لم تكن خسارة برشلونة امام ريال مدريد فى نهائى كأس الملك يعنى فقط ضياع اللقب , بل انها جاءت لتسدل الستار على جيل رائع للبارسا صنع المعجزات والبطولات على مدار سنوات , سواء محليا او قاريا , ليدخل فى غيبوبة كاملة فى اسوء موسم لابناء كاتلونيا منذ فترة ليست بالقصيرة , بعد خروجهم من كافة المسابقات غير مأسوف عليهم وتحت قيادة المدير الفنى الارجنتينى المتواضع تاتا , الذى يبدو انه لم يكن على قدر اسم الفريق وتاريخه الطويل. الصحف الاسبانية والعالمية .. افردت مساحات واسعة لانتكاسة البارسا على كافة المستويات . فقد كان الأسبوع الأخير مريرًا على عشاق نادى برشلونة وجماهيره ، ووضع نهاية لجيل حقق العديد من الإنجازات والأرقام القياسية ، بعد توديع دورى أبطال أوروبا على يد أتليتكو مدريد ثم التراجع للمركز الثالث فى الدورى بعد الخسارة أمام غرناطة ، وأخيرًا فقدان لقب كأس ملك إسبانيا بالخسارة أمس فى الكلاسيكو أمام ريال مدريد 1 / 2 . نشرت صحيفة سبورت “ الكتالونية ، رسمًا كاريكاتيريًا تؤكد فيه أن خسارة أمس الاول هى نهاية الجيل الحالى للبارسا ، حيث قالت إن الريال بدون رونالدو فاز على برشلونة بدون ميسى بنتيجة 2 / 1 . وتوسط الكاريكاتير صورة لقبر مكتوب عليه “ ارقد فى سلام .. يا أفضل فريق فى تاريخ النادى، ويحيطه إكليلان من الزهور ، أحدهما مكتوب عليه : “ شكرًا على أفضل سنوات عمرنا “ ، أما الثانى فحمل توقيع أندونى زوبيزاريتا فى إشارة لتحمله مسئولية انهيار الفريق خلال العامين الأخيرين . ولم تفوت صحيفة “ ديلى ميل “ البريطانية الفرصة للحديث عن الهدف المذهل الذى أحرزه النجم الويلزى جاريث بيل فى شباك برشلونة , وقالت ان بيل أثبت للجميع بحسب التقرير أنه يستحق المبلغ الذى دفع فيه لضمه من توتنهام سبيرز، حيث أكدت الصحيفة أن بيل أحرز الهدف الثانى بعدما انطلق بسرعة مذهلة قاطعًا مساحة 65 ياردة، خلال 7 ثوان ليظفر بالكأس الغالية التى ضمنها صاحب الصفقة التاريخية 86 مليون جنيه إسترلينى . التقرير، نشر صورة توضيحية لما قام به بيل، اثناء إحرازه الهدف الثاني، حيث أنطلق بسرعة مذهلة ،واضطر للخروج عن حدود الملعب، وعلى الرغم من ذلك لحق بالكرة مجددًا قبل مدافع برشلونة بارترا، والذى لم يجد أى طريقه لإيقاف القطار الويلزي. ويرى الخبراء ان المدير الفنى لريال مدريد كارلو انشيلوتى الايطالى تفوق على منافسه الارجنتينى من كافة الوجوه , فاولا تعلم انشيلوتى من خسائره ومن أسلوب أتلتيكو مدريد ضد برشلونة، و غير خطته إلى 4-4-2 وإن بدأ بالأسماء التى تلعب 4-3-3 عادة معه وهى الخطة التى لعب فيها الموسم الماضى مع سان جيرمان ونجح بفرض التعادل معها مرتين على منافسه الكاتلونى، مما حرم الاخير من السيطرة فى مناطق حاسمة قرب منطقة جزاء الريال ، ومنعه من ربط الخطوط مع صعود ظهيريه، كما أنه تعلم من أسلوب أتلتيكو بأسلوب التمركز أمام مفاتيح اللعب الذى يجبرهم على اللجوء إلى العرضيات الكثيرة ومن دون فائدة لعدم وجود من يتقن اللعب بالهواء لدى الفريق الكتالوني، وهو الأمر الذى كان جلياً فى الشوط الأول مع قيام الفيس لوحده بتسع عرضيات من دون أى خطورة. الأمر الثانى الذى ساهم فى نجاح أنشيلوتى أنه لعب بشجاعة وواقعية فى آن واحد، فبدأ بخطة رآها البعض انتحارية حيث انتقدوه إعلامياً وتحدثوا عن ضرورة بالبدء بايارامندي، كارلو لعب بخطة تضم مفاتيح لعبه المبدعة كلها لكن بأدوار تكتيكية متقدمة، فى حين لعب تاتا مارتينو حتى لا يتلقى هدفاً فى الشوط الأول ولم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية طوال دقائق المباراة فغلبت واقعيته على شجاعته، مارتينو لجأ إلى أسلوب البنتاجون ليحافظ على الكرة ويضمن عدم تلقيه هجمات عديدة.