فى إطار جهود منظمات المجتمع المدنى لمواجهة أزمة الطاقة بمصر، بحلول غير تقليدية من خارج الصندوق، أعلن مجلس إدارة جمعية «أصدقاء الطبيعة» برئاسة الدكتور محمد حسين عويضة دراسة جديدة حول «مستقبل الطاقة فى مصر»، تربط بين البحث العلمي، والتطبيق العملي، لمواجهة مخاطر نقص الطاقة المتوقع نتيجة للتغيرات المناخية، نتيجة للاستهلاك غير الرشيد، عند تشغيل الأجهزة الكهربية فى المنازل، والمصالح الحكومية، والأندية، والمستشفيات.. إلخ. على حد تعبيرالدكتور سامى الغاياتى نائب رئيس الجمعية، تستهدف الدراسة الاعداد لاستكمال المراحل التالية من استدامة «مشروع تحسين كفاءة الطاقة، وترشيد الاستهلاك» الذى نفذته الجمعية فى السنوات الماضية بنجاح، بالتعاون مع برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمي، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بدعم فنى من المشروع القومى لتحسين كفاءة الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى المؤثرة على تغير المناخ العالمي، كالغازات الكربونية، وغيرها من الغازات التى تصدر من محطات توليد القوى الكهربائية التى كادت تتوقف، نتيجة زيادة الاستهلاك. ويؤكد هذا ضرورة نشر الوعى البيئى بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة، واستخدام أجهزة موفرة للطاقة، وكذلك تغيير أنماط السلوك الشخصى للأفراد عند استخدام الأجهزة فى كل مكان. ويراهن الدكتور الغاياتى على قدرة المرأة المصرية فى التصدى للكثير من المشكلات البيئية والتحديات التى تواجه الوطن بعد إعدادها وتدريبها وتوعيتها، ومنها «مشكلة نقص الطاقة»، إذ بلغت نسبة «الهدر المنزلى والتجارى فى استهلاك الطاقة» ما يقرب من 50%.وأوضح أنه يقع على المرأة دور كبير فى تعزيز السلوكيات الجيدة داخل الأسرة مثل ثقافة ترشيد الكهرباء، وغرسها لدى أفراد الأسرة، وتحذيرهم من خطورة «إهدار الطاقة» من الناحية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مما يتطلب تغيير النمط الاستهلاكى للطاقة بترشيد استهلاكها، لينعكس ذلك على الأسرة والمجتمع فى صورة خفض قيمة الفواتير، وحماية البيئة بتقليل الانبعاثات الصادرة من محطات توليد الكهرباء، بالإضافة الى تخفيف الأحمال لتوفير الطاقة لأماكن أخرى. وأضاف نائب رئيس الجمعية أن المرأة تستطيع تحقيق ذلك من خلال بعض السلوكيات البسيطة بالمنزل، وعلى سبيل المثال استخدام ضوء النهار، وعدم تشغيل الإضاءة إلا عند الضرورة أو فى الغرف المظلمة، وفى ساعات الليل مع استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، وإطفاء المصابيح فى الأماكن غير المشغولة، والتركيز على الإضاءة الموجهة ذات الاستهلاك الأقل للطاقة.. بعكس الإضاءة العامة ذات الاستهلاك الأكبر. ونظرا لأن السخان الكهربائى والتكييف من أكثر الأجهزة استهلاكا للطاقة، ينصح الغاياتى بعدم غسل الأوانى أو الملابس بالماء الساخن إلا عند الضرورة، مع استخدام الدش الساخن بدلا من ملء البانيو، وغلق المحابس جيدا، وفصل الكهرباء من السخان فى حالة عدم الاستخدام، وضبط منظم حرارة السخان حتى لا يزيد استهلاك الطاقة، مؤكدا أن اقتناء سخانات الغاز أفضل بالمقارنة مع السخانات الكهربائية. وينصح الدكتور الغاياتى بضبط درجة التكييف على درجة 25 صيفا و 22 شتاء مما يقلل من استهلاك الكهرباء لأدنى حد، مع إيقاف الأجهزة عند عدم التواجد بالمكان، والتأكد من عدم وجود فتحات بالأبواب أو النوافذ، كى لا يتسرب الهواء من خلالها، بالإضافة الى استخدام ستائر سميكة لتقليل تسرب الحرارة. ويطالب بالاهتمام بالصيانة الدورية للفلاتر. أما عند شراء الأجهزة فيراعى كفاءة استخدام الطاقة بالجهاز من خلال بطاقة «كفاءة الطاقة» الملصقة على الجهاز سواء تكييف أو ثلاجة أو ديب فريزر أوغسالة، مع الحرص على اقتناء الأجهزة ذات الكفاءة العالية عند استخدام الطاقة، مما ينعكس فى صورة وفر فى استخدام الطاقة. ويوضح أنه عند استخدام الغسالة الكهربائية يجب تخفيض درجة الحرارة المناسبة إلى 20 درجة مئوية للملابس الملونة، و60 درجة للملابس البيضاء، على أن تتم عملية الشطف بالماء البارد، والاعتماد على التجفيف الشمسى، بدلا من المجفف الكهربائى، وكذلك عدم تشغيل الغسالة فى أثناء فترة الذروة، وهى من 5 إلى 8 مساء. ويضيف أن ترشيد استهلاك الكهرباء فى الثلاجة يبدأ بضبط درجة الحرارة على الدرجة المعتدلة،وعدم وضع الثلاجة فى المطبخ والأماكن الحارة مع ترك مسافة 20 سنتيمترا من جهة «الكمبروسر» لتوفيرالتهوية اللازمة مما يقلل من استهلاك الكهرباء، وعدم وضع الطعام الساخن مباشرة فيها، والتأكد من سلامة «كاوتش» الباب وعدم وجود تسرب للهواء، مع ترتيب الأطعمة فى الثلاجة لتقليل فترة فتح الثلاجة. ويشير إلى تفضيل استخدام افران الغاز على أفران الكهرباء لأنها كثيفة الاستهلاك للطاقة، مع ترشيد استخدام المكواة الكهربائية للقيام بكى العديد من قطع الملابس دفعة واحدة، وليس فرادى، وعدم تركها موصولة فى حالة عدم استخدامها، وكذلك سخان الشاى إذ يمكن استبدال الأدوات التى تستخدم البوتاجاز به.