نجحت الدبلوماسية المصرية فى توجيه ضربات قاسية لتنظيم الاخوان الإرهابية إقليميا ودوليا..وكان أهم هذه الضربات اعلان السعودية الاخوان »تنظيما إرهابيا« بعد اتخاذ مصر لهذه الخطوة بأيام وفى الطريق دول عربية أخرى شددت الدبلوماسية المصرية حصارها للتنظيم، حيث وضعت بريطانيا موقفها أهم معاقل الاخوان فى الغرب الجماعة تحت الرقابة ولحقت بها فرنسا وستلحقها بقية دول الاتحاد الأوروبى تمهيدا لاعلانها جماعة إرهابية.. ولم تبعد كندا عن هذا المسار والذى سيناقش برلمانها اقتراحا بإدراج الاخوان تنظيما ارهابيا.. كما نجحت دبلوماسية 30 يونيو فى تحييد الموقف الأمريكى إلى حد كبير رغم تبنى واشنطن مع قوى دولية وأقليمية أخرى تمكين الاخوان فى مصر والمنطقة من مخطط اقليمى لاعادة تقسيم المنطقة واحتواء الاسلام السياسي. وكانت زيارة كاثرين آشتون مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى الأخيرة للقاهرة هى ذروة الأدلة الدبلوماسية، فلم تقابل أشتون أيا من الاخوان أو المتحالفين معهم وألنت صراحة قناعتها بخطوات خريطة الطريق التى تجرى بشفافية.. وهو ما انعكس فى بيان للاخوان هاجموا فيه زيارة آشتون واتهموها بالانحياز لما أسموه »الانقلاب«. المستشار أحمد عودة مساعد رئيس حزب الوفد قال إن تصريحات كاترين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى والتى أكدت فيها ان مصر قادرة على اجراء انتخابات نزيهة واستكمال خريطة الطريق رغم الإرهاب يعتبر تغيرا كبيرا فى موقف الاتحاد الأوروبى وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى يتجه نوعا ما لتفهم موقف مصر وشروعها فى الانتهاء من خارطة الطريق، رغم الظروف الموجودة حاليا، موضحا العلاقات المصرية بالاتحاد الأوروبى فى طريقها للتحسن بعد أن تيقن الاتحاد الأوروبى أن الشعب مصمم على استكمال طريقه بعد ثورة يونيو ورفض الشعب التدخل فى شئونه عقب رفضه لحكم الإخوان. من جانبه قال محمد موسى عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر إن زيارة آشتون مع إجراء الانتخابات الرئاسية سوف يحدث تغييرا فى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، لأن هذه الدول حريصة على مصالحها مع مصر، موضحا أن مصر ليس لديها ما تخفيه عن العالم، ولقاءات آشتون مع الرئيس المؤقت عدلى منصور، أو المرشحين المتنافسين على مقعد الرئيس أو القوى السياسية أمر مقبول لحماية المصالح الأوروبية فى مصر، أما إن كان الهدف التدخل فى الشأن الداخلى فى مصر فهو أمر مرفوض شعبيا ورسميا أيضا. وأكد الدكتور حسن السعدى استاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية ان زيارة اشتون تعبر عن رسالة من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية بقبول الخيار المصرى على حساب خيارات تصورها فى بداية ثورة 30 يونيو انه يمكن الاعتماد عليها لتحقيق الاهداف الغربية فى منطقة الشرط الأوسط وتعبر الزيارة عن استعادة مصر لجزء من قوتها الناعمة باعتبارها قوة اقليمية لها تأثيرها الدبلوماسى والخارجى فى العالم مشيرا إلى أن لقاءها للمشير عبدالفتاح السيسى تؤكد وجود قبول ضمنى من أوروبا للمرشح الذى يحظى بتوافق شعبي. أما الدكتور خالد الزعفرانى الخبير بالحركات الاسلامية فاوضح أن تنفيذ مراحل خارطة الطريق والانتهاء من الدستور وشروع الدولة فى اجراء الانتخابات الرئاسية اعطى انطباع ايجابيا لدى الدول الغربية فى رغبة الدولة المصرية باقامة مؤسسات مدنية منتخبة بشكل ديمقراطى مشيرا إلى أن جميع التقارير الأوروبية تؤكد ضعف تظاهرات الاخوان فى الحشد مؤكدا أن تحالفات الاخوان مع الجماعات التكفيرية والإرهابية اثارت مخاوف لدى الدول الأوروبية