يعتبر البعض مارس هو شهر المرأة لما يشهده من مناسبات هامة تحتفى بالمرأة ودورها فى جميع مناحى الحياة، حيث يحتفل العالم بداية الشهر باليوم العالمى للمرأة كما تحتفل مصر بعيد المرأة المصرية وعيد الأم ، حيث جسدت المرأة ملحمة عظيمة من النضال بعد ثورتى يناير و 30يونيو. فى البداية تؤكد الفنانة اثار الحكيم أن السينما قبل ثورتى يناير ويوليو لم تقدم شيئا للمرأة، حيث تركز السينما على قصص الحب. ولم تعط المرأة حقها، حتى حرب أكتوبر 73 لم تنجح السينما فى تقديم أفلام تعبر عن قيمة الحدث العظيم. وأضافت آثار: أن هناك بعض التجارب السينمائية التى حاولت أن تناقش بعض قضايا المرأة مثل فيلم «بنتين من مصر» الذى قام بإخراجه محمد أمين والذى ناقش عنوسةالبنات ومشكلة تأخر الزواج فى إطار درامى مشوق كما ناقش الفيلم قضايا نسائية فى إطار المجتمع الذى يعانى من الكبت والقهر السياسى وكذلك فيلم 678 الذى تطرق لمشكله «التحرش» وهى قضية معاصرة تعانى منها المرأة داخل المجتمع، وللأسف المرأة فى السينما تستغل جسديا ويتم التركيز على شكلها وجمالها ، ولم يتم تقديمها بالشكل اللائق والأزمة تكمن فى أن المنتج يبحث عن المكسب وأسهل وأسرع طريق هو استغلال جسد المرأة. واختتمت آثار أن الأزمة سوف تستمر لأن كل مشكلات الحياة أساسها الضمير فى كل مجال وأنا ضد التمييز والتفرقة بين المرأة والرجل لأن المرأة إنسان له كرامة وركن أساسى من أركان الأسرة لذلك أتمنى أن تركز السينما على قضايا الأسرة ووقتها سوف يتم معالجة وحل قضاياها. وفى السياق ذاته قالت المخرجة ماجى مرجان ان صورة المرأة فى السينما ليست مرتبطة بنزول المرأة فى ثورتى يناير ويونيو خاصة أن الأفلام ليس دورها إبراز دور المرأة وعندما يحدث هذا يكون دون قصد من المخرج حيث يأتى ضمن إطار درامى يمس المجتمع ككل. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد يحيى استاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة أن الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص لم تنجح فى تقديم صورة إيجابية للمرأه والتضحيات التى قدمتها للمجتمع مؤكدا أن الفن مازال يقدم المرأة على أنها أحد الملذات ومصدر المتعة الجسدية فقط عكس ما كان يحدث فى الماضى حيث كان الفن السينمائى حريصا على المشاركة فى قضايا المرأة وعنصرا اساسيا فى المشاركة فى حلها وعلى سبيل المثال فيلم «أريد حلا» الذى غير نظرة المجتمع فى الأحوال الشخصية والحقيقة أنه بعد فيلم الفنانة فاتن حمامة لم تقدم السينما دورا رئيسيا يسهم فى حل مشكلات وقضايا المرأة والحصول على حقوقها وللأسف بعد ثورتى يناير ويونيو نجد أن الاستغلال الجسدى للمرأة فى السينما هو الاساس رغم مشاركتها الفعالة خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت وجود كم كبير من المخرجات والمؤلفات المتميزات بالإضافة لوجود موضوعات جيدة تمس قضايا المرأة تستحق تجسيدها سينمائيا. وأوضحت الناقدة خيرية البشلاوى أن السينما فى مصر لا تستخدم الفيلم كسلعة اساسية الا فى النادر بمعنى ان الفيلم يستخدم كسلعة ترفيهية لا تعبر عن الواقع بل تعبر عن الجانب الذى يخدم الجانب التجارى حيث يتم استغلال المرأة كموضوع للجنس والاثارة فى لغة جسدية تخاطب الحواس او موضوع للعنف. وفى كل الاحوال عندما نتحدث عن السينما فى الثلاث سنوات الاخير لم نجد انعكاسا يضاهى ما قدمته المرأة فى الحقيقة وهناك هوة واسعة بين دور المرأة فى الواقع ودورها الموجود على الشاشة حيث نرى المرأة سلعة تجارية فقط أما الحديث عن دور الفيلم كوسيط ثقافى يخاطب العقل والوجدان تكاد تكون معدومة فى الثلاث سنوات الاخيرة وأضافت البشلاوى ان هناك جانبا ايجابيا فلاول مرة نجد المرأة مبدعة حيث نجد ان هناك 4 مخرجات قدمن تيارا موازيا يتعامل مع الفيلم باعتباره وسيلة للتحاور الثقافى العقلانى المتكئ على معطيات واقعية.