فى ظل أزمة كهرباء لا نعلم مداها أو سبيل الخروج منها، ومع مطالبات مستمرة من وزارة الكهرباء للمواطنين بترشيد استهلاكهم، فلابد ان يكون مشهد أعمدة الانارة المضاءة فى "عز الظهر"، مستفزا للجميع، خاصة ان الصحف لا تكل من توبيخ المسئولين عن هذا الاهدار الصارخ فى وقت نحن آحوج ما نكون فيه الى ترشيد الطاقة، ومع ذلك لا يتحرك مسئول لوقف هذا الخلل، وكأننا نؤذن فى مالطة! حسنى محمد - المهندس فى قطاع توليد الكهرباء-يكشف سر هذا اللغز ،مشيرا الى ان تلك المشكلة موجودة منذ زمن طويل لكننا لم نلتفت اليها الا عند تعرضنا لازمة فى انتاج الكهرباء. وتزايد دعوات الترشيد. يقول المهندس حسني: المشكلة بسيطة للغاية وكلمة السر بها هى «الغبار»، فطريقة عمل تلك الاعمدة تقوم على انها تفصل بشكل آلى بمجرد سقوط الضوء على سطح الخلية الضوئية فى اللمبة ، والعكس صحيح عندما يحل الظلام ، حيث تضئ بشكل آلى ايضا، لكن بسبب تراكم الغبار والاتربة على الخلية الضوئية ، لا تشعر بالاشعة الضوئية عندما تسقط عليها مع طلوع ضوء النهار ، فتبقى مضيئة ولا تفصل. سألناه: آحيانا نجد اعمدة الانارة مغلقة ليلا رغم انها من المفترض ان تبقى مضيئة فى ظل هذا الخلل ؟ فيفسر المهندس حسني: الاعمدة التى نراها مغلقة تكون كذلك سواء ليلا او نهارا، والسبب أنه مع تعطل نظام الفصل الالى ، يتم فصل الاضاءة بشكل يدوي، وعندما يحل الليل لا ينتبه احد فتظل الاعمدة مظلمة. المهندس حسنى قال ان مشكلة اعمدة الانارة تتلخص فى التنظيف المستمر للمبات الاعمدة من الغبار والاتربة ، خاصة ان الغبار فى مصر يتراكم بشكل سريع جدا، ولهذا فوظيفة المحليات وليس وزارة الكهرباء ان يكون هناك عمال مكلفون بشكل شبه يومي، بتنظيف تلك الاعمدة خاصة فى المناطق الترابية وعلى الطرق السريعة، حتى لا تتعطل تلك الاعمدة عن العمل، وبالتالى يتم توفير الكهرباء المهدرة ، وأضاف حسنى » لو تم عمل تلك الخطوة يمكن توفير 400 ميجا وات فى الساعة اى حوالى 10% من العجز الاجمالى الذى يقدر ب 4000 ميجا وات فى الساعة، اما الحل الامثل على المدى الطويل فهو تغيير تلك النوعية من الاعمدة وهى كشافات الصوديوم، وهى التى يميل ضوؤها الى اللون البرتقالي»، لانها تستهلك كميات اكبر من الكهرباء، واستبدال أنواع اخرى موفرة.