الاحتفال بيوم اليتيم ليس مجرد زيارته والاحتفال معه وتقديم اللعب والهدايا، ولكنه يحمل معنى آخر بالنسبة لجمعية «وطنية» التى قررت أن تحول المشاعر والأمنيات الطيبة إلى واقع جميل يمكن أن يعيشه هؤلاء الأطفال والشباب الموجودون فى المؤسسات الإيوائية طوال أيام السنة وليس فى يوم واحد فقط من خلال توفير حياة كريمة ومعاملة آدمية لهم تعوضهم وتجعل منهم أشخاصا مرغوبين ومحبوبين يشعرون بالانتماء لهذا المجتمع. تقول عزة عبد الحميد مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية «وطنية»: هدفنا من اليوم الأول لتأسيس الجمعية وضع معايير لجودة الرعاية فى دور الأيتام، من خلال مشروع «أمان» لأنه لا توجد معايير موحدة يمكن تطبيقها على الجميع، وبعد جهد شاق طوال السنوات الماضية استطعنا التوصل إلى إنجاز عظيم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى وكثير من الهيئات والجمعيات الأهلية التى تعمل فى مجال الطفولة، وهو التوصل إلى التصور النهائى للمعايير المطلوبة، ونحن فى انتظار الموافقة النهائية عليها وبعدها لابد أن تلتزم دور الأيتام بتوفيق أوضاعها وفقا لهذه المعايير للوصول إلى مستقبل أفضل لهؤلاء الأيتام الذين يستحقون أفضل رعاية. وتضيف: سعدنا مؤخرا بمقابلة د.غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وبحضور الهيئات المعنية بالطفولة لتقديم رؤيتنا وأنا متفائلة خيرا فى المرحلة القادمة خاصة بعد هذه المقابلة لما لمسناه فيها من تفهم للقضية ولمهمة الجمعية التى تسعى إلى تحقيق استراتيجية محددة تم وضعها للأعوام الخمسة من2013 إلى 2018 تعتمد على تحقيق ثلاثة أهداف: الأول توحيد جودة الرعاية الأسرية فى المؤسسات الإيوائية من خلال قرار وزارى، والثانى تطبيق معايير جودة الرعاية فى عشر مؤسسات، أما الهدف الثالث فيتمثل فى تطبيق الحد الأدنى من معايير الرعاية فى 60 مؤسسة إيوائية. وتضيف: العنصر الأهم فى حياة اليتيم هو الشخص الذى يرعاه سواء الأم البديلة أوالاخصائى النفسى والاجتماعى أو المدير والمعاونون أو عاملات النظافة كل حسب التوصيف الوظيفى له، لذلك سعينا إلى تغيير نظرة المجتمع للمهنة ورفع قيمتها من خلال التدريب والتعليم وإيجاد شهادات مهنية متخصصة مع ربطها بالأجر والمسار الوظيفى حتى نشجع القائمين على المهنة على تطوير أنفسهم مما يعود بالنفع على الأيتام. ولتفعيل ذلك انتهينا من تخريج الدفعة الأولى الحاصلة على الشهادة المهنية المعتمدة دوليًا من مؤسسة «إيديكسل» الدولية لمقدمي رعاية الطفل فى الشرق الأوسط من أجل إعلاء شأن المهنة، وتوفير كوادر مؤهلة لتنشئة الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية. و ذلك بالمشاركة مع سبع من دور الأيتام لتطبيق معايير جودة الرعاية. وفى إطار الاهتمام بالأيتام ومستقبلهم ومعرفة احتياجاتهم و منحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، قامت الجمعية بتنظيم حفل لإطلاق برنامج «فرصة» بساقية الصاوى والذى ألقى الضوء على شباب الأيتام وأحلامهم واحتياجاتهم في المجتمع لتصحيح صورة اليتيم فى المجتمع ولتوضيح أهمية توحيد وتطبيق معايير الجودة الأسرية كما قمنا بإطلاق حملة «اعرفني... أنا مش بس يتيم» فى شهر أبريل 2012 وكانت أول حملة تهدف إلى نشر إعلاء المفاهيم الايجابية عن الأيتام من خلال تفهم احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والتى إما أن تكون مهملة أو يتم تفسيرها خطأ، وتقوم فكرة الحملة على التعريف بشخصيات ناجحة في العالم كانوا أيتامًا مثل ستيف جوبز والشاعر حافظ إبراهيم وعبد الحليم حافظ ونيلسون مانديلا. وتؤكد عزة أنه مازالت هناك تحديات أخرى تواجهنا وهى نظرة كثيرمن أصحاب الدور إلى الأيتام على أنهم مجرد رقم، فهم يهتمون بالأكل والشرب غير مدركين للاحتياجات النفسية لهؤلاء خاصة فى مرحلة المراهقة التى يصعب فيها التعامل معهم وتعتبر سببا لظاهرة أطفال الشوارع نتيجة تسرب الأيتام من الدور بسبب الضرب وغير ذلك من أساليب التربية المرفوضة.