دوت هتافات عشرات الآلاف أمس في ميدان التحرير مطالبة بتسليم السلطة لرئاسة مدنية منتخبة وتشكيل محاكم ثورية لمحاسبة رموز النظام السابق وتطهير مؤسسات الإعلام والدولة بشكل عام. وفي جمعة حملت اسم جمعة العزة والكرامة استعاد المصريون جمعة الغضب يوم27 يناير من العام الماضي عندما خرج الملايين مصرين علي اسقاط النظام. وردد المتظاهرون هتافات ميش هنمشي هو يمشي اعتصام اعتصام والشعب يريد اسقاط النظام. ومن بين الهتافات ايضا شعار الثورة المجيدة والأصيل عيش حرية عدالة اجتماعية ووقعت احتكاكات طفيفة بين شباب الإخوان الذين يقفون كدروع بشرية ومجموعة شبابية كان أفرادها يحملون لافتة مكتوبا عليها اثنين خانوا الميدان العسكري والإخوان إلا أن شباب الإخوان استطاعوا استيعابهم وتركوهم يهتفون بعد الاتفاق بعدم التعرض للمنشآت العامة. ومن أهم اللافتات التي ظهرت في الميدان للمرة الأولي واحدة كتب عليها الاستفتاء يقرر انتخابات الرئاسة قبل الدستور في اشارة واضحة لضرورة تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة, وذلك وفقا لاستفتاء مارس الماضي. واستمر الميدان يهتف بالمطالب الأساسية التي لم ولن يتنازل عنها وهي تسليم السلطة, ومحاكم ثورية لرموز النظام الفاسد, وتطهير المؤسسات والإعلام والقضاء وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحديد حدين أدني وأقصي للأجور وعودة الأموال المنهوبة, ودستور ديمقراطي توافقي تشارك فيه جميع الفصائل السياسية دون إقصاء. وقد بلغ عدد المنصات4 منصات رئيسية عند هارديز وأخري ل6 إبريل والمنصة الكبري في وسط الميدان للإخوان المسلمين, ومنصة لحملة كاذبون وانتشرت اللافتات بصورة كبيرة داخل الميدان وكلها نصت علي مطالبات الثورة المصرية بضرورة استكمالها وطغت لافتة الاعدام الشهيرة التي تم تعليقها في الذكري الأولي لثورة25 حيث ظهرت صورة مبارك علي حبل المشنقة. وتوجهت عدة مسيرات لنواب الشعب المنتخبين بمشاركة مجموعة من الأحزاب من بينها حزب الحضارة, حيث تصدر محمد الصاوي عضو الهيئة العليا لحزب الحضارة وعضو مجلس الشعب والنائب حاتم عزام نائب رئيس الحزب للشئون السياسية في مسيرات من مقار دوائرهم الانتخابية من الهرم للمشاركة في مسيرات يوم العزة والكرامة. وقد تدفقت علي الميدان مسيرات قادمة من مصطفي محمود وشبرا, ومسجد الاستقامة, ومسجد الفتح برمسيس. وأطلق شباب6 إبريل من ميدان التحرير أمس مبادرة جديدة تحت عنوان عيد الكرامة للتبرع بقرنية العين لأي من مصابي الثورة. وأكدت الحركة أن هذه المبادرة للتضامن مع جميع المصابين, ولاقت استحسانا من عدد كبير من المتظاهرين, وتم ترديد هتافات أنا مش جبان أنا ميت في الميدان فينك فينك يا قناصة لسه في صدري مكان لرصاصة احنا الثوار المحترمين بنقولك أرحل يا مشير. ومن جانبه طالب المهندس ممدوح حمزة عضو الجمعية الوطنية بوضع دستور دائم للبلاد أول استدعاء لدستور71 بصورة مؤقتة قبل فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة قائلا لا يمكن أن تتم الانتخابات الرئاسية قبل معرفة صلاحيات الرئيس الجديد. وأكد حمزة خلال مشاركته ضرورة تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب, وأن مجلس الشعب تسلم بالفعل السلطة التشريعية وعليه واجبات خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه طالب الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم الملقب بخطيب الثورة البرلمان في خطبته أمس بإنشاء محاكمات ثورية تختص بمحاكمة النظام السابق, حتي يستطيع الشعب المصري استعادة