أكد الدكتور برنابا بنجامين وزير خارجية جنوب السودان أن مشاركة دولة الجنوب لأول مرة فى اجتماعات الجامعة العربية بناء على دعوة أمينها العام الدكتور نبيل العربى ستكون بداية لمرحلة جديدة يتعزز فيها التعاون والانفتاح بين الجنوب والعالم العربى، وأشار فى هذا الصدد إلى أن بلاده ستفتتح سفارات لها قريبا فى كل من السعودية والكويت والإمارات. ووصف لقاءه مع المسئولين المصريين بالمثمر والإيجابى، وقال إنه جاء يحمل لمصرحكومة وشعبا رسالة شكر وتقدير ومودة من شعب الجنوب، فضلا عن رسالة أخرى رسمية للرئيس عدلى منصور من نظيره رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت . وقال الوزير الجنوبى إن بلده يشكر لمصر وقوفها إلى جانبه على الدوام ، ولاسيما فى الأشهر الأخيرة التى قدمت فيها الدعم الإنسانى لشعب الجنوب. ومن ناحية أخرى، قال إن بلاده ترى أن تجميد أنشطة مصر فى الاتحاد الإفريقى لم يكن صحيحا ، وستعمل بكل قوتها من أجل رفع هذا التجميد ، ومن أجل حوار وتعاون بين دول حوض النيل ، تستفيد منه مصر وباقى دول الحوض .وعلى صعيد الأزمة فى جنوب السودان، قال : نسعى لحل سياسى مقبول لكل شعب الجنوب عبر مفاوضات الإيجاد بأديس أبابا ، التى تستأنف فى 20 من الشهر الحالى . سألته عن الفوائد التى جناها من مشاركته فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، فقال: أطلعنا الجامعة والوزراء العرب على تطورات الوضع فى الجنوب بعد محاولة الانقلاب العسكرى الفاشل الذى قام به النائب السابق للرئيس الدكتور رياك مشار الذى يقود الآن التمرد فى بعض أماكن الجنوب ، وأعتقد أن دعوة الجامعة لنا تعبر عن جدية الدول العربية واهتمامها بما يدور فى الجنوب ورغبتها فى وصوله للسلام، ونحن نقدر لهم ذلك، وأعربنا لهم عن أملنا فى تقوية العلاقات الثنائية معهم ، وبناء علاقات عميقة ومعرفة حقيقية ، وقد أطلعناهم على تفاصيل الانقلاب الفاشل فى الجنوب ، وأكدنا لهم رغبتنا فى استقبال الاستثمارات من جميع الدول العربية، وفى مقدمتها مصر . وعما إذا كانت دولة الجنوب قد طلبت عضوية مراقب بالجامعة العربية ، قال: نعتقد أن الخطوات المتدرجة الحالية فى العلاقة مع الجامعة أفضل ، وستضع أسسا سليمة لتعاون مستقبلى أكبر. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه هى المشاركة الوحيدة للجنوب فى اجتماعات الجامعة، قال: كلما دعونا سنلبى الدعوة، وفى المقابل وجهنا الدعوات لبعض وزراء الخارجية العرب الذين التقيتهم لزيارة الجنوب . وقد رحبنا برغبة بعض الدول العربية فى تقديم المساعدات الإنسانية لمواطنينا الذين تأثروا بالأوضاع الأخيرة ، ويقدرون الآن بنصف مليون مواطن فقدوا بيوتهم ويعيشون كارثة إنسانية. وردا على سؤال حول الدور الذى يمكن أن يلعبه العرب فى دعم التوصل لتسوية سلمية بالجنوب، قال: نعم يستطيعون أن يفعلوا ذلك بدعم المباحثات التى تشرف عليها منظمة الإيجاد بهدف التوصل إلى حل سلمى بين الحكومة والمتمردين ، وقد قدمنا للدول العربية اقتراحا بذلك، لدعم الاستقرار بالجنوب الذى سيوفر أجواء آمنة للاستثمارات العربية . وقال: إنه بحث مع وزير الخارجية نبيل فهمى سبل تقوية العلاقات بين البلدين ، مشيدا بدور مصر فى دعم الجوانب الصحية والتعليمية وتنمية القدرات بالجنوب، وأكد أن العلاقات بين القاهرة وجوبا هى علاقات قوية مبنية على معرفة متينة. واشار الى أنه التقى فى القاهرة أيضا مع رجال الأعمال والمستثمرين المصريين الراغبين بالإستثمار فى الجنوب . وردا على ما إذا كان شعب الجنوب قد تجاوز بعض الحساسيات السابقة تجاه العرب بسبب خلافاته السابقة مع الخرطوم ، قال وزير خارجية الجنوب : الآن لايوجد أى حساسية ضد الشعوب العربية ، وقد لمسنا كثيرا من مشاعرهم الطيبة تجاه دولتنا الوليدة وتمنياتهم لنا بالاستقرار، وقد وجد استقلال دولتنا قبل عامين قبولا ومساندة من الدول العربية ، وغير هذا من مشاعر شعبنا . وحول انعكاسات تنامى العلاقات العربية مع الجنوب على علاقات الأخيرة مع الخرطوم التى شابتها توترات كثيرة فى السابق ، قال بنجامين : طلبنا من الدول العربية تشجيع السودان على تنفيذ اتفاقية التعاون بين الدولتين وتحقيق السلام بينهما ، وقد قابلت وزير الخارجية السودانى على كرتى على هامش اجتماعات الجامعة، وبحثنا معا سبل تحسين العلاقات بين البلدين. وأعرب فى الوقت ذاته عن تأييد بلده للتطورات الراهنة فى مصر بعد ثورة 30 يونيو وخريطة الطريق ، وقال : إننا نؤيد هذه التغييرات التى جاءت معبرة عن مطالب وإرادة الشعب المصرى. وبشأن الوضع فى الجنوب، قال إن حكومته مصممة على الوصول لسلام ، وأن رئيس الجنوب سلفاكير أعلن أكثر من مرة أن الحرب لامعنى لها ، وبالتالى سنسعى إلى مصالحة واسعة ، وسنسعى عبرمفاوضات أديس أبابا التى ترعاها منظمة الإيجاد والتى ستستأنف فى العشرين من الشهر الحالى إلى التوصل إلى حل مقبول لكل الشعب الجنوبى، مؤكدا فى ذات الوقت أنه لامجال للحديث عن حكومة انتقالية أو تقاسم للسلطة كما يطالب المتمردون، وأنه لاسبيل للاستيلاء على السلطة عبر الانقلاب العسكرى، وأنه لاتداول للسلطة إلا عبر الانتخابات المقررة العام المقبل .