لم تمر أيام قليلة على الهجوم الإرهابى الذى تعرض له كمين الشرطة العسكرية فى مسطرد بشبرا الخيمة، وراح ضحيته 6 من جنود مصر الأبرار، حتى حاولت الجماعات الإرهابية تنفيذ عملية أخرى فى حى شرق شبرا الخيمة أمس الأول، من خلال تفجير قنبلة زرعها مجهولون بجوار ماكينة الصراف الآلى الموجودة بمدخل الحي، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إبطالها. وبشكل عام، فإن منطقة شبرا الخيمة – كما يقول اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمني- تمثل بؤرة للإرهاب والفكر المتطرف، حيث يلجأ أصحاب هذا الفكر للإقامة فى مناطق عشوائية ومجتمعات ينتشر فيها الفقر، والأمية، وترتفع فيها معدلات البطالة، فيصبح البسطاء والمحتاجون لقمة سائغة فى أيدى هذه التنظيمات، ويجرى تشكيلهم باسم الدين والشريعة، كما يفضل المطلوبون أمنيا الاقامة فى هذه المناطق هربا من الملاحقات، بسبب الازدحام السكاني، كما يقومون ايضا بتنفيذ العمليات الإرهابية لسهولة الاختفاء وسط هذه التجمعات البشرية وسط العشوائيات، ولإمكانية الهرب إلى المناطق المجاورة، اعتقادا منهم أن أجهزة الأمن لن تصل إليهم، وهم واهمون. والحال كذلك، فإن مواجهة الإرهاب ، واجتثاثه من جذوره ينبغى أن تكون أحد الاولويات العاجلة للحكومة الجديدة ، فحوادث الإرهاب والاغتيال والتفجيرات التى ترتكبها جماعة الإخوان وحلفاؤها كانت متوقعة، حيث تلجأ هذه التنظيمات الإرهابية إلى الاغتيالات والتفجيرات، واستخدام السلاح فى مواجهة المواطنين ، والاعتداء على المنشآت العسكرية والشرطية ، ويبدو أن الإرهاب لن يتوقف خلال المرحلة المقبلة بهدف زعزعة الاستقرار، والنيل من هيبة الدولة، مطالباً بضرورة إعداد خطة واضحة ومحددة للحكومة للتعامل مع الإرهاب، وأهمية الاختراق المعلوماتى لهذه الجماعات الإرهابية، حتى يمكن الكشف عن مخططاتهم والتصدى لها قبل وقوعها ، فضلا عن ضرورة تكثيف الوجود الأمنى حول المنشآت المهمة والحيوية. وتمثل عمليات الاغتيال والتفجير التى تشهدها مصر حالياً – والكلام للواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق بالقوات المسلحة – المرحلة الثالثة لمخطط جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها، بعد فشل المرحلة الأولى وهى الاعتصامات التى تمت فى رابعة والنهضة وكرداسة ودلجا ، ثم المرحلة الثانية التى تمثلت فى الحشد والمظاهرات وفشلت أيضاً ، ثم جاءت المرحلة الثالثة وهى مرحلة الاغتيالات والتفجيرات ، مشيراً إلى أن المواجهة مع الإرهاب تستلزم مجموعة من الإجراءات، من خلال إعداد منظومة أمنية متكاملة من خلال الاعتماد على المعلومات، وتوجيه ضربات استباقية لاجهاض مخططات الإرهاب والتخريب ، ومواجهة التظاهرات غير السلمية مهما كانت الخسائر، فضلا عن ضرورة قيام الدولة بدورها فى محاربة الفقر والأمية، وتنمية مثل هذه المناطق العشوائية، التى تمثل بؤرا للإرهاب والتطرف الفكري. ولا شك – والكلام هنا للدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية ، أن خطر الإرهاب صار محدقاً، وأن المواجهة معه تحتاج إلى يقظة أمنية، ونشاط مكثف لأجهزة جمع المعلومات ،لإجهاض محاولات التفجير والاغتيالات قبل وقوعها، ويجب على الشعب المصرى أن يتصدى للإرهاب بكل اشكاله وصوره، وان يقدم العون للأجهزة المعنية لمواجهته والقضاء عليه، مؤكداً أن المواجهة المباشرة والعاجلة لهذه التشكيلات الإرهابية، التى انضم إليها الإخوان، مشاركين وممولين وداعمين وموفرين لها الغطاء السياسي، تتطلب جهداً أمنياً فائقاً، سواء على مستوى جمع المعلومات عن الأوضاع الحالية، واستعادة المعلومات المخزنة عن العناصر والمجموعات والخطط والترتيبات، أو على مستوى الحركة السريعة والنشطة والخلاقة فى توجيه ضربات استباقية، تحت مظلة القوانين.