الحرب ضد فيروس «سى» بدأت بالفعل فى مصر وبضراوة سواء للوقاية منه او لعلاجه، فقد اعد جيش من الاطباء المتخصصين الذين وهبوا أنفسهم لخوض تلك الحرب بمشروع قومى متكامل لمكافحة الفيروس الذى يمثل وباء بنسبة تبلغ 9٫8%، بالاضافة الى 200 ألف اصابة جديدة سنويا، وتمكن هذا الجيش من انتزاع وصفة بأفضل برنامج وبروتوكول علاجى لفيروس «سى» عالميا من منظمة الصحة العالمية، مما لفت انظار الجهات الدولية لمساعدة مصر للقضاء على الفيروس، كما تمكن من اجراء مفاوضات مكوكية لتوفير احدث علاج عالمى لمعالجة الفيروس بنسب نجاح تبلغ 90٪ بقيمة 1٪ من سعره العالمى .. وحول مشروع المكافحة والعلاج، و عدد المصابين فى مصر وكيفية تخفيض النسبة السنوية للمصابيين الجدد بسبب العدوي، كان لنا هذا التحقيق مع اعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، واعضاء لجنة التفاوض على العلاجات الحديثة. وبداية تقول الدكتورة منال حمدى السيد استاذ طب الاطفال جامعة عين شمس ، عضو اللجنة القومية لمكافحة فيروسات الكبد والمشرف على المشروع القومى لمكافحة فيروسات الكبد فى وزارة الصحة ان مشروع العلاج الجديد لفيروس «سى» وتوفيره بأسعار مناسبة لمصر هو جزء ضمن مشروع ضخم لمكافحة الفيروسات الكبدية بشكل عام بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، و مركز مكافحة العدوى فى الولاياتالمتحدةالامريكية، ومعهد باستير فى فرنسا واليونيسيف، ويشمل خطة للترصد تم وضعها من خلال 4 مراكز بمستشفيات الحميات لرصد الحالات الحادة عن طريق معايير محددة مسبقا يتم على اساسها تجميع المرضى وتسجيلهم، واجراء التحاليل اللازمة لتحديد نوع الفيروس الكبدى، كما يتم الترصد للغسيل الكلوى و ونقل الدم المتكرر، وترجع اهمية الترصد فى الكشف عن مدى نجاح الخطة المطبقة لمكافحة الفيروسات. وهناك محور للمشروع وهو مدى أمان الدم ، وقد تم وضع خطة تنفيذيه من خلال المتخصصين بدعم من منظمة الصحة العالمية، وذلك لوضع خطوط ارشادية قومية لاول مرة، كما يتضمن المشروع ادراج تطعيم الاطفال ضد فيروس بى خلال 24 ساعة بعد الولادة بالتدريج ، وعن مكافحة العدوى اوضحت انه اهم محاور المشروع وهو المسئول عن نقل العدوى لاكثر من نصف الحالات الجديدة المصابة بفيروس سى سنويا والتى تتراوح ما بين 150 الى 200 الف حالة سنويا جديدة، اكثر من نصفهم يتم عدوتهم من خلال القطاع الصحي، بسبب عدم الالتزام بارشادات مكافحة العدوى والتعقيم ، واضافت بان هناك مشروع خاص باصابة الاطفال بفيروس سى ونسبتهم فى مصر حوالى 1,5٪ ، بالتعاون مع الجمعية المصرية لرعاية مرضى الكبد ومؤسسة ساويرس وعلاج الاطفال بالعقار المتوفر وهو الانترفيرون وبنسب شفاء 50٪. الحقن الآمن ويقول الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة واستاذ الجهاز الهضمى والكبد ونائب رئيس جامعة القاهرة ان نتائج الدراسات الحديثة اظهرت ان 15٪ من مرضى فيروس سى ممن يطلق عليهم " مدمنى العلاج بالحقن" بدلا من تناول الادوية بالفم، يشكلون مصدر العدوى بفيروس سى ل 70٪ من الحالات الجديدة سنويا.. واشار الى ان هناك مشروعا ضخما لاستبدال السرنجات المستخدمة حاليا بالسرنجات ذاتية التدمير فى المستشفيات لتحقيق ما يعرف " بالحقن الآمن ". وقد ثبتت الدراسات أن مصر تستخدم 23 مليون حقنة غير آمنة سنويا بينما تستهلك 280 مليون حقنة سنويا. طبقا لمنظمة الصحة العالمية دراسة جديدة وعن الدراسة الجديدة لكشف الاعداد الواقعية لفيروس سى فى مصر اوضح الدكتور امام واكد استاذ الجهاز الهضمى وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية انه تم اجراء بحث سيتم نشرة فى مؤتمر الجمعية الاوروبية للكبد فى لندن ابريل القادم ، حول اعداد المرضى المصابين بفيروس «سى» القريبة من الحقيقة فى مصر عام 2013، حيث تم اجراء تصور احصائى لتطور المرض خلال العشرين سنة المقبلة لو لم يتغير اسلوب العلاج الحالى، وتم حساب عدد المرضى الذين نحتاج الى شفاءهم سنويا للوصول الى القضاء على المرضى عام 2013 ، واظهرت الدراسة انه اذا اتبعت اساليب صارمة لمنع نقل العدوى بالاضافة الى استخدام علاجات حديثة بنسبة شفاء فوق 90٪ وتم علاج حوالى 300 الف حالة سنويا ، سوف نصل الى نسبة اصابة اقل من 2٪ عام 2025 ، والقضاء على المرض نهائيا عام 2030 . مليون مصاب واوضح انه تم حساب عدد المرضى