حول أثر الأنشطة البشرية على التغيرات المناخية فى مصر والعالم، نظم مركز الطفل للحضارة والإبداع ندوة بعنوان: «عالم واحد - مصير واحد» أوضح فيها الدكتور ياسر عادل حنفى منسق التنوع البيولوجى بالمرصد المصرى للتصحر أن التغيرات المناخية فى مصر تعمل على تناقص إنتاج بعض المحاصيل، وتغير التركيب المحصولي، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغرق أجزاء من الدلتا، وطغيان ماء البحر تحت سطح الأرض.. مما يؤدى إلى زيادة ملوحة الماء الأرضي، وانتشار الجفاف، وزيادة نسبة التصحر (الصحراء تمثل 94% من مساحة مصر)، والإصابة ببعض الأمراض كأمراض الجهاز الهضمى والتنفسي. وفيما يخص التغيرات المناخية على دلتا نهر النيل قال الدكتور ياسر إن الأراضى ذات المنسوب المنخفض تعتبر أكثر الأراضى المهددة بالغرق نتيجة أى ارتفاع فى مستوى سطح البحر نتيجة التغيرات المناخية، وطبقا لنظم المعلومات الجغرافية (GIS) توجد ثلاثة سيناريوهات متوقعة لارتفاع مستوى ماء البحر تتراوح بين 0.5متر و1.0 متر، وتصل إلى 2.0 متر، وعليه فالتهديدات المتوقعة، وحجمها سيختلفان بالطبع طبقا لمستوى هذا الارتفاع. وأضاف أن الدراسات التى تم إجراؤها توضح وجود طغيان لماء البحر تحت سطح التربة فى الدلتا على عمق 50 مترا فى الدلتا وغرب الدلتا، ويوضح أيضا ملوحة هذه المياه. وعلى المستوى العالمي، أشار الدكتور ياسر عادل إلى إن الإنتاج الغذائى يحتاج إلى مضاعفة لتلبية احتياجات 3 مليارات نسمة زيادة سكانية فى السنوات الثلاثين المقبلة، وأنه من المتوقع أن يؤدى تغير المناخ بفعل أى مقدار من ارتفاع درجة الحرارة إلى تناقص الإنتاجية الزراعية فى المناطق المدارية وشبه المدارية. الدكتور ياسر عادل أشار أيضا إلى أن التغيرات الأكثر أهمية تكون فى الإشعاع الشمسى، ومدار الأرض، وغازات الدفيئة (الصوبة الزجاجية)، مؤكدا اختلاف آراء علماء المناخ فى هذه التغيرات المناخية، ف 84 % من العلماء موقنون بوجودها لكن 11% غير متأكدين من ذلك، ونسبة 5% لا يعتقدون بها. وقال إن هناك دلائل لمعرفة حدوث التغيرات المناخية منها حرارة سطح الأرض، وظاهرة الصوبة الزجاجية، وزيادة غازات الانبعاث الكربونية التى تمثل مصيدة للحرارة، والتغيرات الحادثة فى غازات الغلاف الجوي، والتغيرات فى معدلات المطر، وحدوث أمطار فى أوقات غير معتادة، والفيضانات، واستنزاف المياه السطحية، وتحت السطحية، والحرائق، ونحر التربة، واختلال الغطاء النباتي. وحذر من التأثيرات المضرة المتوقعة على النظم البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية التى تهدد الإنسان بالأمراض المُعْدِية، وتؤثر بالسلب فى إنتاج الغذاء وجودة المياه العذبة، وكميتها، وتلوُّث الهواء والتقلبات الجوية القصوى وارتفاع مستوى البحر والاضطرابات الاجتماعية، وهو ما يجعل 40% من سكان العالم مهددين بالمرض، وسوء التغذية، كما أن فقد الأراضى والمياه قد يعرض 840 مليون نسمة للخطر. وأشار إلى أن البلدان النامية هى الأكثر عرضة لتغير المناخ، وأن من المحتمل أن يؤثر بصورة غير متناسبة على البلدان والأشخاص الأكثر فقرا داخل البلدان، مع تفاقم التفاوت فى الوضع الصحي، والحصول على الغذاء الكافي، والمياه النظيفة، وغيرها من الموارد.