مشيرا إلى معلومات اصبحت واضحة امام متخذى القرار فى الدول الأوروبية بوجود خطوط تماس بين الاخوان وتنظيم القاعدة بالاضافة إلى ان عددا كبيرا من طلبات اللجوء السياسى وتحديدا إلى بريطانيا اصبحت لاسماء خارج الاخوان وانما من حلفائها من الجماعات الإرهابية التى مارست العنف كعاصم عبدالماجد وطارق الزمر وعدد من قيادات حزب الاصالة. اما ايهاب زكريا عطا الله عضو حزب المصريين الاحرار فأكد ان الدبلوماسية المصرية استطاعت فرض حقيقة سقوط الاخوان واصبحت الدول الأوروبية تتعامل مع الحقائق لان الادارة المصرية استطاعت تجاوز ردود الافعال الأوروبية والأمريكية عقب ثورة03 يونيو والتى كانت تعبر فى المقام الأول على رغبة غربية فى استكمال سينارية تمكن الاخوان للتنفيذ مخططاتهم للشرق الأوسط وان ماحدث يؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية. اما ايهاب القسطاوى منسق حركة تغير والتى قامت بحملة الكترونية للمخاطبة المؤسسات الرسمية الأوروبية لشرح حقائق 03 يونيو أكد ان الدور المصرى الدبلوماسى نجح فى مواجهة شركات العلاقات العامة الأمريكية العملاقة التى تعاقد معها التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية عقب الثورة مشيرا إلى ان بيان جماعة الاخوان الصادر مساء أمس الأول الجمعة والذى يهاجم اشتون وتخليها عن موقفها تجاه الجماعة يعبر عن انتهاء شهر العسل بين الجماعة والدول الأوروبية والغربية. كما اهتمت صحيفة لوموند الفرنسية بالتحقيقات التى تجريها السلطات البريطانية حول انشطة جماعة الاخوان داخل بريطانيا، مشيرة إلى ان التحقيقات جعلت الجماعة تحت المراقبة فى لندن، كما تبعث برسالة طمأنة لحلفاء بريطانيا واضافت الصحيفة ان الاعلان عن فتح تحقيق واسع حول جماعة الاخوان اثار عددا من التساؤلات حول هدف رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من التحقيق مشيرة إلى ان البعص يرى ان كاميرون خضع لضغوط من جانب مصر والسعودية لادراج الجماعة كمنظمة إرهابية، فى حين يرى البعض الآخر ان كاميرون يسعى إلى وقف تدفق جماعة الإخوان إلى لندن كملاذ لهم وهو ما قد يحول بريطانيا إلى قاعدة خلفية للتيارات الإسلامية، واشارت الصحيفة إلى ان التحقيق الذى اطلقه رئيس الوزراء البريطانيا وعهد به إلى وزارة الخارجية بالتعاون مع اجهزة المخابرات الداخلية والخارجية يسلط الضوء على التنظيم الذى انشئ منذ نحو قرن من الزمان فى مصر. ونقلت الصحيفة عن المحلل فواز جرجس، عضو مدرسة لندن الاقتصادية، قوله إن التحقيق البريطانى حول الجماعة يشكل مفاجأة كبيرة لاسيما وان جماعة الاخوان متواجدة فى لندن منذ وقت وطويل، مشيرا إلى ان المفاجأة الأكبر تتمثل فى اشراف السفير البريطانى بالسعودية جون جينكيس على التحقيقات، فى الوقت الذى تعارض فيه المملكة جماعة الاخوان وصنفتها كمنظمة إرهابية. وأشارت الصحيفة إلى ان الدبلوماسية المصرية تنشط ضد جماعة الاخوان التى صنفتها القاهرة كتنظيم إرهابي، مضيفة ان قرار رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بفتح تحقيق حول انشطة الجماعة قوبل بارتياح من الجانب المصرى وهو ما يظهر فى اروقة وزارة الخارجية المصرية. كما اشارت إلى ان واشنطن ايضا قررت من جانبها فى التاسع من الشهر الجارى ادراج جماعة انصار بيت المقدس على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأوضحت ان انصار بيت المقدس التى تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرا لها أعلنت مسئوليتها عن الهجمات الإرهابية التى شهدتها القاهرة خلال الشهور الأخيرة، وأوضحت الصحيفة ان مصر لاتدخر جهودها من أجل حشد العالم العربى والمجتمع الدولى فى حربها ضد الإرهاب.