لحظة من فضلك .. أنت هنا في حلايب ، عندما تنظر إلي الجبال الشاهقة الارتفاع و أنت تدخل لوادي أم عشيرة أحد وديان العلاقي تشعر وكأنك مثل الحصي الصغير . وبالرغم من ذلك تنتابك حالة من الشعور بالسرور لرؤية الجمال البادي من تعانق الجبال الصخرية السوداء بالرمال الناعمة الصفراء، وبالرغم من البرد القارس ليلا في شتائها إلا أن الشمس تحتضنك لتملأ قلبك وجسدك بالدفء. وأما إذا ما ساقتك المصادفة لأن تكون في حلايب وقت حفل عرس فمكانك البرش، وهو كوخ مقام من «سعف الدوم» يستغل لاستقبال الضيوف، والاستقبال يكون بسكب العطور علي الضيوف فتلك عاداتهم لتكريم ضيوفهم، ثم يلي ذلك شرب الجبنة أي القهوة، ثم يخرج العريس بزيه الجديد متحليا «بالجرنك» وهي ضفيرة من الجلد و القماش الأحمر عليها ريش النعام الأسود، وعلي صدره تتدلي الفضة وبعض التمائم المحفوظة داخل أكياس من الجلد لتحميه من شرور الحسد والأرواح الشريرة. أما العروس فتقضي التقاليد بألا تحضر وأسرتها وصديقاتها المقربات الحفل بل تبقين بعيدا في كوخهن المقام بآخر الوادي حتي نهاية الحفل، وللعروس في ذلك اليوم ثلاث من صديقاتها المقربات تسمين «وزيرات»وهن اللائي يتولين اصطحابها لكوخ زوجها بعد غروب شمس كل يوم تبدأ من الزفاف ولمدة أربعين يومًا، وقبل شروق الشمس يصطحبنها إلي كوخ أسرتها، وفي اليوم الأربعين يتم نحر ذبيحة ويقام حفل كبير، بعدها يسمح لها بالإقامة الدائمة مع زوجها،وترجع تلك العادة إلي وقت أن كان «البجا»يعبدون إله الشمس المعروف عنه إنه إله الحرب والقوة، و لذلك لا يسمح للعروسين بالخلوة أثناء سطوعه علي العالم حتي لا يتعاشرا في حضرته، ولكن يسمح لهما بذلك في حضرة إله الخير والتناسل ألا وهو القمر