من منا لا يتمنى ان تحتل مصر المراكز الاولى عالميا ؟! بالطبع كلنا يتمنى ويسعى لهذه المرتبة ..لكن فى اى المجالات؟ هل فى المجال التعليمى .. .ام العلمى .. فى الاستثمار .. ام السياحة ..انتاج القمح والقطن ..ام الصناعات الثقيلة..التأمين الصحى ام جودة المستشفيات ؟! للاسف مصر لم تحتل المرتبة الاولى فى تلك المجالات ولا فى غيرها .. بل احتلتها وما زالت فى حوادث الطرق ، فمنظمة الصحة العالمية أشارت الى ان مصر هى الاولى عالميا فى حوادث الطرق حتى أواخر عام 2012 ، واعتقد ان الامر لم يختلف كثيرا العام الماضى لنحتل المرتبة العالمية الثانية بدلا من الاولى ! والمؤسف أيضاً ان مصر تحتل دوما مراتب عالمية متقدمة جداً فى مثل هذه الكوارث .. فمعدل قتلى الطرق يصل 30 ضعف المعدل العالمى .. تخيلوا .. فدماء 131مصريا تروى كل100 كم من ارض المحروسة.. بينما المعدل العالمى لنفس المساحة يتراوح ما بين 4 و20 قتيلا .. حتى اننا تفوقنا فى قسوة الحوادث، ففى مصر 22 قتيلًا لكل 100 مصاب، في حين أن المعدل العالمي 3 قتلي لكل 100 مصاب.. وإمام إهدار هذه الدماء تخسر البلاد سنويا 25 مليار جنيه وهذا الرقم على عهدة اللواء يسرى الروبى خبير المرور الدولى .. ولم تقصر وزارتا الداخلية والنقل هى الاخرى فى استكمال حديث الأرقام العالمية ، فقال تقرير صادر عنهما أن سيارات النقل الثقيل تأتي في المرتبة الأولى كأكثر السيارات في الحوادث بنسبة 40% ثم السيارات الخاصة بنسبة 33%، والميكروباص 9%، والأتوبيس 7%، وأشار إلى أن العنصر البشري يتحمل 70% من الحوادث وتأتي الحالة الفنية في المرتبة الثانية ب 16 % وحالة الطريق 1.8%. فإذا كان العنصر البشرى يحتل المرتبة الاولى لأسباب الحوادث ، فلنبدأ به .. فمعروف للكافة ان معظم السائقين يتناولون أنواعا من المخدرات، فلماذا لا يعلن عن اجراء تحاليل سريعة مفاجئة على الطرق ومن يثبت تناوله لها يدفع غرامة فورية وتسحب رخصة قيادته ؟ وكيف يحصل السائق على الرخصة قبل ان يكون حاصلا على دورات فى القيادة مثل الدول المتقدمة ؟ ولماذا لا يحدد وقتا لسير هذه الحافلات على الطرق السريعة؟ وأين الرادارات التى تكتشف جنون السرعة؟ وما هى عوامل السلامة المهنية على الطرق ولماذا لا تطبق حزمة القوانين فى هذا الشأن ؟ ولماذا .... وكيف.... والى متى ....؟ تساؤلات كثيرة لا يتسع المقام لها . اننا نذكر السادة المسئولين ، الموجودين نهارا فى جولات ميدانية ومساء فى طلات فضائية ..بتلك الأرقام المفزعة .. نرفض الحديث الموسمى عن حلول لا نراها مجسدة على " الأسفلت" الذى لو نطق لقال " ارتويت كثيرا من دماء المصريين".. كفانا نحيبا على الفضائيات .. ووعودا باحكام السيطرة وحل المشاكل المرورية .. كفانا .. اننا نرفض ان تحتل مصر المرتبة العالمية الاولى فى كوارث الطرق.. نريدها الاخيرة .. ارحمونا .. الدم المصرى اصبح رخيصا. لمزيد من مقالات أمانى ماجد