا و871 ألف و 393وعدد المنتخبين 11مليونا و 307 الفا و478 ناخبا. بينما قال عبد الرزاق مقرى رئيس حركة مجتمع السلم (حركة الاخوان المسلمين)، إن النتيجة المعلنة من قبل وزير الداخلية حول نسبة المشاركة وهى 51.70 ٪ بعيدة عن الواقع ونسبة التصويت لم تتجاوز 20٪. وقال مقرى على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك “: رغم التزوير الشامل والكذب الانتخابى المكشوف ورغم خلو مكاتب الاقتراع من الناس فى أغلب المكاتب حسب شهادة لجاننا التى تابعت العملية لم يستطع المزورون “النفخ” أكثر مما تطيقه أنفاسهم فكانت النتيجة الرسمية للمشاركة 51.70 ٪. لا شك أن هذه النسبة بعيدة كثيرا عن النسبة الحقيقية التى لم تتجاوز20٪”. ومن جانبه، ندد المرشح على بن فليس المنافس الأبرز لبوتفليقة، بما أسماه اللجوء الى التزوير للبقاء على النظام، معلنا رفضه جملة و تفصيلا لذلك، كما دعا جميع القوى السياسية و الاجتماعية للبدء فى مشاورات موسعة ومفتوحة للوصول إلى طرق للمقاومة السياسية، مؤكدا أنه سيظل يعمل من أجل تجسيد مشروعه للتجديد و سوف يستعمل كل الوسائل السياسية السلمية بالإضافة الى الطرق الشرعية، قائلا إن التزوير أخمد مرة أخرى التعبير الحر . وخلافا لذلك، أعلنت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال اليسارى الجزائرى، فوز بوتفليقة. وقالت حنون التى كانت واحدة من المرشحين الستة لانتخابات الرئاسة فى مؤتمر صحفى “إن الانتخابات جرت فى ظروف جيدة مقارنة بالاستحقاقات الماضية”. وأضافت حنون، أن الملايين من الجزائريين الذين جددوا ثقتهم فى بوتفليقه يوجهون من خلال ذلك رسالة سياسية واضحة و قوية بأنهم أرادوا التصدى للفوضى و التهديدات ، و فضلوا الاستقرار و الإبقاء على النظام الذى يترجم تطلعاتهم، لتحسين ظروف المعيشة و الممارسة الديمقراطية. وفى تعليق على إدلاء بوتفليقه بصوته على كرسى متحرك، قالت حنون إن هذه الحطوة شفافة و تعبر عن الحنكة السياسية التى يتميز بها بوتفليقه و يفتقذها آخرون. وفى هذه الاثناء، أكد رؤساء بعثات المراقبين الدوليين لكل من منظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى أن عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية جرت حسب المعايير المعمول بها دوليا . وأوضح رئيس وفد منظمة التعاون الإسلامى حبيب كعباشى، أن عملية الإقتراع جرت فى ظروف شفافة حسب المعايير الدولية.