لا بد في ظروفنا الحالية التي تعيشها بلادنا من فطنة ووعي بمصلحة هذا البلد العريق، ولا داعي أن ننساق وراء كل ناعق، لا بد من استيضاح الطريق قبل المسير، أما أن ننجرَّ وراء كل من ينادينا فلا، وهذا ليس من مصلحتنا ولا مصلحة بلادنا. إن الأمور تحتاج إلى حكمة وسعة صدر وقبول للآخر شريطة أن يكون هذا الآخر مستعدًا للحوار بالضوابط المطلوبة، أما حوار الإملاءات ففيه إقصاء لطرف دون آخر، لا بد من العدالة في الحوار المطلوب؛ كي نخرج من أزمتنا هذه بعون الله، وبإذن الله تعالى ستخرج مصر من هذه الأزمة وستعبرها إلى بر الأمان، ولا بد من تعاون أفراد الشعب كلهم مع بعضهم البعض من أجل القيام على مصلحة هذا الوطن، فمَثَل هذا الوطن كمَثَل السفينة التي نركبها جميعا لو أهملناها سنغرق جميعًا، ولو حافظنا عليها فسننجو جميعا بعون الله تعالى. فكل منا واجب عليه أن يدعو أخاه لوحدة الصف وترك الفرقة والخلاف، ولا بد من قطع اليد التي تخرّب في هذا الوطن الغالي وتعيث فيه فسادًا، ولا بد من تغليب المصلحة العليا للبلاد وعدم الارتكان إلى الأهواء وعشق الكراسي، فما أكثر من يتربصون بمصر كي تسقط، وما أكثر من ينفقون الأموال كي يعبثوا بأمن هذا الوطن، فلنكن نحن العقلاء ولا نقع فريسة لهذا أو ذاك، فهيا يا أبناء الشعب العريق لنصرة بلدكم الحبيب مصر {أليس منكم رجل رشيد}؟!