حقوقه المنهوبة. وطالب البرلمان بتحمل تبعاته ومسئولياته تجاه الثورة, وأن يكون ظهيرا شعبيا للثورة وعنوانا لمبادئها ومطالبها, وفي مقدمتها المحاكمات العاجلة, والتطهير الشامل في كل مؤسسات الدولة والقصاص العادل لكل الشهداء والمصابين. كما دعا أعضاء البرلمان بالنزول الي ميدان التحرير عقب عصر الثلاثاء المقبل بعد أول جلسة انعقاد لهم ليصلوا جميعا في الميدان صلاة الغائب علي شهداء الوطن, مشيرا الي أن البرلمان جاء بفضل الشهداء ويستمد شرعيته من الميدان وكل الميادين الثائرة في البلاد, ليكون ذلك اعترافا من النواب بقيمة هؤلاء الشهداء وشرعية القصاص لهم, مرددا ومن خلفه المتظاهرون الله أكبر.. الله أكبر. وأكد الشيخ شاهين عددا مما وصفها بقرارات ثورية صادرة من الميدان, من بينها المطالبة بمراجعة كل الحسابات الخاصة بقناة السويس من30 سنة وحتي اليوم ومعاملة جميع المواطنين من خلال الدستور القادم معاملة واحدة بلا أدني فرق بينهم والمساواة بين أفراد الشعب مسلمين ومسيحيين في الحقوق والواجبات كأفراد حقيقيين لهذا الوطن العظيم دون أدني فرق بينهم وإعادة الأموال المنهوبة والشركات المسروقة الي الخزانة المصرية مرة أخري ومحاكمة المتسببين في هذا الفساد وإنشاء محاكمات سياسية للفاسدين من أعوان الرئيس السابق بشكل سريع وعادل وتطهير الاعلام الفاسد ومراجعة كافة الحسابات الخاصة برموز النظام السابق بشكل عاجل وقضائي وإعادة الأموال المنهوبة خارج مصر الي خزانة الدولة مرة أخري وتقديم القتلة الحقيقيين في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء الي محاكمات عاجلة وتطهير كل أجهزة الدولة. وشدد إمام مسجد عمر مكرم علي أن المادة الثانية من الدستور تضمن حق المسيحيين في كل الحقوق والواجبات الممنوحة لاخوانهم المسلمين في مصر, مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين سيظلون يدا واحدة حيث كان جميع المتظاهرين بالميدان يبيتون أيام الثورة في مسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة دون أن يسأل أحد عن ديانة الآخر. وعقب خطبة الجمعة امتزجت الهتافات المطالبة برحيل المجلس العسكري عن السلطة بالنشيد الوطني بلادي.. بلادي والاغنيات الوطنية الملهبة للحماس والتي انطلقت من منصة الإخوان المسلمين التي حظيت بأكبر عدد من المتظاهرين نظرا للوجود المكثف لأنصار التيار الإسلامي, وتعد هي المنصة الوحيدة له في ظل غياب منصات للسلفيين والجماعة الإسلامية الذين اكتفوا بالوجود فقط ناصبين العديد من الخيام بالميدان يسار الجزيرة الوسطي والذين حددوا مطالبهم في لافتات علقوها علي خيامهم بينها الإسراع بمحاكمة الفاسدين والقصاص للشهداء والحفاظ علي سلمية الثورة. كما طالب حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة بالعفو الشامل عن كل سجناء عهد مبارك دون تأخير أو ابطاء, وبالافراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن من السجون الأمريكية, حيث قاموا بتعليق لافتة كبيرة مكتوب عليها فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن لن تقر اعيننا حتي نراك في مصر الثورة. وكان من اللافت للنظر ان منصة الإخوان كانت منبرا للأشعار والأناشيد التي رثي بها اصحابها شهداء الثورة وعبرت عن الثورة منذ بدايتها وحتي الآن. كما صب الشعراء الهواة جام غضبهم علي النظام السابق ورموزه مطالبين بمحاكمتهم محاكمة عاجلة وعادلة. وكان من اللافت أيضا استعانة منصة الإخوان ب25 ميكروفونا وزعتهما يمينا ويسارا وأعلي اشارات المرور واشجار النخيل بالميدان.