باستخدام برامج قياس وتنبؤ، وتم التوصل لوجود 6 مليون مصاب بالفيروس فى مصر سنة 2013، مع حدوث 168 الف إصابة جديدة سنويا، ووجود 630 الف مصاب بتليف الكبد و138 الف مصاب بفشل كبدي، وحدوث 16 الف حالة سرطان كبد سنويا، ووفاة 36 الف مريض بمضاعفات المرض. وإذا إستمر معدل الإصابة والعلاج وكفاءة العلاج كالحالى بلا تغيير، سيكون هناك 4,5 مليون مصاب بالفيروس سنة 2030 وستزداد حالات تليف الكبد وسرطان الكبد سنويا حتى سنة 2030. وللتخلص من المرض قبل سنة 2030 يجب اتباع اجراءات منع عدوى صارمة لتقليل الاصابات الجديدة 20% سنويا لتنخفض الى أقل من 50 الف حالة سنويا، مع إستخدام علاجات ذات فاعلية فى الشفاء التام أكثر من 90%، مع زيادة عدد حالات العلاج بدءا من سنة 2014 من 65 الف حالة سنويا بنسبة 50%-80% سنويا لتصل الى 340 الف حالة فى السنة بدءا من سنة 2020 حتى سنة 2030. وباتباع هذه الإجراءات سوف ينخفض معدل الإصابة إلى أقل من 2% سنة 2025 وأقل من نصف% سنة 2030، وسوف يوجد فقط 280 الف مصاب بالفيروس سنة 2030 بنقص 95%، وستقل حالات تليف الكبد والفشل الكبدى وسرطان الكبد والوفيات الناتجة بنسب بين 80% و90%. ممارسات خاطئة وأوضح الدكتور ايمن يسرى استاذ الجهاز الهضمى والكبد وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية ان النصف الاخر من المصابين يتم عدوتهم عن طريق الممارسات الخاطئة فى المجتمع بالمشاركة فى الادوات الشخصية ، وعدم التعقيم للاجهزة فى اماكن الحلاقة ، والطهارة. ولذلك تم اعداد حملات رفع التوعية الصحية بتلك الممارسات آملين ان يؤدى ذلك لخفض نسبة العدوي. وفى الشهر الماضى تم عقد الاجتماع الخاص بالعلاج بحضور اساتذة كبد دوليين ومصريين وخبراء من منظمة الصحة العالمية واطباء بلا حدود، ومركز مكافحة العدوى فى امريكا، وخبراء من اللجنة الوطنية للملكية الفكرية، ومكتب براءة الاختراع فى مصر لمناقشة الخطة الارشادية الجديدة لعلاج فيروس «سى» فى ظل توفر العلاج الجديد. ويقول الدكتور مجدى الصيرفى استاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب القاهرة وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ان هناك مسح جديد قومى لحصر اعداد المرضى يبدأ فى آخر 2014 ، وينتهى بداية 2015. ومن هنا فإن السعى لتوفير الدواء المثالى للقضاء على فيروس سى له دور ايجابى فى علاج المرضى ومنع تطور المرض الى تليف كبدى أو أورام بالكبد ولكن الدور الأكثر احتياجاً هو أن الدواء المثالى هو الدواء الذى تكون قدرته على الشفاء أكثر من 90% ولا يوجد له اعراض جانبية ويناسب معظم المرضى ويؤخذ عن طريق الفم ولمدة قصيرة. وقال ان الجهود نجحت فى إيجاد حالة تجانس وتناغم محلياً وعالمياً من أجل توضيح المشكلة الصحية الأولى فى مصر ووضعها فى بؤرة الاهتمام المحلى والعالمى مما ينتج عنه أن يتم توفير الدعم المالى لها وتوجيه شركات الأدوية لتوفير الدواء داخل مصر بأسعار مختلفة عن سعره عالمياً ومن خلال ذلك تم توفير علاج حديث لفيروس (س) ب 1% من سعره عالمياً. إنفراجة حقيقية واضاف بانه خلال سنوات قليلة سوف يتوفر علاجات اخرى لفيروس سى اكثر فاعلية واقل مدة فى العلاج تصل الى 8 اسابيع، وباستخدام قرص واحد مدمج يوميا، وبالتالى مرضى فيروس سى فى مصر على موعد مع انفراجة حقيقية للخلاص منه نهائيا ، ولكن يجب تذكر انه لن ننجح فى القضاء على فيروس «سى» دون برنامج وقائى قوى جدا لمنع انتشار العدوي. و على صعيد آخر يقول الدكتور يحيى الشاذلي، أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد والمناظير بكلية طب جامعة عين شمس ان علاج فيروس سى الجديد يمنع حدوث التليف ، وسرطان الكبد ، وفشل الكبد ، ويقلل احتمال زراعة الكبد وبالتالى يقلل الوفيات. ويقول رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة واستاذ علاج امراض الكبد الدكتور وحيد دوس ان هناك ثورة فى علاج فيروس سي، واكد ان الثورة الحقيقية الحالية هو اهتمام العالم كله بمشكلة فيروس سى فى مصر ، ومنذ عامين قد تقرر تدويل قضية فيروس سى وطلبنا دعم من جهات دولية ومن بينها منظمة الصحة العالمية ومركز علاج الامراض الفيروسى باطلنطا، وذلك لدعم منع العدوى فى فيروس سى فى مصر. واوضح ان كل العالم فى المؤتمر اشادت بتجربة مصر فى تخفيض اعداد العدوى وتخفيض الادوية وعلاج اعداد كبيرة.