بعد توسع التنظيم الدولى للإخوان بدعم غربى صهيونى فى التعاقد مع شركات علاقات عامة عالمية لتشويه صورة الأوضاع فى مصر بعد 30 يونيو، وإقناع الرأى العام الأمريكى والأوروبى بأن ما حدث إنقلاب وليس ثورة، كشفت مصادر مقربة من التنظيم الإرهابى تفاصيل المخطط الذى تدعمه إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. بهدف تدمير الدولة المصرية وإشاعة الفوضي، لإتاحة الفرصة أمام الإخوان للقفز على السلطة، وتنفيذ التعهدات التى قدمتها الجماعة من قبل للإدارة الامريكية والحكومة الإسرائيلية. ويعتمد هذا المخطط على عدة محاور منها الهجوم الإعلامى المكثف والتشكيك في الارهابية مدى مصداقية الإعلاميين والمؤسسات التى يعملون بها وصولا إلى تفتيت كتلة 30 يونيو إلى جانب الهجمات الإهابية ضد قوات الجيش والشرطة ومحاولة اغتيال كبار الضباط، والعمل فى الوقت نفسه على زرع الفتن بين جميع طوائف المجتمع بعد تقسيمه إلى عسكريين ومدنيين، وإسلاميين وعلمانيين، ومسلمين ومسيحيين. واشار خبراء العلاقات الدولية إلى ان الدعم الدولى لمخطط نشر الفوضى فى مصر يستهدف تحقيق مصالح مهمة للغرب فى اعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط، حيث تستهدف أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبى منع اى محاولة لاستقرار مصر اقتصاديا، حتى لاتسترد الدولة المصرية دورها الاقليمى والعالمي، وتبدأ فى اعادة تجميع كتلة عدم الانحياز مرة أخري، وتفتح الباب امام عودة روسيا بقوة إلى المنطقة العربية، وهو ما يهدد المصالح الغربية الإسرائيلية. وأوضحت المصادر ان بعض الاطراف الاقليمية خاصة قطر وتركيا تقوم بدور مهم فى هذا السباق، يتعلق بتقديم الدعم المالى للتنظيمات الإرهابية المسلحة، للقيام باعمال إرهابية فى عدة مناطق وعمليات اغتيال، بهدف انهاك الجيش المصرى والشرطة لنشر الفوضى واتاحة الفرصة امام اى تدخل اجنبى مباشر. ورغم إعلان جماعة الاخوان الإرهابية مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أن مصادر التنظيم الدولى تؤكد ان الجماعة تسعى للعب دور مهم فى هذه الانتخابات، وستقوم عناصرها بالتصويت لصالح مرشح معين اختارته واشنطن قبل ثورة 30 يونيو عندما شعرت بنهاية النظام السابق، وفى هذا السياق تستخدم الجماعة سلاح المال السياسى الآتى من قطر وتركيا فى شراء القوى المناوئة لبعض المرشحين الموالين لها، وتوفير التمويل اللازم لحملات الدعاية لهؤلاء المرشحين، ولكن الجماعة لن تكشف عن مرشحها الحقيقى إلا قبيل موعد التصويت فى الانتخابات الرئاسية مباشرة، رغم ضلوعها الآن فى تشجيع البعض على الترشح وآخرين على الانسحاب. وفى الوقت الذى تستغل فيه الجماعة الإرهابية الانتخابات الرئاسية، تسعى عبر مخططها إلى نشر سلسلة من الاخبار المغلوطة والأكاذيب عن كبار الصحف والفضائيات للوقيعة بين كبار الإعلاميين والصحفيين حتى يفقدوا مصداقيتهم لدى الرأى العام، وتتمكن العناصر الإعلامية الموالية للجماعة وأمريكا من بث سمومها، وإقناع الجماهير بما تريده. ويوضح المتابعون للإعلام الإسرائيلى أن السلطات الإسرائيلية تلعب دورا مهما فى هذا المخطط، سواء التشويش على الدور القومى لمصر عن طريق عرض تصدير الغاز الإسرائيلى إلى مصر بعد أن كانت تستورده منها، أو بغض البصر عن تسلل عناصر إرهابية من الأراضى الفلسطينية إلى سيناء وصولا إلى استغلال الفرصة لزرع شبكات تجسس فى مصر، وقد نجحت أجهزة الأمن فى الكشف عن عدد منها أخيرا. ورغم كل تلك الأدوات إلا أن الآلية الأساسية التى تتبعها الجماعة الإرهابية الآن وداعميها من الغرب وإسرائيل، تركز على استغلال الأوضاع الاقتصادية بافتعال بعض الأزمات، مثل أزمة الكهرباء والغاز، وقد ضبطت أجهزة الأمن منذ عدة أيام عناصر من الجماعة الإرهابية وهى تحاول تفجير محطات كهرباء وأبراج للضغط العالى فى عدة محافظات، لقطع الكهرباء عن أكبر عدد ممكن من المناطق واشعال غضب الجماهير. وهى تسعى وفقا لجدول مخطط إلى إثارة أحد المشكلات كل فترة، حيث ركزت خلال الشهر الحالى على رغيف العيش والكهرباء وأنابيب الغاز والصرف الصحي، ومن المتوقع أن تحاول الشهر المقبل التركيز على مياه الشرب والامتحانات والسكر والعملات المعدنية، لتنتقل خلال شهر مايو إلى أزمات الدولار وأسعار السلع ومساحيق الغسيل وإضراب الأطباء، وصولا إلى التصعيد فى شهر يونيو المقبل بتشجيع إضراب العمال والسائقين وإرباك المرور حتى قطع الطرق والسكك الحديدية، وهو ما تعتبره الجماعة الإرهابية الهدف الأسمى فى ذلك الوقت لإشاعة الفوضى بجميع المحافظات والانقضاض على الحكم.